فتاوى التكفير الداعشي تسخر للقتلة والمجرمين على مر العصور
بقلم : ضياء الحداد
حاول المرجع السيد الحسني الصرخي في بحوثه العقائدية التأريخية التركيز على منابع الفكر التكفيري الداعشي والتي رافقت ظهور الإسلام ، وحاولت تحويله من دين رحمة ومحبة وتسامح إلى فكر متطرف لا يؤمن إلا بالقوة وإباحة الدماء وإزهاق الأرواح البريئة ، واستطاع سماحته في بحثه ( وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) أن يكشف العديد من الحقائق والمفاجئات من خلال القراءة الموضوعية المعمقة والتحليل العلمي للأحداث وإعادة قراءتها بصورة أكثر واقعية وأقرب للحقيقة ....
وتناول سماحته في المحاضرات الأخيرة تأريخ الدولة الأيوبية وسيرة أبرز خلفائها وخصوصاً أشهرهم صلاح الدين الأيوبي ، والذي أتسمت حياته كما ينقل أبن الأثير في كتاب الكامل في التأريخ ، أتسمت بأعمال اجرامية غير مسبوقة أودت بحياة مئات الآلاف من البشر ، بلا جرم ولا ذنب بل هو نسيج شيطاني لمن يريد الفتك بهذه الأمة وتمزيق كلمتها وتفريق وحدتها.
وقد أعتمد صلاح الدين وباقي قادة الدولة الأيوبية على فتاوى بعض مفتي السوء في التأريخ الإسلامي الذين يبيحون قتل الأباء والامهات والأبناء لمجرد الاختلاف معهم في رأي أو فتوى، أو من أجل تحقيق مكسب عسكري أو سياسي أو لإرضاء مغنية أو بائعة هوى.
وبما أن هذا الفكر التكفيري ليس له وفاء فقد قام سريعاً بالإنقلاب على صانعيه ومموليه واعتبرهم كفاراً هم أيضاً وأباح اهدار دمهم ، لذلك نلاحظ أن ديدن هؤلاء هو الغدر بالأخوان والأبناء وأبناء الأخ كما حصل بين أولاد صلاح الدين وعمهم العادل.
وينقل لنا سماحة المرجع السيد الصرخي الحسني هذه الحادثة عن أبن الأثير في كتابه الكامل في التأريخ :
[ذِكْرُ حَصْرِ صَلَاحِ الدِّينِ الْكَرَكَ]:
فِي هَذِهِ السَّنَةِ كَتَبَ صَلَاحُ الدِّينِ إِلَى جَمِيعِ الْبِلَادِ يَسْتَنْفِرُ النَّاسَ لِلْجِهَادِ، وَكَتَبَ إِلَى الْمَوْصِلِ وَدِيَارِ الْجَزِيرَةِ وَإِرْبِلَ وَغَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ الشَّرْقِ، وَإِلَى مِصْرَ وَسَائِرِ بِلَادِ الشَّامِ، يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجِهَادِ، وَيَحُثُّهُمْ عَلَيْهِ، وَيَأْمُرُهُمْ بِالتَّجَهُّزِ لَهُ بِغَايَةِ الْإِمْكَانِ،
*ثُمَّ خَرَجَ مِنْ دِمَشْقَ، أَوَاخِرَ الْمُحَرَّمِ، فِي عَسْكَرِهَا الْخَاصِّ، فَسَارَ إِلَى رَأْسِ الْمَاءِ، وَتَلَاحَقَتْ بِهِ الْعَسَاكِرُ الشَّامِيَّةُ، فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَعَلَ عَلَيْهِمْ وَلَدَهُ الْمَلِكَ الْأَفْضَلَ عَلِيًّا لِيَجْتَمِعَ إِلَيْهِ مَنْ يَرِدُ إِلَيْهِ مِنْهَا،
* وَسَارَ هُوَ إِلَى بُصْرَى، جَرِيدَةً. وَكَانَ سَبَبُ مَسِيرِهِ وَقَصْدِهِ إِلَيْهَا أَنَّهُ أَتَتْهُ الْأَخْبَارُ أَنَّ الْبِرِنْسَ أَرْنَاطَ، صَاحِبَ الْكَرَكِ، يُرِيدُ أَنْ يَقْصِدَ الْحُجَّاجَ لِيَأْخُذَهُمْ مِنْ طَرِيقِهِمْ،
* وَأَظْهَرَ أَنَّهُ إِذَا فَرَغَ مِنْ أَخْذِ الْحُجَّاجِ يَرْجِعُ إِلَى طَرِيقِ الْعَسْكَرِ الْمِصْرِيِّ يَصُدُّهُمْ عَنِ الْوُصُولِ إِلَى صَلَاحِ الدِّينِ، فَسَارَ إِلَى بُصْرَى لِيَمْنَعَ الْبِرِنْسَ أَرْنَاطَ مِنْ طَلَبِ الْحُجَّاجِ، وَيَلْزَمَ بَلَدَهُ خَوْفًا عَلَيْهِ،
وَكَانَ مِنَ الْحُجَّاجِ جَمَاعَةٌ مِنْ أَقَارِبِهِ مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ لَاجِينَ، وَهُوَ ابْنُ أُخْتِ صَلَاحِ الدِّينِ، وَغَيْرُهُ، فَلَمَّا سَمِعَ أَرْنَاطُ بِقُرْبِ صَلَاحِ الدِّينِ مِنْ بَلَدِهِ لَمْ يُفَارِقْهُ، وَانْقَطَعَ عَمَّا طَمِعَ فِيهِ، فَوَصَلَ الْحُجَّاجُ سَالِمِينَ،
فَلَمَّا وَصَلُوا وَفَرَغَ سِرُّهُ مِنْ جِهَتِهِمْ سَارَ إِلَى الْكَرَكِ فَحَصَرَهُ وَضَيَّقَ عَلَيْهِ وَانْتَظَرَ وُصُولَ الْعَسْكَرِ الْمِصْرِيِّ، فَوَصَلُوا إِلَيْهِ عَلَى الْكَرَكِ، وَبَثَّ سَرَايَاهُ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وِلَايَةِ الْكَرَكِ وَالشَّوْبَكِ وَغَيْرِهِمَا، فَنَهَبُوا وَخَرَّبُوا وَأَحْرَقُوا، وَالْبِرِنْسُ مَحْصُورٌ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْمَنْعِ عَنْ بَلَدِهِ،
وَسَائِرُ الْفِرِنْجِ قَدْ لَزِمُوا طَرَفَ بِلَادِهِمْ، خَوْفًا مِنَ الْعَسْكَرِ الَّذِي مَعَ وَلَدِهِ الْأَفْضَلِ، فَتَمَكَّنَ مِنَ الْحَصْرِ وَالنَّهْبِ وَالتَّحْرِيقِ وَالتَّخْرِيبِ، هَذَا فِعْلُ صَلَاحِ الدِّينِ
[[أقول: لا أجد تعليقًا أنسب مما قاله ابن الأثير{ هَذَا فِعْلُ صَلَاحِ الدِّينِ}، ولكن يا تُرى هل فعلَ صلاح الدين ذلك من ذاته أو أنّه تشريع فقهاء القتل و الإرهاب في ذلك الزمان؟!!]]
مقتبس من المحاضرة {26} من
#بحث :
" وقفات مع....
#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري" #بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التأريخ_الإسلامي للمرجع السيد
#الصرخي الحسني18 جمادى الآخرة 1438 هــ - 17 -3- 2017 م
http://yt2fb.com/id_1819710