لاشك ان وجود الجيش الوطني والشرطة والمؤسسات الامنية الاخرى في جميع الدول هو ضرورة حتمية تارة تستخدم هذه القوات للغزو والاحتلال والتدمير وتارة اخرى للدفاع عن الارض والعرض والمال وتحرير البلاد من دنس العدو ولا يتم هذا الا عن طريق الحرب التي هي ظاهرة اجتماعية قديمة، صاحبت الإنسان منذ نشأته على الأرض، وتختلف الحرب من عقيدة إلى أخرى؛ فالحرب عند اليهود حرب تدميرية؛ لاعتقادهم أنهم أرقى الشعوب، أما الحرب عند المسلمين فهي دومًا اضطرارية؛ كضرورة لتأمين سُبُل الدعوة، والدفاع عن حرية العقيدة وحرمات المسلمين وأعراضهم، لا مبادأة للقهر والتسلط، فليس الإسلام وحده هو المانع من القتل، وليس الكفر وحده هو الموجب له وانما يكون مناط القتال هو النزاعات والمقاتلة والاعتداء وليس الكفر؛ فلا يُقتل شخصٌ لمجرّد مخالفته للإسلام ولسنا نعني بحتمية الحروب أننا نشتهيها أو نترقّب حدوثها، بل نحن على العكس من ذلك، فنحن المسلمون لا نجعل الحرب إلاّ آخر القرارات، ونهاية الحلول، ولا نسعى إليها إلا لردِّ حقٍّ، أو دفعِ شرٍّ، أو تأمينِ حياة. فإذا كانت الحرب ضرورية لا مهرب منها ولكي لايخرج المقاتلون وينحرفوا عن مسارهم وهدفهم القتالي فكان لابد لهم من مرشد وقانون ودستور ، فإن الإسلام سعى إلى ضبط حروب المسلمين بضوابط أخلاقيّة تحميها من التدنِّي إلى رذائل الأفعال، ومنكرات الأمور، وهذا الأمر حثّ عليه الإسلام كثيرًا في كتاب الله الكريم سيرة النبي الخاتم واله وصحبه ولعلّ من أبرز أخلاق النبي صلى الله عليه واله وسلم في حروبه خُلق الرحمة؛ فلقد كان رسول الله (صلى الله عليه واله) رحيمًا بالطفل الصغير، والشيخ الكبير، والنساء والمرضى والعواجز، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يوصي قادة الجند بالتقوى ومراقبة الله تعالى ليدفعه إلى الالتزام بأخلاق الحروب، وبالرحمة في المعاملات حتى في غياب الرقابة البشرية عليه، ولم يكن يكتفي بذلك بل كان يأمر جيشه مباشرة بتجنُّب قتل الولدان , وكان إذا أخطأ المسلمون في حروبهم مع عدُوِّهم، وقتلوا أطفالاً صغارًا، كان ذلك يُغضب رسول الله صلى الله عليه واله . فيجب على الجميع الامتثال باخلاق الرسول وال بيته الائمة الاطهار والسير بسيرتهم سلام الله عليهم في حروبهم مع الاعداء والابتعاد عن الطائفية والفئوية والخزبية ليكون المحارب قد قام بالجهادين الاصغر والاكبر معا و بالاضافة الى التحلي باخلاق الرسول وال بيته ولان اغلب الحروب الاسلامية عقائدية ومادامت كذلك فلا بد من زرع الفكر المحمدي وتحصين المقاتل بعلوم الرسول وال بيته سلام الله عليهم واسناد المقاتلين المدافعين عن العقيدة بوافر من العلم المحمدي الاصيلكي تصبح قوتهم لا قاهر لها وخصوصا ونحن الان في العراق نخوض حربا عقائدية فكرية حرب وجود وفناء حرب بين الحق والباطل المتمثل بالدواعش التكفيريين الذين جاؤا محملين بعقائد فاسدة خارج نطاق الاسلام والانسانية بعيدا عن الاخلاق والقيم كل عملهم عكس ما اوصى به الرسول صلى الله عليه واله ورغم هذا يدعون انهم يطبقون شرع الله ورسوله فيجهزون على الطفل والمرأة والشيخ والاعزل يبيحون دماء واعراض واموال كل من يخالفهم بعقيدتهم التيمية الاسطورية التجسيمية الفاسدة التي جعلوا منها منطلقا لحروبهم ضد المسلمين هذه الاسطورة الخيالية التي تبناها ابن تيمية واسندها الى كتب البخاري ومسلم تدعوا الى الايمان بتجسيم الرب وامكان رؤيته في المنام واليقظة ولاجل نشر هذا الفكر المنحرف احتلوا المدن وخربوا البلاد واستنزفوا الاموال وقتلوا الاف الشباب والشيوخ بدعاوى لم ينزل الله بها من سلطان تارة بعنوان الارتداد واخرى بعنوان الرافضية واخرى بعنوان الصليبي وهكذا فما كان امام ابناء العراق الغيارى كنوز ارضه وعملته الصعبة اسود الرافدين ابناء القوات الامنية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي الا قتال هؤلاء المارقة الخوارج فسطروا اروع الملاحم والانتصارات وساعدوا الابرياء العزل على الخروج من سطوة الدواعش واوصلوا المؤن للعوائل ومن اجل تجفيف منابع هذا الفكر الضال لابد من وجود فكر اقوى منه مسنود بأسس وقواعد صحيحة وفق القوانين والدساتير الالهية فشرع المرجع الصرخي بالقاء محاضراته العقائدية في بحوث الدولة المارقة في عصر الظهور .. منذ عهد الرسول وكذلك بحثه ( وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري ) المستمرة الى الان والتي هدم المرجع الصرخي من خلالها جميع مباني وافكار واسانيد هذا الفكر الداعشي التكفيري الذي يستمد قوته العقائدية من الاب الروحي له ابن تيمية الحراني الذي عري فكره تماما امام الفكر المحمدي الاصيل فتهاوت عروش الدواعش وحصونهم وقلاعهم ودخل الريب والشك في قلوب بعضهم وتيقن البعض الاخر انهم على خطأ فهجر هذه الدولة الخرافية المزعومة وقطعت عنهم منابع التجنيد والدعم فصارت محاضرات المرجع الصرخي تسمع في جميع انحاء العالم وسط عجز المغرضين والاعداء من القضاء عليها او الحد منها والتشويش لكن كل المؤامرات جرت حبال الخيبة والخسران وصار النصر سهلا ومرنا امام القوات الامنية البطلة لتحصينهم وامدادهم بالسلاح والفكر والرجال اضافة الى الشجاعة بالمقابل افلاس الدواعش التكفيريين فكريا وعقائديا وعسكريا بعد امتناع الشباب من الالتحاق بهم بفضل المحاضرات العقائدية للمرجع والزحف العسكري المحصن ولا يفوت المرجع الصرخي ان يكرم عوائل الشهداء والجرحى ويثني على بطولاتهم فاقام مهرجانات في جميع المحافظات تخللتها اشعارا واناشيد تغنت ببطولات ابناء القوات الامنية والحشد الشعبي وتكريم لابناء الشهداء وعوائلهم . وكذلك سعى انصاره الى اطلاق حملات مساعدات مالية وغذائية وصحية لجميع عوائل الشهداء في العراق كافة .وبالختام لا يسعني الا ان ادعو الله عز وجل ان يحفظ البلاد الاسلامية وقواتنا البطلة والحشد الشعبي ويرحم شهدائنا الابرار انه سميع مجيب ..