التمذهب و الطائفية ليست بضاعتنا المهنية و المصداقية في التعامل مع نقل الوقائع و الاحداث من ابرز سمات الكاتب الباحث عن الحقيقة و ليس عن الدينار و الدرهم لان المستقبل يتوقف على تلك الحقائق بما ينقله لمجريات احداث ، لكنه من المؤسف أن نرى موقف الاقلام المأجورة و الايادي المستأكلة التي تعتاش على فتات الموائد النتنة لدعاة الارهاب و فتاوى الطائفية المقيتة ، تترك الإنصاف و الموضوعية و تنقاد لهوى النفس و سطوة رموز الجور و الفساد ، فتلاعبت تلك الأقلام النشاز بموروثنا العريق فعاثت به شتى اشكال الدس و التحريف إما ارضاءاً لأسيادهم أو تحقيقاً لمآربهم الفئوية و الضحية هي الشعوب الاسلامية لأنها انقادت إلى سموم تلك الافكار الدخيلة على الاسلام فتعبدت بها و اتخذتها ثقافة لها تربي عليها اجيالها رغم تعارضها التام مع المصادر الاسلامية الثابتة شرعاً و عقلاً فلم يكن ذلك التعارض الواعز الاساس لإعادة النظر في ما تتعبد به و تتخذه ثقافة لها وهذا حقاً من المؤسف فأصبح مقصلة نار المذهبية و سكين الطائفية التي تحصد ارواح الملايين سنوياً في مختلف ارجاء المعمورة فسادت شريعة الغاب بين المجتمعات فتركت خلف اظهرها سفينة النجاة من كل تلك الويلات ، ولنا في حقيقة تعامل شريحة حملة الاقلام و طبقة كتاب التاريخ مع الدولة الفاطمية في مصر ما يكشف لنا حقيقة ذللك التعامل خاصة في نقل ما لهذه الدولة وما عليها و الاطار العام لسياستها و طبيعة منهج حكامها و طبقتهم السياسية التابعة لهم ؟ و لِمَنْ كانت السطوة و النفوذ فيها للحاكم نفسه أم لحاشيته او لنقل لحقبائه الوزارية لو صح التعبير ؟ فبسبب الدس و التحريف الذي طال تاريخ هذه الدولة فإن كل مَنْ يريد الكتابة عنها و عن تاريخها فحتماً أنه لا يأخذ من العرب بل يلجأ إلى ما نقله المستشرقون الذين اخذوا القشرة وتركوا اللب لموروثنا العريق فتلك الطامة الكبرى نترك اقلامنا و نتعبد بما ينقله الغرباء ! وقد يأخذ علينا البعض أننا اوردنا الدولة الفاطمية كشاهد عيان على ما قلناه و يتهمنا بالطائفية و المذهبية لكن الحق و الحق يقال إن هذه الدولة قد حافظت على حدود الدولة الاسلامية و رضيت بحكم الاسلاميين الايوبيين على الخضوع للإفرنج الصليبيين وهذا ما يحسب للحاكم الفاطمي ليس أنه شيعي بل لان الكلام لابد و ان يتحلى بالمهنية و الحيادية ونستذكر هنا ما قاله المرجع الشيعي الصرخي الحسني حول تلك الوقائع الزمنية و موقف الفاطميين الذي يحسب لهم وما تعرضوا له من ظلم و حيف من خلال ما نقلته الاقلام المأجورة من مهاترات و خزعبلات بعيدة عن المهنية و المصداقية فقد تطرق المحقق الصرخي لها بكل حيادية و مهنية و موضوعية و المصداقية فاغلق الباب أمام دعاة المذهبية و الطائفية فقال الداعية الاسلامي الصرخي : (( فلا علاقة لنا بهذا ، وقلت لكم سابقًا : الكلام فيه نوع من الواقعية ، وإن شاء الله نكون بواقعية تامّة لا علاقة لنا بالتمذهب والطائفة ولا حتّى بالدين، ما حصل في الواقع نتعامل معه ونوصل هذا الواقع إلى الآخرين وإن كان لنا رأي في قضيّة ما نطرح الرأي خلال البحث والكلام وبدون تدليس )) مقتبس من المحاضرة (22) من بحث وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 3/3/2017