تأريخ أبن تيمية الحراني بين الزخرفة الأعلامية والواقع المخزي المرير..
محمد الدراجي
الكثير من الجهال والمغرر بهم لازالوا يعتقدون ان أبن تيمية هو من ابرز المرجعيات الدينية في الاسلام حيث يحظى بقبول وتقديس قل نظيره حتى انهم يحصرون الإسلام وأحكامه في فتاواه وكتبه فلقبوه بشيخ الإسلام في حين أن من يقرأ آراءه وفتاواه وما جاء فيها من تطرف وتكفير وأرهاب يعلم جيدًا أنه دمر الاسلام ، فهو من أبرز مرجعيات الجماعات المتطرفة وآراءه معتمدة عندهم بوصفه من أبرز المنظرين لمدرسة التكفير التي كانت لها اليد الطولى في تكفير المذاهب الإسلامية فضلاً عن غيرهم .
وحسب مطالعتنا للعديد من المصادر والمحاضرات الخاصة بالعقائد والتأريخ عرفنا ان انحرافات ابن تيمية بدأت في الكثير من المسائل وأخذت تلك الفتاوي والاراء تواجه الكثير من اعتراضات علماء الإسلام الذين عاصروه حيث وجهوا سهام نقدهم لأفكاره ونهجه التكفيري مؤكدين ان من يتبعه فهو معرض للزندقة والانحراف مما أدى الى ترك مؤلفاته لفترة طويلة حتى ظهر محمد بن عبدالوهاب فأعاد الحياة الى أقوال وآراء ابن تيمية من جديد واعتمدها مرجعية له لتكفير الناس فأوقع الكثير من المذابح وقام بهدم مقامات الصحابة وأمهات المؤمنين وهو ما أكملته داعش اليوم بدعوى أنها شرك استنادًا على فتاوى ابن تيمية.
لا ننسى ان للمؤسسات الاعلامية الدور الكبير في نشر عقائد وأفكار ابن تيمية حيث تبنت جهات سياسية وأعلامية ومخابراتية كثير طباعة كتبه والاهتمام بها بشكل خاص حتى وصل الامر أننا نجد مثلًا كتاب "مجموع الفتاوى" لأبن تيمية الذي يحتوي على مايزيد من 30 مجلدًا بأبخس الأثمان ومتوفر في كثير من المكتبات الاسلامية وتدرسه عدد ليس بالقليل من المؤسسات الدينية في الدول الاسلامية ، أضافة لكم هائل من المواقع الالكترونية التي تصوره على انه رائد وقائد التوحيد والجهاد .
لذلك كانت ولا زالت مخرجات هذا الفكر هو التنظيمات الارهابية وفي مقدمتها تنظيم داعش الارهابي ولو تمعنا في دراسة سبب ظهور داعش لوجدنا انه يمثل خُلاصة الافكار والمناهج المنحرفة الشاذه فهو الوليد الشرعي للفكر التيمي المنحرف ، فداعش ليست منظمة إرهابية فحسب بل هي عقيدة وفكرة منحرفة توفرت لها كل مقومات النشوء والتطور فأصبحت نتيجة لذلك قوة لا يمكن هزيمتها باستخدام الالات العسكرية فقط بل لابد مواجهة فكر داعش المنحرف بفكر معتدل يكشف ويبين حقيقة عقائد أئمتهم التجسيمية الاسطورية ولابد من هدم البنية الفكرية لهذه التنظيمات لمنع وأيقاف التغرير بعقول الشباب حتى لا ينخرطوا بها من جديد .
وهذه المنهجية في التصدي للتنظيمات الارهابية تبناها المرجع العراقي الصرخي
لأنهاء هذا الفكر المنحرف من جذوره حيث ركز على مناقشة ودحض أفكار أئمة المارقة الدواعش فقد بين خلال المحاضرة 31 من بحث " وقَفَات مع.. تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطُوري " ان هولاء التيميّون المارقة يعتقدون بأنّ قَتْلَهِم للمسلمين يدخلهم عِلِّيين!!! حيث تطرق الى المورد24: من الكامل في التاريخ لابن الأثير 10 /(268): [ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسِتِّمِئَة (605هـ)]: [ذِكْرُ قَتْلِ سَنْجَر شَاهْ وَمُلْكِ ابْنِهِ مَحْمُودٍ]: قال ابن الأثير: {{فِي هَذِهِ السَّنَةِ قُتِلَ سَنْجَر شَاهْ بْنُ غَازِي بْنِ مَوْدُودِ بْنِ زَنْكِي بْنِ آقْسُنْقُرَ، صَاحِبُ جَزِيرَةِ ابْنِ عُمَرَ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّ نُورِ الدِّينِ، صَاحِبُ الْمَوْصِلِ، قَتَلَهُ ابْنُهُ غَازِي; وَلَقَدْ سَلَكَ ابْنُهُ فِي قَتْلِهِ طَرِيقًا عَجِيبًا يَدُلُّ عَلَى مَكْرٍ وَدَهَاءٍ، وَسَبَبُ ذَلِكَ: 1..2.. 9 ـ وَأَمَّا غَازِي بْنُ سَنْجَرَ... فَاتَّفَقَ أَنَّ أَبَاهُ، فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ، شَرِبَ الْخَمْرَ بِظَاهِرِ الْبَلَدِ مَعَ نُدَمَائِهِ... وَعَادَ إِلَى دَارِهِ، وَسَكِرَ عِنْدَ بَعْضِ حَظَايَاهُ (نسائه المفضَّلات على غيرهن)، فَفِي اللَّيْلِ دَخَلَ الْخَلَاءَ. 13ـ وَكَانَ ابْنُهُ عِنْدَ تِلْكَ الْحَظِيَّةِ (المرأة المفضّلة)، فَدَخَلَ إِلَيْهِ دَارَهُ، فَضَرَبَهُ بِالسِّكِّينِ أَرْبَعَ عَشْرَةَ ضَرْبَةً، ثُمَّ ذَبَحَهُ، وَتَرَكَهُ مُلْقًى، وَدَخَلَ الْحَمَّامَ، وَقَعَدَ يَلْعَبُ مَعَ الْجَوَارِي.. 14ـ فَلَوْ فَتَحَ بَابَ الدَّارِ وَأَحْضَرَ الْجُنْدَ وَاسْتَحْلَفَهُمْ لِمُلْكِ الْبَلَدِ، لَكِنَّهُ أَمِنَ وَاطْمَأَنَّ، وَلَمْ يَشُكَّ فِي الْمُلْكِ .
ويعلق الصرخي على ذلك : يا تُرى هل يتأسّف ابن الأثير ونتأسف معه لأنّ غازيًا لم يفتح الباب ولم يصبح ملكًا سلطانًا وليًّا للأمر مفترض الطاعة له حسنات أو حسناته أكثر مِن سيّئاته خاصّة إذا شارك في حروب وقتال، وعلى النهج التيمي وفكرهم التكفيري فإنّه يضمن الجنة لو قتل صوفيًّا أو شيعيًّا أو رافضيًّا أو جهميًّا ولو زاد عددهم كان في عليين؟!!].
من هنا أصبح واضحا لدينا سقم وأنحراف فكر أئمة المارقة الذين وفروا الدعم والاسناد للحكام والسلاطين الظالمين فجعلوا من رموز الفساد والمجون وقادة القتل وسفك الدماء سلاطين وحكام على الدول الاسلامية وأطلقوا عليهم عناوين الملك العادل والمحرر وناصر الدين وهم بالحقيقة لا دين ولا عدالة ولا اخلاق بل لهو ولعب وشرب خمر وتآمر على بلاد المسلمين والكلام عن أئمة التيمية يطول ولا يمكن حصرة بمقالة بل لابد التركيز والكتابة بأستمرارعلى هذه الافكار التي يعتمد عليها المتطرفين حتى يعلم الجميع ويقرأوا حقيقة هؤلاء وواقعهم المخزي المرير .
المحاضرة الحاديةُ والثلاثون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"
https://youtu.be/Opj6qlREQWg