المحقق الصرخي .. صراع الاخوة فيما بينهم على السلطة
الأربعاء , 29 مارس , 2017
المحقق الصرخي .. صراع الاخوة فيما بينهم على السلطة كلكم راعٍ و كلكم مسؤولٍ عن رعيته ، بتلك النفحات الايمانية العطرة لنبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) نفتتح مقالنا هذا ؛ لأنها الدستور الامثل لحياة حرة كريمة ملئها المحبة و التعايش السلمي بين ابناء المجتمع بغض النظر عن الانتماء المذهبي و الاجتماعي ، هذا مع الافراد الذين ينحدرون من آباء و أمهات متعددين فكيف بالأبناء الذين هم من صلب و رحم واحد و قد ملكوا البلدان و تقاسموها فيما بينهم وفق منطق القوة و السطوة التي يتمتع بها كل واحد منهم بعد إن كانت تحت راية واحدة و ملك واحد ؟ لكن وكما يقال بالمثل العراقي القائل ( إذا غاب القط العب يا فار ) فبعد رحيل القائد العربي و الفاتح الاسلامي صلاح الدين الايوبي فقد شهدت المدن العربية التي كانت خاضعة لسيطرته العديد من الحروب و المعارك الطاحنة التي وقعت بين اولاده وكلها ليس من اجل الحفاظ على وحدة المسلمين و حماية مدنهم و مداراة شؤونهم بل من اجل الجاه و السلطة و المكاسب المادية وكما يقول ابن الاثير في الكامل ( 10/129) : (( في هذه السنة 590 للهجرة وصل الملك العزيز عثمان بن صلاح الدين وهو صاحب مصر إلى مدينة دمشق فحصرها وبها أخوه الاكبر الملك الافضل علي بن صلاح الدين و كنتُ حينئذ بدمشق فنزل بنواحي ميدان الحصى )) فعجباً من صلة رحم تلك بين الاخوة !! من أجل الجاه و الكرسي و الاموال يتصارع الاخوان فيما بينهما و بسبب هذه الصراعات تدخل الشعوب في حروبٍ لا طائل من وراءها فقط لسفك الدماء و ازهاق الارواح و ضياع البلدان و فقدان هويتها الاسلامية فبأي شريعة يتقاتل الاخوة ؟ و مَنْ اباح لهم ذلك القتال ؟ و أين ستكون عاقبة تلك الارواح التي سقطت بسبب هذا الصراع السلطوي المادية الفاني ؟ انظروا يا مسلمين إلى حقيقة ملوك داعش المارقة فرسول الله ( صلى الله عليه و اله و سلم ) و خلفائه الراشدين ( رضي الله عنهم ) هم ليسوا من أب وام واحدة لكنهم عاشوا كالإخوة و حافظوا على بيضة الاسلام و وحدة الامصار العربية ابان فترات خلافتهم العادلة ؟ أين فقهاء داعش و أقلامهم المأجورة من هذه الومضات المشرقة للخلفاء الراشدين ؟ و على تلك المآسي التي عاشها المسلمون فقد علق المرجع الصرخي الحسني بقوله : (( الأخ يقاتل الأخ ، لم يكتفِ بمصر، فيريد أن يستحوذ على الشام، يحارب ويتقاتل مع الأخ ويسفك الدماء من أجل أن يوسع الملك ، ويقولون : تحرير وتحرير وقتال و قتال ، الأخ يقاتل الأخ من أجل المنصب والأرض والمال والمكاسب ، وهكذا صراعات من أجل المناصب والأموال والسمعة والواجهة والسلطة الكل يطلب المنصب والواجهة والمال والسلطة ، لا يوجد بناء ولا إعمار، لا يوجد بناء للبيوت ولا للمنشآت، لا يوجد بناء للفكر وللعقيدة وللإيمان ))مقتبس من المحاضرة ( 28) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 24/3/2017 فتاريخ ملوك واعش حافل بالصراعات السلطوية التي غاب معها الاعمار و المشاريع الاستيراتيجية في البنى التحتية ومن هنا نتيقن أسس منهجية داعش اليوم القائمة على نهب البلدان و تدمير كل ركائزها الخدمية التي تستند عليها فهل من متعظ يا مسلمون ؟