بقلم احمد السيد تُعدّ مهنة الطب من أنبل المهن على وجه الأرض، والطبيب بردائه الأبيض كملاك الرحمة للمرضى، وعند رؤيته تهدأ النفوس وتطمئن، وكإنسانٍ نبيلٍ يبذل الطبيب نفسه، ووقته، وحياته، ثمناً لراحة الآخرين، فالطبيب هو الإنسان القادر على تشخيص الأمراض وعلاجها بإذن الله تعالى، وهو الإنسان القادر على التّخفيف من أوجاع النّاس وآلامهم بقدرته على تحديد المرض ووضع العلاج المناسب له، ولا شكّ بأنّ هذا الأمر مهمّ للنّاس لما تسبّبه الأمراض لهم من معاناة وآلام تجعلهم في حالة نفسيّة سيّئة، إلى جانب عدم قدرتهم على القيام بأعمالهم وواجبات حياتهم بالصّورة الصّحيحة بسبب آثار المرض على صحّة الإنسان وبدنه، ممّا يعطّل شؤون حياتهم ويعرقل مسيرها.بالإضافة إلى اختصاصه الإنساني الخاص فهو يحمل رسالةً ثقافية فكرية علمية اجتماعيّةً، فكثيرٌ من النّاس ينظرون إلى الأطبّاء على أنّهم أصحاب رسالة سامية بل يعتقد أن الطيب مالكاً لجسده ، فبأدائه رسالة الطّبّ قادر على تأدية رسالات أخرى في المجتمع مثل الإصلاح بين النّاس، وإزالة الخلافات والشّحناء بينهم، ونشر الفكر الصحيح وتهذيب مدارك عقول الناس والارتقاء بها وفق أسس وقواعد تفكير صحيحة تجعل الفرد يميز الصواب من الخطأ فمن يداوي النّاس من علل أجسادهم ربّما استطاع بل يستطيع أن يداوي المجتمع من أسقامه ومشاكله بعين بصيرة قادرة عل تشخيص المشاكل ووضع الحلول لها فتكون الحاجة لافكاره ماسة والواجب عليه يكون مضاعفاً خصوصاً في هذه الأيام ونحن منشغلين بحرب فكرية عقائدية ضد أعتى وأقبح مؤسسة إرهابية تكفيرية عصفت بالأمة الإسلامية عموماً وبالعراق خصوصاً فخربت المدن وقتل الناس وهجروا ومنهم من غرر به والتحق بهم ومن باب المسؤولية والانتماء للوطن صار واجبا على الطبيب تكثيف جهوده في التصدي للفكر الداعشي المقيت وكل يقاتل من مكانه ومنصبه خصوصاً وفي هذه الفترة عمد تنظيم داعش التيمي على تجنيد الأطباء واغواءهم لتفجير أنفسهم على الأبرياء فأكد داعش على ضرورة كسب أكبر قدر ممكن من الأطباء وفعلاً أسسوا كلية طبية دراستها ثلاث سنوات التحق بها الكثير من السذج وكذلك تم التحرك على الكثير من الأطباء وطلبة كليات الطب في العالم وتحريضهم للانتماء لداعش فأعلنوا النفير العام لمؤيديهم من الأطباء فكان سبب تأكيدهم على الأطباء لأغراض أهمها كونهم الشريحة الواعية المثقفة في المجتمع التي لها رؤية واقعية وكذلك لعلاج الجرحى الإرهابيين و وبالآخر تجنيد هؤلاء الأطباء لتنفيذ هجمات انتحارية ولا أدري كيف لشخص الطبيب أن يغرر به هكذا ؟ ولقد أصدر تنظيم داعش في الموصل اصداراً جديداً سلط فيه الضوء على طبيب الأسنان أبو سالم العراقي في مدينة الموصل الذي وجد أن حاجة الناس إليه ليس معالجتهم بل قتلهم وبهذا تخلى عن عقله وإنسانيته ودينه والتحق بركب الجهل التيمي التكفيري . وبدل من أن يغرس معاني الرّحمة بين النّاس والتّكافل في المجتمع حين يُظهر بمهنته أنّه قادر بفضل الله تعالى على التّخفيف من أوجاع النّاس ومعاناتهم فقد أثبت لهم عكس ذلك وتصرف كالبهائم وامتثل لأمر الشيطان وانتقل من طور الملائكية إلى طور الشيطانية. وبسبب هذه الهجمات الفكرية التكفيرية المنحرفة التي استهدفت وتستهدف أرقى وأنزه وأعلم شريحة في المجتمع ألا وهم أطباء الرحمة وجد أنصار المرجع الصرخي واجبهم الإنساني والإسلامي بأن يوجهوا رسالة سامية إلى اخوانهم وأعزاءهم الأطباء الشرفاء الذين كانت ولا زالت قلوبهم وعياداتهم مفتوحة لكل من يسعى إليها للعلاج الجسدي فصار الطلب من اخوانهم الصرخيين أن يساهموا بتوفير العلاج الروحي والعقلي ولقاحات الوقاية من أمراض التطرف التكفيري المعدية فكانت رسالة الأنصار كالاتي: (الطبيب ...يحمل في طياته تجربة إنسانية طويلة تمتد من لحظة أدائه وثيقة قسم المهنة , وحتى فترة معايشته للمرضى ومتابعة حالتهم التي تعتبر مثالية في ممارسته لدور الرعاية الصحية في تشخيص العلة وعلاجها , ومن ثم اكتوائه بحرارة حاجة المرضى المُلحة للشفاء , وتُعرف علاقة الطبيب بالمرضى على أنها أحد أهم الأساسيات الأخلاقية التي يؤكد عليها الشارع المقدس و الخاصة بمهنة الطب السامية , كونها توطد العلاقة بين الطبيب ومرضاه , وبالتالي تُحافظ على كرامتهم واحترام خصوصياتهم , فمن هذا المنطلق يتوسم المرضى في الطبيب كونه أسوة لهم وقدوة , في أن يكون له الدور الفاعل والباع الطويل في التصدي الفكري لعصابات الخوارج المارقة أتباع ابن تيمية الحراني , الذين تسببوا في إلحاق الأذى النفسي والجسدي بالبلاد والعباد أنصار المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني) جاءت هذه الرسالة تأكيداً على دعوة المرجع الصرخي لجميع طوائف وكفاءات المجتمع للتصدي للفكر الداعشي التيمي التكفيري من خلال الاطلاع على محاضرات المرجع العقائدية التي يلقيها اسبوعياً يتناول فيها مواقف وتأريخ وديانة واعتقاد وانحراف الدواعش التيمية وكيفية تبني ابن تيمية لاسطورة تجسيم الرب جل وعلا فكان عنوان بحثه (وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) وكذلك محاضرات من بحثه (الدولة ..المارقة... في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فدعا المرجع الصرخي إلى تحطيم تلك الأفكار المريضة من خلال التصدي من قبل الجميع والأطباء هم الأساس فبالإضافة إلى حاجة المجتمع للطبيب لأجل العلاج فهو بحاجة ماسة للطبيب من أجل تصحيح التفكير لدى الناس البسطاء من خلال المساهمة في نشر الوعي الفكري والعقائدي انتصاراً للدين الإسلامي والإنسانية جمعاء. https://www.mrkzgulf.com/do.php?img=518229 لمتابعة محاضرات المرجع الصرخي العقائدية يمكنكم زيارة موقعه على اليوتيوب من خلال الرابط ادناه: