المحقق الصرخي .. أيها الدواعش المدلسون كيف تجمعون بين طلب الشفاعة و التهديد ؟
الأربعاء , 15 مارس , 2017
المحقق الصرخي .. أيها الدواعش المدلسون كيف تجمعون بين طلب الشفاعة و التهديد ؟ التناقض أو التضاد عند أهل الاختصاص عدم اجتماع النقيضين في زمان و مكان واحد ، أما في مفهوم الاصطلاح اللغوي فهو نقيض الشيء أي ضده ، مما يعطي انطباعاً قوياً بعدم اجتماع احوال متعددة للإنسان مع وجود هذا الاسلوب اللغوي في أي قضية ما ؟ فالمعروف أن الانسان حينما يمتلك عناصر القوة و القدرة و يرى في نفسه بوادر التمكن على عدوه فهل نتصور أنه سوف يتنازل إلى الحد الذي يطلب فيه من حاشية عدوه الشفاعة له عند عدوه وهو يعلم أنه يمتلك كل مقومات و مقدمات النصر و الغلبة على عدوه ؟ ، فيقيناً إن هذا الموقف المتناقض سيكون من تدليس الجهال و بدع اصحاب العقول المتحجرة ، وهذا ما نرى مصداقه ممثلاً بداعش ، فهم ينقلون تأريخهم بتدليس فيجمعون بين ادوات التناقض و التضاد في آن واحد ففي الكامل لابن الاثير(9/423) ما نصه ( فأرسل سنان مقدم الاسماعيلية إلى شهاب الدين الحارميِّ صاحب حماة وهو خال صلاح الدين يسأله أن يدخل بينهم و يصلح الحال و يشفع فيهم و يقول له : أن لم تفعل قتلناك و جميع أهل صلاح الدين و امرائه . انتهى ) فأي عاقل يصدق بما يتفاخر به داعش و أئمته و خلفائه و اقلامه المأجورة التي اباحت التدليس و اتخذته أداةً لترويج افكارهم المسومة و عقائدها الفاسدة فلو كان الاسماعيلية وحسب قولهم هذا فهم لا يخشون سطوة العدو وكانوا قادرين على مواجهته و تحقيق الغلبة عليه فهل يُعقل أنهم يخافون سطوة عدوهم حتى يصل الحال بهم لطلب الشفاعة و التدخل من المقربين لحاشية صلاح الدين ؟ ماذا هذا التدليس يا دواعش الفكر الضال ماذا تريدون من وراء تدليس الحقائق ؟ ماذا تحاولون قوله و إيصاله إلى اذهان الاجيال القادمة ؟ كفاكم تدليساً لموروثنا العريق فإنكم لا تكسبون غير لعائن التاريخ و البشرية جمعاء وهذا حتماً مصير كل مَنْ يتلاعب بالحقائق و يحرف جوهرها ، فمهما حاولتم تغيب شمس الحقيقة فلابد و أن يأتي يوم تكشف فيه الحقائق على الملأ ، فمع اول إطلالة للمحاضرات العلمية العقدية التي يلقيها المرجع الصرخي الحسني اسبوعياً إنكشف زيف تدليسكم من جهة ، و وضعت النقاط على الحروف وبكل واقعية و موضوعية قل نظيرها من جهة أخرى ، فكانت من اهم تلك الحقائق العلمية التي طرحها المحقق الصرخي ما قاله حوله مضمون كلام ابن الاثير أعلاه فقال الصرخي : (( مَنْ يُصدق بهذا الكلام ؟ فهل يُعقل أن الاسماعيلية طلبوا شفاعة خال صلاح الدين وهم أتوا بتهديد ؟ هل هذه شفاعة ؟ هل هُم في ضعف ؟ أو هو رحل عنهم خوفاً منهم ، هذه العبارة ( و يشفع فيهم ) فهذه لا تتناسب مع القول بالتهديد و يقول له : إن لم تفعل قتلناك ، لا يوجد مثل هذا المنطق و لا يوجد إنسان عاقل يقبل بهذا الكلام ، هذا كلام مضطرب ، وهذه معانٍ مضطربة ولا تجتمع في مقام واحد )) مقتبس من المحاضرة (24) من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) في 10/3/2017 . فالثابت عند أهل الحل و العقد أن التاريخ الاسلامي واضح لكل باحث في اروقته و بعيد عن الغموض فلماذا يريد دواعش العصر تزييف تلك الاروقة ؟ وما الغاية من تغيب دورها في تصحيح مسار الانسانية ؟ ما الغاية يا ترى لا نعلم ؟ .