عجز القيادات والحكومات خلق الفوضى والدمار في بلاد الإسلام
الثلاثاء , 21 مارس , 2017
باتت مشاهد الدمار والقتل والموت والهجرة والنزوح في العراق وسوريا والتي تتصدر أخبار وكالات الأنباء والفضائيات وكل وسائل الإعلام وحتى مواقع التواصل الإجتماعي, باتت مشهداً مألوفاً عند الجميع من العرب والمسلمين غيرهم في العراق وسوريا وباقي بلدان العالم, حيث تحولت المدن العامرة إلى أطلال بل حتى تلك الأطلال تحولت إلى ركام وتراب ورماد وإنعدمت فيها كل معالم الحياة!! فيا ترى ما سبب ذلك ؟ هل هي شعوب تلك البلدان وتلك المدن؟ أم بسبب الحكومات والقيادات ؟ فإذا كان بسبب الشعوب فهنا نسأل ما السبب الذي دفعها إلى أن تخرب بلدانها بأنفسها وبأيديها ؟ وإذا كان السبب هو القيادات والحكام فلماذا تحولت تلك البلدان إلى ماهي عليه الآن ؟... لو كانت الشعوب هي من خربت بلدانها ومدنها بأيديها فهذا ليس من تلقاء أنفسهم بل هو بسبب عوامل وأسباب ودوافع قاهرة دفعتهم لذلك أو بفعل قوة خارجية لها مصلحة في التدمير والتخريب والتهجير وهذه القوة الخارجية تمكنت من تحقيق ذلك بالتعامل مع رؤساء وحكام تلك الشعوب أو تمكن تلك القوة الخارجية من ذلك عندما وجدت أن هؤلاء الحكام والقيادات هم عاجزون عن إدارة أي شيء في بلدانهم وهذا ما دفعهم إلى الإعتماد على هذه القوة الخارجية التي سخرت تنظيمات وتشكيلات مسلحة إنسلخت من الإسلام ومن الإنسانية لتعيث في الأرض الفساد بما يتناسب مع مصالحها الشخصية من جهة مصالح القوى الخارجية من جهة أخرى, فتجد المليشيات والعصابات والمنظمات الإرهابية تسرح وتمرح في هذه البلدان, فتمارس كل الجرائم وأبشعها تسبي النساء والأطفال وتنتهك الحرمات والمقدسات وتستبيح الأموال والأعراض وتخرب الأرض والمدن, وكل ذلك بفعل عجز وضعف القيادات والحكومات التي سمحت لتلك المليشيات والعصابات والتنظيمات الإرهابية بأن تمارس جرائمها بحق الناس كذلك سمحت للدول والقوى الخارجية بأن تعيث بأرض وبلدان هذه الشعوب الفساد, هذا بسبب تمسك هؤلاء القيادات والحكومات بالحكم والسلطة, فكانت النتيجة هي بلدان مدمرة ومدن مخربة. ولعل ما قاله المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة السابعة والعشرين من بحث ( وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) خير وصف أبلغ كلام في تشخيص سبب الدمار الذي حصل ويحصل في البلدان الإسلامية, حيث قال ... {{... فقط مجرد سؤال إستفهام كل إنسان عاقل يسأل هذا؛ نقول القائد, رئيس الدولة, إذا لم تكن عنده قدرة على حماية الناس, إذا لم تكن عنده قدرة على إدارة المجتمع, إذا لم تكن عنده قدرة على إدارة الوزارة وإدارة شؤون الناس والحفاظ على أمن الناس وممتلكات الناس وأرواح الناس وأعراض الناس وأراضي الناس وبلد الناس ووطن الناس وكان الفساد والإفساد, فلماذا يتحمل المسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى ؟ لماذا يقبل الناس بأن هذا – القائد – متصدياً ومتسلطاً عليهم ؟ فنحن نقول من لا يقدر على الحفاظ على الأرض, على الناس, على المسلمين, على أعراضهم, على ممتلكاتهم, على أرواحهم, إذن لماذا يعتدي على الآخرين ؟ لماذا يهدم ويبيد القُرى بما فيها؟ لماذا يُقتل النساء والرجال والأطفال والشيوخ ويزيل كل البناء والمنشأة ولم يبقى شيء من المدن والعمران والزرع والإنسان؟ لماذا يفعل هذا ويؤجج الآخرين ويأتون يحملون الأحقاد المضاعفة فيفعلون ما يفعلون بالمسلمين وببلدان المسلمين وبأعراض المسلمين ؟ لماذا يتصرف الإنسان بتصرف يجيش الجيوش ضده ؟ فبدلاً من أن نكسب الناس نستقطب الناس نرحم الناس نكسب عواطف الناس نسع الناس بأخلاقنا نفتح أبواب الإسلام الرسالي الأخلاقي لهذه القلوب المظلومة, المهضومة, المهجرة, الناس النازحة, أفتح لهم القلوب ستدخل إلى الإسلام أفواجاً ؟ نعم ستدخل إلى الإسلام أفواجاً, لكن ما هو السر هنا ؟ هذا السر له أساس من النهج الأموي, لأنهم إذا دخلوا الإسلام وتعاملنا معهم بالأخلاق من يخرج معنا بعد هذا في حرب قوى التكفير, العصابات, المليشيات, إذا لا يجد سلب ونهب تخرج للقتال؟ لا تخرج للقتال, فإذا سمحنا لهؤلاء بالدخول إلى الإسلام خسر العسكر, خسرت العصابات وقوى التكفير والمليشيات, خسرت ماذا؟ خسرت المكاسب, خسروا السبي, تسبى نساء وأطفال وشيوخ, كلها تباع, تأتي بأموال هذه, كيف يتنازل عن هذا ؟ لا يتنازل عن هذا, فإذا دخلوا الإسلام وفتحنا لهم القلوب, إذا تعاملنا بالأخلاق بعد هذا لا يوجد سلب ونهب للممتلكات, فهل هذا هو الإسلام ؟ هل هذا هو نهج النبي " صلى الله عليه آله سلم" ؟...}}.