الخيار العسكري لا يجدي نفعاً مالم يقترن بالخيار الفكري
الخميس , 6 أبريل , 2017
المحقق الصرخي .. ابن الاثير ينقل قبح تعامل أئمة المارقة مع ابنائهم تُعد السنة النبوية الشريفة المنبع الثاني الذي يأخذ منه المسلمون تعاليم دينهم من ارشادات و أوامر تنظم حياتهم و تبني بينهم العلاقات الطيبة ؛ لان ذلك السفر الخالد لخاتم الانبياء لم يأتي من فراغٍ أو محض خيال بل هو من وحي السماء ، إذاً فإننا أمام دستور عظيم يعطي كل ذي حق حقه و يرسم خارطة طريق لحياة حرة كريمة فمن اوضح تلك المصاديق المحمدية الاصيلة ما ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) قوله : ( ليس منا مَنْ لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا ) فتلك دروس قيمة تعطي الخُلُق النبيل في بناء علاقات متينة من شأنها أن تثمر عن مجتمع قوي و متماسك يسير بخطى ناجحة نحو تحقيق حلم السماء بدولة العدل الالهي ، فالرحمة و الرأفة بالأولاد من الطبائع التي فطر عليها الانسان فهم ضعاف البنية و هم بأمس إلى الرعاية و من الاقرب الناس إليهم في المجتمع مما يجعلهم على استعداد تام لتقبل الحياة بشكلها الجميل ، وبذلك نستطيع أن نبني جيلاً من رجال مستقبل قادرين على قيادة المجتمع بالشكل الامثل نحو آفاق الحياة المتعددة و بإدارة ناجعة وهذا ما تريده السماء أن يتحقق على ارض الواقع وبذلك نضمن امكانية بزوغ فجر جديد للإنسانية الصالحة و الدولة العادلة على وجه المعمورة وهذا ما يسعى دائماً تنظيم داعش و قادته و أئمته دائماً إلى محاربته و عرقلة قيامه و بأي شكل من الاشكال فلا رحمة و رأفة في قاموسهم الجاهلي فها هو ابن الاثير ينقل لنا في الكامل (ج10ص268) ما يكشف لنا قبح و سوء الخلق في تعامل قادة داعش المارقة مع ابنائهم وكأن الرحمة قد سُلبت من قلوبهم فأصبحت مقفلة و طبعت على الغلظة و القساوة فالبهائم ترق قلوبها على اولادها فتوفر لها كل ما يسعدها من مأكل و أمن و أمان من خطر الاعداء فأين هؤلاء القادة الخوارج من البهائم و فعالها مع صغارها ؟ فيقول ابن الاثير ( و بلغ من قبح فعله – أي سنجر شاه بن غازي صاحب جزيرة ابن عمر – مع اولاده و اخرج ابنه هذا غازي إلى دار بالمدينة اسكنه فيها و وكل به مَنْ يمنعه الخروج و كانت الدار إلى جانب بستان لبعض الرعية فكان يدخل منها الحيات و العقارب و غيرهما من الحيوان المؤذي ) امير المؤمنين و القائد الفاتح و سلطان السلاطين يجعل ابنه تحت الاقامة الجبرية في دار يجاورها شبح الموت بما يملك من ادوات تمهد له الطريق إلى ذلك منها الافاعي و العقارب السامة الفتاكة أهكذا امرتنا سنة النبي بتعامل مع الاولاد و الرأفة بهم و اعانتهم على بناء مستقبل زاهر يا دواعش الارهاب و الفكر المتطرف ؟ فأين انتم من السنة النبوية و تعاليمها المقدسة ، و قيمها و مبادئها النبيلة ؟ تدَّعون أنكم بنهجها الشريف تتعبدون فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ؟ وقد علق المحقق الصرخي الحسني على ما اورده ابن الاثير في قوله اعلاه فيقول الصرخي : (( هذا أمير المؤمنين سنجر السلطان العظيم الفاتح المحرر ناصر السنة ناصر الإسلام ناصر الدين أمير المؤمنين ولي الأمر المملوك مملوك المملوك كان سيء السيرة مع الناس )) مقتبس من المحاضرة ( 31 ) من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 4/4/2017 فيا أيها دواعش إن قتل الابناء و تعريض حياتهم للخطر كلها من القبائح و المنكرات التي نهت عنها السماء و ترجمتها على لسان رسولها الكريم ( صلى الله عليه و آله و سلم ) فمتى تتعضون ؟ وعن سفك الدماء و انتهاك الاعراض و تدنيس المقدسات تتوقفون ؟