تركة البلاد لمن يحكم العباد !!!
بقلم: قيس المعاضيدي
التركة هي ما يترك لأفراد العائلة من اموال وعقارات بعد وفاة رب العائلة فيرثونه وحسب الشريعة الاسلامية توزع ا لتركة هذه ضمن نطاق العائلة . اما بالنسبة لنطاق الدولة فتكون التركة لجميع افراد الشعب وحسب الشرع وهذا هو الملك العام ويختلف حسب النظام الذي تتبعه الدولة لا دارتها فمنها النظام الملكي او النظام الرئاسي .فيكون الملك هو الحاكم وهو من يتصرف بالأموال وكذلك الرئاسي .ولكن ربما يوجد نظام دكتاتوري فيجعل السلطة له ويورثها لابنة وبدون محاسب ومن ينازعه يقطع راسة فيسن القوانين التي تخدم مصالحة ومصالح افراد أسرته وكيف يتمسك بالمنصب هو وأفراد عائلته وباقي الناس عبارة عن عبيد عندهم مثال ذلك عندما جعل (الخليفة عمر) معاوية واليا على جزء من الشام وليس كلها في الدولة الاموية الحكم وراثيا وجعلهم ابن تيمية ضمن الخلفاء الراشدين حسب ما جاء في كتابة( منهاج السنة النبوية ) حيث تصرف معاوية بالأموال العامة واستملك الاراض ووسع مملكته بدون علم الخليفة (عمر ) (رض). وبعدها ورث ابنه يزيد الحكم والاموال وبدا يتصرف بالأموال والانفس كيف شاء حسب ما ذكر ( ابن ججر العسقلاني) حيث استباح يزيد المدينة المنورة ثلاث ايام لا نها خرجت علية فقتل ونهب وحرق وانتهك الاعراض .ويأتي ابن تيمية ليغطي على ذلك فيقول ان ذلك يجوز للأمير لأنه فتح القسطنطينية !!! .
اما في الدولة العباسية فنسلط الضوء على حكم السلطان الفاتح والملك الناصر صلاح الدين الايوبي عندما اصبح حاكما على الدولة الفاطمية بموافقة المعتضد الفاطمي وأعطاه اللقب والسلطة والاموال بدون جهد رغم كره صلاح الدين لذلك ولكن عمة نور اين اجبره على ذلك وحتى لا يتسلط الفرنج على الدولة الفاطمية وحسب ما ذكره ابن الاثير/ : الكامل9/454: [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ(577هـ)]:
قال(ابن الأثير): أ_ {{[ذِكْرُ وَفَاةِ الْمَلِكِ الصَّالِحِ وَمُلْكِ ابْنِ عَمِّهِ عِزِّ الدِّينِ مَسْعُودٍ مَدِينَةَ حَلَبَ]: فِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي رَجَبَ، تُوُفِّيَ الْمَلِكُ الصَّالِحُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نُورِ الدِّينِ مَحْمُودٍ صَاحِبُ حَلَبَ بِهَا، وَعُمْرُهُ نَحْوُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً:
وذكر: جـ ـ فَلَمَّا أَيِسَ مِنْ نَفْسِهِ، أَحْضَرَ الْأُمَرَاءَ، وَسَائِرَ الْأَجْنَادِ، وَوَصَّاهُمْ بِتَسْلِيمِ الْبَلَدِ إِلَى ابْنِ عَمِّهِ عِزِّ الدِّينِ مَسْعُودِ بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي، وَاسْتَحْلَفَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، د ـ فَقَالَ لَهُ بَعْضُهُمْ: إِنَّ عِمَادَ [الدِّينِ] ابْنَ عَمِّكَ أَيْضًا، وَهُوَ زَوْجُ أُخْتِكَ، وَكَانَ وَالِدُكَ يُحِبُّهُ وَيُؤْثِرُهُ، وَهُوَ تَوَلَّى تَرْبِيَتَهُ، وَلَيْسَ لَهُ غَيْرُ سِنْجَارَ، فَلَوْ أَعْطَيْتَهُ الْبَلَدَ لَكَانَ أَصْلَحَ، وَعِزُّ الدِّينِ لَهُ [مِنَ الْبِلَادِ] مِنَ الْفُرَاتِ إِلَى هَمَذَانَ، وَلَا حَاجَةَ بِهِ إِلَى بَلَدِكَ،
هـ ـ فَقَالَ(الملك الصالح) لَهُ: إِنَّ هَذَا لَمْ يَغِبْ عَنِّي، وَلَكِنْ قَدْ عَلِمْتُمْ أَنَّ صَلَاحَ الدِّينِ قَدْ تَغَلَّبَ عَلَى عَامَّةِ بِلَادِ الشَّامِ سِوَى مَا بِيَدِي، وَمَتَى سَلَّمْتُ حَلَبَ إِلَى عِمَادِ الدِّينِ يَعْجَزُ عَنْ حِفْظِهَا وَإِنْ مَلَكَهَا صَلَاحُ الدِّينِ لَمْ يَبْقَ لِأَهْلِنَا مَعَهُ مَقَامٌ، وَإِنْ سَلَّمْتُهَا إِلَى عِزِّ الدِّينِ أَمْكَنَهُ حِفْظُهَا بِكَثْرَةِ عَسَاكِرِهِ وَبِلَادِهِ.
فَاسْتَحْسَنُوا قَوْلَهُ وَعَجِبُوا مِنْ جَوْدَةِ فِطْنَتِهِ مَعَ شِدَّةِ مَرَضِهِ وَصِغَرِ سِنِّهِ ثُمَّ مَاتَ،
6ـ وَأَمَّا صَلَاحُ الدِّينِ فَإِنَّهُ طَالَ مَرَضُهُ بِحَرَّانَ، وَكَانَ عِنْدَهُ مِنْ أَهْلِهِ أَخُوهُ الْمَلِكُ الْعَادِلُ، وَلَهُ حِينَئِذٍ حَلَبُ، وَوَلَدُهُ الْمَلِكُ الْعَزِيزُ عُثْمَانُ، وَاشْتَدَّ مَرَضُهُ حَتَّى أَيِسُوا مِنْ عَافِيَتِهِ، فَحَلَفَ النَّاسُ لِأَوْلَادِهِ، وَجَعَلَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ شَيْئًا مِنَ الْبِلَادِ مَعْلُومًا، وَجَعَلَ أَخَاهُ الْعَادِلَ وَصِيًّا عَلَى الْجَمِيعِ،
فَلَمَّا تُوُفِّيَ حَتَّى مَاتَ ابْنُ شِيرِكُوهُ لَيْلَةَ عِيدِ الْأَضْحَى أَعْطَى صلاح الدين أَقْطَاعَهُ لِوَلَدِهِ شِيرِكُوهُ، وَعُمُرُهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَنَةً، وَخَلَّفَ نَاصِرَ الدِّينِ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْخَيْلِ وَالْآلَاتِ شَيْئًا كَثِيرًا، فَحَضَرَ صَلَاحُ الدِّينِ فِي حِمْصَ وَاسْتَعْرَضَ تَرِكَتَهُ، وَأَخَذَ أَكْثَرَهَا وَلَمْ يَتْرُكْ إِلَّا مَا لَا خَيْرَ فِيهِ
الكامل10/(16)[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَخَمْسِمِائَة(582هـ)]:
قال(ابن الأثير: {{ [ذِكْرُ نَقْلِ الْعَادِلِ مِنْ حَلَبَ، وَالْمَلِكِ الْعَزِيزِ إِلَى مِصْرَ، وَإِخْرَاجِ الْأَفْضَلِ مِنْ مِصْرَ إِلَى دِمَشْقَ وَإِقْطَاعِهِ إِيَّاهَا]:
1ـ وَأَمَّا أَخْذُ حَلَبَ مِنَ الْعَادِلِ، فَإِنَّ السَّبَبَ فِيهِ أَنَّهُ كَانَ مِنْ جُمْلَةِ جُنْدِهَا أَمِيرٌ كَبِيرٌ اسْمُهُ سُلَيْمَانُ بْنُ جَنْدَرٍ، بَيْنَهُ وَبَيْنَ صَلَاحِ الدِّينِ صُحْبَةٌ قَدِيمَةٌ، قَبْلَ الْمُلْكِ.
2ـ وَكَانَ صَلَاحُ الدِّينِ يَعْتَمِدُ عَلَيْهِ، وَكَانَ عَاقِلًا ذَا مَكْرٍ وَدَهَاءٍ، فَاتُّفِقَ أَنَّ الْمَلِكَ الْعَادِلَ لَمَّا كَانَ بِحَلَبَ لَمْ يَفْعَلْ مَعَهُ مَا كَانَ يَظُنُّهُ، وَقَدَّمَ غَيْرَهُ عَلَيْهِ، فَتَأَثَّرَ(سليمان جندر) بِذَلِكَ.
3ـ فَلَمَّا مَرِضَ صَلَاحُ الدِّينِ، وَعُوفِيَ، سَارَ إِلَى الشَّامِ، فَسَايَرَهُ يَوْمًا سُلَيْمَانُ بْنُ جَنْدَرٍ، فَجَرَى حَدِيثُ مَرَضِهِ، فَقَالَ لَهُ سُلَيْمَانُ: بِأَيِّ رَأْيٍ كُنْتَ تَظُنُّ أَنَّكَ تَمْضِي إِلَى الصَّيْدِ فَلَا يُخَالِفُونَكَ؟ بِاللَّهِ مَا تَسْتَحِي يَكُونُ الطَّائِرُ أَهْدَى مِنْكَ إِلَى الْمَصْلَحَةِ؟ ! قَالَ(صلاح الدين): وَكَيْفَ ذَلِكَ؟ وَهُوَ يَضْحَكُ.
4ـ قَالَ(سليمان): إِذَا أَرَادَ الطَّائِرُ أَنْ يَعْمَلَ عُشًّا لِفِرَاخِهِ قَصَدَ أَعَالِيَ الشَّجَرِ لِيَحْمِيَ فِرَاخَهُ، وَأَنْتَ سَلَّمْتَ الْحُصُونَ إِلَى أَهْلِكَ، وَجَعَلْتَ أَوْلَادَكَ عَلَى الْأَرْضِ. هَذِهِ حَلَبُ بِيَدِ أَخِيكَ وَحَمَاةُ بِيَدِ تَقِيِّ الدِّينِ، وَحِمْصُ بِيَدِ ابْنِ شِيرِكُوهُ، وَابْنُكَ الْعَزِيزُ مَعَ تَقِيِّ الدِّينِ بِمِصْرَ يُخْرِجُهُ أَيَّ وَقْتٍ أَرَادَ، وَهَذَا ابْنُكَ الْآخَرُ مَعَ أَخِيكَ فِي خَيْمَةٍ يَفْعَلُ بِهِ مَا أَرَادَ.
5ـ فَقَالَ(صلاح الدين) لَهُ صَدَقْتَ، وَاكْتُمْ هَذَا الْأَمْرَ، ثُمَّ أَخَذَ حَلَبَ مِنْ أَخِيهِ، وَأَخْرَجَ تَقِيَّ الدِّينِ مِنْ مِصْرَ،((لاحظوا: أنا أتيت بموارد كثيرة ومن خلال هذه الموارد نستطيع أن نتبيّن أو نستكشف ونستنبط بعض الأمور، ومنها أن نعرف بعض الأمور عن شخصيّة صلاح الدين الأيوبي)) ثُمَّ أَعْطَى أَخَاهُ الْعَادِلَ حَرَّانَ وَالرُّهَا وميا فارقين لِيُخْرِجَهُ مِنَ الشَّامِ وَمِصْرَ، لِتَبْقَى لِأَوْلَادِهِ،
هذا كله وجدته في بحث المحقق الصرخي اقدمه لكم لنعرف كيف يتصرف الحاكم بأموال العامة كما ذكرة ابن الاثير الذي كان يميل لصلاح الدين حيث ذكر ان صلاح الدين وزع الحكم لأفراد اسرته دون غيرهم من الناس فهل صلاح الدين محق في ذلك ؟
فيجيب المحقق الصرخي على ذلك في المحاضرة(25) من بحثه وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري.