الاسلام الحقيقي بين المنهج التيمي المنحرف وخط الصحابة المعتدل
السبت , 11 مارس , 2017
الاسلام الحقيقي بين المنهج التيمي المنحرف وخط الصحابة المعتدل
محمد الدراجي
من المبادئ الانسانية السامية التي جاء بها الاسلام هو مبدأ الوحدة والتآخي فقد دعا الى الوحدة والترابط والتلاحم بين الجميع فكانت نماذج رائعة يظهر فيها أثر الوحدة والترابط بين المسلمين لانها مصدر قوة وأمان وطمأنينة لهم ونهى عن الفرقة والاختلاف بأعتبارها مصدر للضعف والتشرذم ، والقرآن الحكيم والموروث الروائي الاسلامي زاخر بالكثير من الموارد التي تؤكد ذلك .
فالمطالع لحياة الرسول الكريم محمد الامين (صلى الله عليه وآله وصحبة وسلم أجمعين) يلاحظ تأكيده على التوحد والأخوة فأول عمل قام به بعد بناء المسجد النبوي الشريف المؤاخاةُ بين المهاجرين والأنصار ووردت كثير من الاحاديث النبوية تؤكد على ذلك فقال صلى الله عليه وآله وسلم-: ((المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه)).
كذلك منهج الصحابة الكرام فهو منهج قأئم على أساس خدمة العباد والبلاد فعصر الخلافة الراشدة أمتاز بالزهد والاعتدال والعدل بين الناس عكس فترة حكم الأمويون التي أمتازت بالفساد والقتل والارهاب فهم من أسس وزرع بذور التكفير والإرهاب .
والان لنأتي الى منهج الدواعش التيمية حتى نعرف هل هم على منهج الصحابة الكرام أم على منهج بني أمية فالمتابع لسيرتهم يجد الارهاب والطائفية والقتل بدم بارد للسنة والشيعة ولجميع من يخالف عقائدهم المنحرفة المجسمة ، فهل هذا المنهج هو منهج الخلفاء وهل يرضون بذلك ؟ كل صاحب عقل منصف يتيقن جيداً ان افعال الخوارج المارقة تنافي منهج الصحابة والخلفاء وتتطابق وتتناغم مع نهج الامويين المارقة الفاسدين .
كل هذه الحقائق وغيرها بينها بالتفصيل المرجع العراقي الصرخي فهو أزال الغموض الذي كان يكتنف الروايات والحوادث التأريخية وبين بلسان عربي مبين ان خط الصحابة خط أسلامي حقيقي يقول الذي له والذي عليه غايته حفظ الرسالة الاسلامية وهذا هو خط الصحابة الاجلاء وامهات المؤمنين (رضوان الله عليهم جميعا ) وهناك خط انتهازي تسلطي تكفيري زور الحقائق واشعل نار الفتنة بين المسلمين وهذا بعيد كل البعد عن الاسلام والمسلمين وهو خط الامويين والمروانيين والذي سار عليه ابن تيمية واتباعه المارقة ، فأستطاع الصرخي ان يفصل بين الخطين حتى لا يتم التغرير بالجهال والسذج من قبل التنظيمات الارهابية.
هذه الحقائق كانت ولا زالت مخفية على الجميع لعدة اسباب اولها الجهل ومحاولات تشوية الحقائق وتزويرها ، والثاني وللاسف الشديد نقولها بصراحة هو ندرة وجود علماء محققين منصفين من الطرفين السنة والشيعة حققوا بهذا التأريخ وفصلوا بين المنهج الاموي التكفيري ومنهج الصحابة المعتدل ، أضف لذلك الطائفية والاعلام حيث تم أستغلالهما أستغلال كبير في تصوير ان هذا النهج والفكر الداعشي المدمر هو نفس منهج الصحابة لذلك كل الجهال والمغرر بهم ألتحقوا بداعش عندما رفعوا شعارات الدولة الاسلامية أو دولة الخلافة أو دولة على نهج الخلافة وهم قطعاً يطبقون خلافة الامويين وليس خلافة الصحابة الراشده .
لقد فصل الصرخي الحوادث والمواقف بأسلوب علمي مهني بعيد عن الطائفية والعنصرية والحكم المسبق على القضية فكشف أصل النهج التكفيري في الاسلام حيث جاء في المحاضرة العشرين من بحث "وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري" ( وقَدِم معاوية بن أبي سفيان على أثر ذلك من الشام، فأتى مجلسًا فيه عليّ بن أبي طالب، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوّام، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الرحمن بن عوف، وعمّار بن ياسر، فقال لهم: يا معشر الصحابة، أوصيكم بشيخي هذا خيرًا، فوالله لَئِن قتل بين أظهركم لأملأنّها عليكم خيلًا ورجالًا) .
حيث علق على ذلك ((لاحظ هذا هو منهج الدواعش، من هنا أخذوا القتل، يعني كل قرية وكل مدينة وكل بلد وكل قارة تخالف المنهج التيمي فالكل مستباح، ونحن الآن في مقتل الخليفة الثاني عمر، في جريمة اغتيال الخليفة الثاني عمر، ماذا فعل وبما أوصى عمر؟ هل أوصى بغير ما أوصى به علي سلام الله عليه ورضي الله عن عمر، لا يوجد أكثر من هذا، وهل يرضى الخليفة عثمان بما يقوله معاوية أو بما يريد أن يفعله معاوية لو حصل ما حصل؟ لكن هذا هو المنهج، يستباح كل شيء، وانتهى الأمر)) .
ثم أقبل على عمّار بن ياسر فقال: يا عمّار، إنّ بالشام مِائة ألف فارس،((لاحظ عند معاوية بالشام مِائة ألف فارس والخلافة المتمثلة بعثمان ليس لديها عشرات الفرسان، يسلتمون الرواتب هم وأبناؤهم وعوائلهم)) كل يأخذ العطاء، مع مثلهم من أبنائهم وعُبْدانِهم، لا يعرفون عليًا ولا قرابتَه، ولا عمارًا ولا سابقتَه، ولا الزبير ولا صحابتَه، ولا طلحة ولا هجرتَه، ولا يهابون ابنَ عوف ولا مالَه، لا يتّقون سعدًا ولا دعوتَه،..)) .
أذن على الجميع التمييز بين المنهج التكفيري التيمي الداعشي والذي بينا أختلافة الجذري عن منهج الرسول الكريم والصحابة والائمة التابعين (عليهم الصلاة والتسليم ) حيث القتل والتهجير وأباحة الدماء والاعراض والتمثيل بالجثث وحرقها ، فلا يجوزالخلط بينهما ومن يفعل ذلك فهو جاهل طائفي يريد تشويه الاسلام والمذهب السني بالتحديد او يريد اللعب على أوتار الطائفية من أجل أغراض سياسية ومصالح فئوية ضيقة .