عبيد السلطة لا يبالون باحتلال الفرنج لبيت المقدس مادامت مملكتهم بأمان!!!
احمد ياسين الهلالي
تختلف العلاقة الروحية وقوة الارتباط في العقائد الاسلامية وماتحتوية تلك العقائد من الاهتمام البالغ في الاماكن المقدسة والمشاهد المعظمة بين كل من الولاة والرعية وتكتشف تلك الحقيقة من خلال المواقف والافعال الصادرة من كلا الطرفين , فطالما نسمع ونرى تحشيد الولاة وعبدة السلطة وكيفية استنهاضهم للرعية في الذود عن المقدسات والتضحية من اجلها وفدائها بالمال والانفس والاهل والعشيرة ,لكنك سرعان ما تنكشف امامك حقيقة ذلك الاستنهاض وماهي اسبابة والغاية منه في أول خطر يهدد مصالح الولاة ويخيرهم بين بقائهم أم بقاء المقدسات فسترى مالم تراه وستسمع مالاتصدقة نتيجة الغفلة والعبودية وعدم تحريك العقول فيمن تطيع من الفسقة وعبيد المناصب والسلطات وفي كل عصر وزمان , كما هو الحال مع الْمَلِكِ قَلْج أَرْسَلَانَ بْنِ مَسْعُودِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ قَتَلْمِشْ بْنِ سَلْجَقْ. ((هؤلاء السلاجقة)) مع مَلِكُ الْأَلْمَانِ مِنْ بِلَادِهِ، وَهُمْ نَوْعٌ مِنَ الْفِرِنْجِ، وكيفية تسهيل مرورهم من خلال بلاده الى بيت المقدس من اجل الحفاظ على منصبة وكرسيه ودولته , وكما جاء في المحاضرة السابعة والعشرون من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) للمرجع الديني الصرخي الحسني حيث جاء في المورد 31 :الكامل (10) / 81 . حيث قال : قال ابن الاثير في النقطة 5-فَلَمَّا عَادَ عَنْهُمْ قُطْبُ الدِّينِ أَسْرَعُوا السَّيْرَ فِي أَثَرِهِ فَنَازَلُوا قُونِيَّةَ، وَأَرْسَلُوا إِلَى قَلْج أَرَسَلَانَ هَدِيَّةً وَقَالُوا لَهُ: مَا قَصَدْنَا بِلَادَكَ وَلَا أَرَدْنَاهَا، وَإِنَّمَا قَصَدْنَا الْبَيْتَ الْمُقَدَّسَ، وَطَلَبُوا مِنْهُ أَنْ يَأْذَنَ لِرَعِيَّتِهِ فِي إِخْرَاجِ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ مِنْ قُوتٍ وَغَيْرِهِ، ((فهل يأذن؟ ماذا تقولون؟ ماذا يقول ابن تيمية؟ ماذا يقول النهج التيمي؟ ماذا يقول المارقة عن أئمتهم؟ ما هو الجواب؟ يقولون: نحن لا نقصد بلاد قلج، بلاد السلاجقة ومملكة السلاجقة؛ المسلمين، حماة الدين أنصار الدين، قوة الإسلام، يقولون: لا نقصد هذه المملكة، بل نقصد بيت المقدس، ولا علاقة لنا بكم، وما هو الجواب؟ بيت المقدس، المسجد الحرام، المسجد النبوي، المسجد الأقصى، تشد إليه الرحال جعلها أئمة المارقة وأئمة التيمية من المروانيين جعلوها قبلة وكعبة ومكانًا للحج والعمرة، هل يقبل السلاجقة بهذا؟ بالتأكيد كل مسلم لا يرضى بهذا، ما هو بلدي؟ وما هو بيتي؟ وما هي نفسي وما هي أسرتي مقابل البيت المقدس؟!! هل يوجد ابن العلقمي سني سلجوقي أيوبي أموي عباسي أو فقط ابن العلقمي شيعي، نكرر ونطلب من الجميع القراءة، الواجب عليكم قبل أن نبدأ بالبحوث والمحاضرات، هذا قد نصحنا به ووجهنا عليه وأمرنا به، اقرءوا تعلموا اطلعوا على ما دار وما حصل في التاريخ، اقرءوا وستعرفون هذه كتبهم، هذا هو واقعهم وهذا حجة عليهم، أين ابن العلقمي؟ أين الشيعي؟ أين الرافضي؟ أين المرتد؟ أين القبوري؟ أين الإسماعيلي؟ أين الحشاشة؟ أين الإسماعيلية؟ وهنا وبعد هذا نقول: أين الداعشي؟ أين التيمي والتكفيري؟ أين الإرهابي؟ هل يرضى بهذا أو لا يرضى؟ هذه خزعبلة التحرير للمقدسات، مرّ بطريق القدس مرة من طهران ومرة من الكويت وثالثة من دمشق ورابعة ترجع إلى الموصل والفلوجة وغير هذا إلى كردستان، ولا نعلم إلى أين ستتجه البوصلة؟ وكل هذا هو طريق القدس، ومرة بأفريقيا ومرة في جنوب شرق آسيا، ومرة في أوربا، كل هذه الطرق تؤدي إلى البيت المقدس وإلى القدس!! فقدوا البوصلة)) فَأَذِنَ فِي ذَلِكَ، فَأَتَاهُمْ مَا يُرِيدُونَ، فَشَبِعُوا، ((يأكلون السمّ)) وَتَزَوَّدُوا، وَسَارُوا، ((لاحظوا الذلة إلى أين وصلت؟ لاحظ الانحطاط والعمالة)) ثُمَّ طَلَبُوا مِنْ قُطْبِ الدِّينِ أَنْ يَأْمُرَ رَعِيَّتَهُ بِالْكَفِّ عَنْهُمْ، وَأَنْ يُسَلِّمَ إِلَيْهِمْ جَمَاعَةً مِنْ أُمَرَائِهِ رَهَائِنَ، وَكَانَ يَخَافُهُمْ، فَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ نَيِّفًا وَعِشْرِينَ أَمِيرًا كَانَ يَكْرَهُهُمْ، فَسَارُوا بِهِمْ مَعَهُمْ،
[[تنبيه: مادام يقصد البيت المقدس ولا يقصد مملكتهم وسلطتهم فلا يوجد أي مشكلة وأهلا وسهلًا ومرحبًا بهم، ونعطيهم ونزوّدهم بكل ما يحتاجون وما يطلبون وحتى الأمراء نسلّمهم لهم رهائن!!]]
6ـ كَانَ الْمَلِكُ قَلْج أَرَسَلَانَ يُكَاتِبُ صَلَاحَ الدِّينِ بِأَخْبَارِهِمْ، وَيَعِدُهُ أَنَّهُ يَمْنَعُهُمْ مِنَ الْعُبُورِ فِي بِلَادِهِ فَلَمَّا عَبَرُوهَا وَخَلَّفُوهَا أَرْسَلَ يَعْتَذِرُ بِالْعَجْزِ عَنْهُمْ، لِأَنَّ أَوْلَادَهُ حَكَمُوا عَلَيْهِ، وَحَجَرُوا عَلَيْهِ وَتَفَرَّقُوا عَنْهُ، وَخَرَجُوا عَنْ طَاعَتِهِ.
وَأَمَّا صَلَاحُ الدِّينِ عِنْدَ وُصُولِ الْخَبَرِ بِعُبُورِ مَلِكِ الْأَلْمَانِ، فَإِنَّهُ اسْتَشَارَ أَصْحَابَهُ}}



المحاضرة (27) من بحث (وقفات مع ..توحيد التيمية الجسمي الاسطوري )

بقلم: #_