الظلم والإضطهاد والفقر وضياع الحقوق والجريمة وتفشي الفساد، السرقات في وضح النهار كل ذلك يقع في أرضنا الحبيبة ووطننا العزيز الذي يعد سابقا رمز الحضارات والثقافات ونشوء الإنسان ورسم الدولة والأنظمة وسنّ القوانين، ولكن اليوم أصبح بعد العزّ من كسرى يتوكأ على عكازة الشيخوخة فقد هرم وبانت علية علامات الكبر. مصالح وسياسات لا تتعدى الجيب والمنفعة الشخصية حتى صار العراق مرتعا للطامعين والمنتفعين، والأبرياء تدفع النفس ضريبة لأفعالهم حيث السكوت والإمضاء والتصفيق لهم (لو أحدا منا رأى سارق ينهب بيته ماذا تكون ردة فعله هل يسكت؟) مؤكّد سيكون الرد عنيف أما أن يقتل أو يقبض عليه. العراق وطوال هذه السنين والأزمنة والسياسات والحكومات المتعاقبة علية لم يقبض أو يقتل سارقا ينهب خيراته ويجوع شعبه في وضح النهار، الجواب واضح وجلي لأن الأعم الأغلب منتفعين وايضا يسرقون كم يسرق أولئك الحفات.. تفشى الفقر والأمراض والأوبئة والقتل والعصابات وتكتلات والفقير يفترش الأرض ويلتحف السماء كي يعود عليه أحد البلدان التي تنهش بجسد العراق وتسلب من خيراته. ولكن إلى متى ايها الشرفاء ايها الغيارى ايها العراقيين سئمنا الفاشلين وهم يصدرون مشاريعا بالية خالية من روح الإنسانية وحبّ لأخيك ما تحب لنفسك.
هنا الجميع يتحمل ما حصل ويحصل لأن همّهم الأكبر هو الجيب والمدّخر والكروش والمعدة والرفاهية فقط لفئة دون أخرى وحينما تخاطبهم بأن هذا خطأ وفساد وظلم يقول لك مالنا ودخول بين سلاطين وكأن لسان حالهم يجسد المجتمع الكوفي آنذاك حين إقبال الإمام الحسين عليه السلام الى العراق وتحشيد معسكر بني أمية بقيادة عمر ابن سعد ابن أبي وقاص كانت تثار هذه المفردات الخطابية مالنا ودخول بين سلطين ولكنهم يجهلون أن الحسين بمثل الحق كله ويزيد يمثل الباطل كله فركن الناس للمال ولقرص الشعير من أجل البطون والجيوب والوجاهة والسمعة. وكان الله بعباده بصيرى. كل تلك الإفرازات والإجراءات والأفعال قد ولّدت عصابة فتكت بناس تقتل ليل نهار خفية وجهارى إنهم داعش الذي ولد من رحم الفساد الأخلاقي والفكري والنفسي والسلوكي والإداري والإجتماعي فكم داعش وداعشي اليوم في بلداننا ومدننا فقط بمجرد قطع قرص العيش يتحول عليك قنبلة ويصدر فتوى بقتلك. كل ذلك ينكشف ويذهب جفاءا هباءا منثورا متى ما عدنا إلى أنفسنا ونظرناها هل هي مع الشرفاء المحمديون ام مع الدواعش التيميون.
بعد تغاضي الجميع عن حجم الدمار الذي خلّفه الفساد الجمعي وإمضاء وإعطاء وشرعنه له من قبل مدعي فتوى المتسترين برداء الدين والتقوى، كشف المرجع الصرخي وأماط الستار عن تلك المشاريع التي عجّت بساحة المسلمين وجعلت من الناس كالأنعام والبهائم. المرجع الصرخي صاحب المواقف العلمية والأخلاقية برهن وأعطى الحلول تلو الحلول بدون مقابل ولكنهم يعرضون عن ذلك. فقد تطرق في المحاضرة عشرون من بحث "وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري":
الآن تحصل السرقات ويحصل الفساد والانتهاك والاعتداء على الحرمات وعلى الناس وعلى الأراضي وعلى الزرع وعلى المياه وعلى الهواء، من الداخل ومن الخارج، من الدول والمنظمات ومن الأشخاص، وينتهي البلد ويفقر الناس وتفقر البلاد، وتدمر البلاد وتسبى العباد، وكل إنسان يقول: يا روحي يا نفسي يا جيبي، يا مصلحتي الخاصة، يا واجهتي، إلى أن وصل الحال إلى ما وصلنا إليه، فمن أين يأتي الفرج ومن أين يتحسن الحال ؟! وقد ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فمتى يرجع الناس إلى ما كانوا عليه ؟ إلى بعض ما كانوا عليه من الدين والإيمان والأخلاق ومن الرحمة والإنسانية ؟ .
لمحاضرة التاسعة عشرة "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"
http://cutt.us/mAdi6 المحاضرة العشرون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"
http://cutt.us/Sbvhf ابراهيم محمود