هل قرأ السياسيون التاريخ بإمعان ؟ قراءة التاريخ بكل موضوعية و استخلاص العضة و العبرة من المسلمات عند العقلاء من الاولين و الآخرين ، فعندما نحلل القضايا و نضعها على طاولة الحوار و النقاش فإننا لابد و أن نتوخى جانب الحيادية و المهنية وننظر لها من جميع الزوايا حتى نخرج بدراسة واقعية نحصل من خلالها على نتائج ايجابية تقوّم أية قضية تطرأ على المجتمع تكون سبباً في إحداث المظاهر السلبية فيه فمثلاً الشعوب الانسانية حينما تضع ثقتها بالسياسيين فإنها حتماً تنتظر منهم أن يقدموا لها كل ما يحقق احلامها و يدخل عليها مظاهر العيش الكريم و الحياة الكريمة و قيادتها بكل إخلاص إلى بر الامن و الامان و يجعلها تشعر بكرامتها و عزتها لا أن تعيش وسط ركام الفساد و الافساد فعجباً أين تلك الوعود و الأيمان الغليظة التي اقسم بها السياسيون قبل دخولهم قبة البرلمان أو دار الامارة أو قصر الخلافة ؟ هل هذا خُلق نبينا الكريم ( صلى الله عليه و أله و سلم ) ؟ هل هذا خُلق الخلفاء الراشدين ( رضي الله عنهم ) فهذا عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) يحاسب و ينزل القصاص العادل حتى مع اقرب الناس إليه و حسب تعاليم السنة السمحاء فيا سياسيو العرب ألم تقرأوا التاريخ بإمعان و تستخلصون العضة و العبرة من رموز الامة و قادتها العظماء أمثال الخلفاء الراشدين و الصحابة الاجلاء ( رضي الله عنهم ) ؟ فالخليفة عمر تعامل مع ابنه بكل حزم و صلابة و طبق الحكم الاسلامي بحقه عندما ارتكب الجرم حتى لقي حتفه من شدة العقاب فأين انتم يا سياسيو الفساد و الافساد ؟ اتعظوا ، حاسبوا انفسكم قبل أن تقفوا غداً للحساب ، أليس كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته ، راجعوا حساباتكم ، انظروا ماذا دونتم في صحائف اعمالكم ؟ هل ساد فيهم سبل العيش الكريم و الحياة الحرة الكريمة ؟ أم خلفتم فيهم الدمار و الخراب و الفقر و البطالة فعاشوا بفضلكم قوانين شريعة الغاب ؟ فمتى تنتبهون من غفلتكم ؟ ومن هنا تنكشف لنا الدوافع و الاسباب التي كانت تقف وراء مطالبة رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني بضرورة رحيل حكومات العراق بكل عناوينها التي عاثت الفساد و الافساد في البلاد فهجرت العباد فتجلت تلك المطالبات للصرخي في مشروع الخلاص الذي كشف عنه في 8/6/2015 عندما طالب بضرورة تشكيل حكومة وطنية مؤقتة تتولى إدارة الامور وصولاً بالبلاد إلى قيام الحكومة المهنية الوطنية ذات الولاء للعراق و العراقيين و بعيدة عن الطائفية و لا تخضع لقوانين المذهبية و القبلية المقيتة بل تتمتع بكفاءات وطنية ومن مختلف شرائح المجتمع العراقي ومن أهم فقرات هذا المشروع : (( حل الحكومة و البرلمان و تشكيل حكومة خلاص مؤقتة تدير شؤون البلاد إلى أن تصل بالبلاد إلى التحرير التام و بر الامان ، كذلك يشترط أن لا تضم الحكومة أياً من المتسلطين السابقين من اعضاء تنفيذين أو برلمانيين ، و أن يكون جميع اعضاء حكومة الخلاص المهنية المطلقة بعيداً عن الولاؤات الخارجية و خالية من التحزب و الطائفية وغير مرتبطة ولا متعاونة ولا متعاطفة مع قوى تكفير و ميليشيات و إرهاب ولا يشترط أي عنوان طائفي أو قومي في أي عضو من أعضاء الحكومة من رئيسها إلى وزرائها )).