صلاح الدين الايوبي يترك الجهاد ويلهث خلف السلطة بقلم : ضياء الحداد صحيحٌ أن الله تعالى فضّل المجاهدين في سبيله على القاعدين ﴿وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا﴾، ولكن ليس كل من حمل السلاح وانطلق لقتال العدو نال بركة الجهاد وحصل على آثاره الطبيّة. فكثيرون هم الذين قاتلوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن عندما وافته المنيّة انقلبوا على أعقابهم خاسرين، . بل للجهاد في سبيل الله تعالى شروطٌ أساسية بمراعاتها ينال المجاهد ما وعده الله من الفضل العظيم، والزلفى والمغفرة، وجنة النعيم وأهم هذه الشروط: القتال تحت راية الحق الجهاد في سبيل الله واجبٌ إلهي لا يجوز أن يشرع فيه الإنسان من نفسه وبالرجوع إلى أهوائه. بل عليه أن يتبع أوامر الشريعة فيما تأمر به وتنهى عنه في هذا المجال. وأول ما تأمر به هذه الشريعة الغرّاء أن يكون جهاد المرء مرتكزاً على أساس ديني، بمعنى أن يكون قتاله لأجل الأهداف الإلهية، وتحت راية الحق، والا ستكون أعماله باطلة ولا قيمة لها ... وقد ناقش سماحة السيد الحسني في بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) قتال صلاح الدين وجيشه وهل كان جهادا في سبيل الله أم كان نهبا للمدن وتسليب أهلها وزيادة رقعة الحكم والسيطرة على البلدان. فقد أشار سماحته ونقلا عن كتاب الكامل في التاريخ لأبن الأثير الذي نقل لنا : (وبعد انقلابه على العاضد استولى على القصر الفاطمي ونهب كل محتوياته من المجوهرات والتحف والنفائس والأشياء الثمينة، وقد استعمل نائبه قراقوش في ذلك، ولم يفكر صلاح الدين في توزيع هذه الثروة على المصريين بل أنفقها بسخاء على حاشيته وعلى فقهاء الشافعية ورجال الدين، حيث كان يريد تعميم المذهب الشافعي في مصر على حساب المذهب الإسماعيلي، حتى الكتب والمخطوطات النادرة بدلا من استعمالها في المعارف باعها وقبض ثمنها، كان كل همه المال الذي سينفق به على الجيوش والغزوات التي كان يعشقها ويتقنها في نفس الوقت..) ويضيف سماحته... قال (ابن الأثير): {{1ـ لَمَّا فَرَغَ الْفِرِنْجُ - لَعَنَهُمُ اللَّهُ - مِنْ إِصْلَاحِ أَمْرِ عَكَّا، بَرَزُوا مِنْهَا فِي الثَّامِنِ وَالْعِشْرِينَ مِنْ رَجَبٍ، وَسَارُوا مُسْتَهَلَّ شَعْبَانَ نَحْوَ حَيْفَا مَعَ شَاطِئِ الْبَحْرِ لَا يُفَارِقُونَهُ، فَلَمَّا سَمِعَ صَلَاحُ الدِّينِ بِرَحِيلِهِمْ نَادَى فِي عَسْكَرِهِ بِالرَّحِيلِ فَسَارُوا، 2ـ وَكَانَ عَلَى الْيَزَكِ ذَلِكَ الْيَوْمَ الْمَلِكُ الْأَفْضَلُ وَلَدُ صَلَاحِ الدِّينِ، وَمَعَهُ سَيْفُ الدِّينِ إِيَازَكُوشُ وَعِزُّ الدِّينِ جُورْدِيكَ، وَعِدَّةٌ مِنْ شُجْعَانِ الْأُمَرَاءِ، فَضَايَقُوا الْفِرِنْجَ فِي مَسِيرِهِمْ، 3ـ وَأَرْسَلَ الْأَفْضَلُ إِلَى وَالِدِهِ يَسْتَمِدُّهُ وَيُعَرِّفُهُ الْحَالَ، فَأَمَرَ الْعَسَاكِرَ بِالْمَسِيرِ إِلَيْهِ، فَاعْتَذَرُوا بِأَنَّهُمْ مَا رَكِبُوا بِأُهْبَةِ الْحَرْبِ، وَإِنَّمَا كَانُوا عَلَى عَزْمِ الْمَسِيرِ لَا غَيْرَ، فَبَطَلَ الْمَدَدُ، [[أقول: هذه هي نتائج القيادة الفاشلة التي تضعف الدولة وتجعلها ممالك ودول واقطاعات مستقلة يستجدي منها صلاح الدين الجيش والسلاح والمال، وإن شاءُوا رفضوا، وحسب الحال مِن قوة وقدرة على الرفض أو ضعف في المركز، إضافة إلى أنّ تربيّة الجيش والناس ليست تربية إسلاميّة رساليّة عقائديّة كما فعل الرسول الأمين (صلى الله عليه وعلى آله وسلّم) مع أصحابه (رضي الله عنهم)، بل صارتِ الغنائم والسلب والنهب هو الغرض والغاية، والمكاسب الشخصيّة هي المحرِّكة للأفراد، فَلِذا نَراهُم يعتذرون أو يتمَرَّدون على أوامر الجهاد لأدنى وأتْفَهِ الأسباب، فسلام الله على خاتم الأنبياء والمرسلين (عليه وعلى آله الصلاة والتسليم) وهو يحث ويؤكِّد على الجهاد الأكبر جهاد النفس: فعن مولانا أبي عبد الله الصادق عن جدّه أمير المؤمنين (عليهما السلام): أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) بعث سَرِيَّة، فلما رَجَعوا قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): {مرحبًا بقوم قضوا الجهاد الأصغر, وبقي عليهم الجهاد الأكبر}، فقيل: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وما الجهاد الأكبر؟ قال (صلى الله عليه وآله وسلّم): {جهاد النفس}]]..}}.. المورد32.... مقتبس من المحاضرة {27} من #بحث : " وقفات مع.... #توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري"#بحوث : تحليل موضوعي في #العقائد و #التاريخ_الإسلامي للسيد #الصرخي-الحسني21 جمادى الآخرة 1438 هــ -20 - 3 -2017 م ولمعرفة المزيد من هذا التحليل الموضوعي يمكنكم ... الأطلاع على بحث (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) للمحقق السيد الحسني الصرخي على المواقع التالية : البث الصوتي mixlr.com/alhasany/ -------------------------- البث الفيديوي