بقلم: قيس المعاضيدي في عصر الدولة العباسية بالتحديد فترة حكم الأيوبيين ألف الرازي كتاب (أساس التقديس) والرازي أحد كتابهم ممن يستهويه مدح الحكام الزنكيين الأيوبيين ووقع اختياره على أبوبكر أيوب بن شاذي الزنكي الأيوبي الملقب (الملك العادل) وهو أخو الملك الفاتح والسلطان الناصر (صلاح الدين الأيوبي ) , باعتباره نموذجاً يحتذى به بالعدل والاستقامة على الشريعة الإسلامية والنخوة والغيرة والأخلاق الحميدة ومن قادة الزنكيين الذين ساهموا بالفتوحات الإسلامية بتلك الفترة . ووافق الرازي الرأي آنذاك مؤرخين وأصحاب فتاوى مما قوى رأي الرازي وكل من اطلع على رأي الرازي بعد اطلاعه على سيرة الملك العادل وسكت عنه باعتبار السكوت تقرير وامضاء . ومن تكلم و سجل على ذلك من ملاحظات كمن أمر بالمعروف ونهى عن المنكر .. حيث لدينا أدلة. و من أدلة مؤرخيهم آنذاك ممن عاش تلك الفترة معهم بل المقرب منهم و الأقوى من ذلك على مذهبهم حيث يعتبرون الدولة الزنكية هي (دولة مقدسة) . فعند كتابتي لتلك السطور لا أقصد النيل من الأيوبيين ومن دولتهم . ولكن عند اطلاعي لابد من تسجيل ملاحظة عن أي موضوع كان نوعه لأن الإنسان خلقه الله سبحانه وتعالى مجبولاً على التفكير حيث سجلت بعض الملاحظات بعد قراءتي لمحاضرات المرجع الصرخي لبحثه الموسوم : (وقفات مع.... توحيد التميمية الجسمي الأسطوري) وشرحه الوافي لكتاب ابن الأثير /الكامل الجزء 9/10 . وكلماتي هنا لم تكن أفضل من كلام المرجع الصرخي والزيادة عليها لأنني لم أصل لمرحلته ودقة تعليقاته وفطنته . ولكن كتبت ذلك لأن المرجع الصرخي يؤكد دائماً بكتاباته وآرائه البحث في التأريخ والفحص والتأمل حتى نحصل على التأريخ الصحيح النقي ونقطع الطريق على المغرضين وأصحاب التحريف والسموم والأفكار المنحرفة الداعشية من أمثال ابن التيمية وما فعله بأفكار الناس وتكفيرهم . فكانت ملاحظاتي كالآتي صفة التكبر والعجب والمحاصصة والأنانية وهي ملاحظة أولى على عدالة (الملك العادل ) والرد على الرازي . وأيضاً الغدر بعد اتفاق وعهد وكلام شرف واجتماعات وتقسيم الحصص وبعدها شكك ونقض الملك العادل الاتفاق رغم حصته الثابتة حسب الاتفاق وترك الرعية جياع ومحرومين من أبسط حقوقهم وجعلهم حطباً لصراعات لأطماع فيما بين الزنكيين وليس مع المحتل الأجنبي الفرنجي . عذراً للإسهاب لكنني أريد أن اطلعكم على عدالة الرازي ومن تبعه : وأيضاً تملص وهدم القيم والأخلاق والطمع. أين الرازي وأين من يدافع عنه ؟ ويوجد كلام مؤلم جداً .مفاده كنا نتأمل من العم أين يكون مصدر رص الصفوف وموجه للقيم العالية والأخلاق والحكم بين الآخرين فلم نجد ذلك عند الملك العادل . وأخيراً أكتفي بهذه الملاحظات رغم وجود ملاحظات أخرى لكنني خشيت الملل من قراءتها فاكتفيت بذلك . وفي الختام أقول هل يوجد صفات للعادل في كل عصر تختلف عن العصر الآخر ؟وإن وجدت صفات غير الصفات الحميدة يصبح المحسن كالمسيء ويكون العادل كالخسيس وهذا كفر بنعمة الله سبحانه وتعالى ولطفه بإرساله الأنبياء والرسل يعلموننا الحكمة بعدما كنا في ضلال مبين . وخاصة ونحن مسلمين ولدينا ثوابت ومبادئ . فلنحافظ عليها من التحريف واستغلالها لتكفير الآخرين كما فعل ابن تيمية وقبله الرازي وتبعهم ابن الأثير فإنهم بعملهم هذا سنوا سنة سيئة فلهم أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة كما ورد في الحديث الشريف للنبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث قال: (من سنّ سنّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة ومن سنّ سنّة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة) .