المرأة بين جاهلية ابي سفيان وجاهلية التيمية
بقلم احمد السيد
ليس غريبا على احد ان الاسلام تكفل بالمرأة ومنحها كافّة حقوقها، واعطاها مكانةً عظيمةً سواءً أكانت أمّاً، أو زوجةً، أو بنتاً، أو أختاً، فلها ما لها من الحقوق وعليها ما عليها من الواجبات، بل وأعطاها ميّزاتٍ إضافيّةٍ عن الرَّجل بأنْ جعلها الأمّ الّتي تكون الجنّة تحت أقدامها، وأعطاها من الحسنات ما استحقّت عندما تقوم برعاية بيتها وتهيئته على أحسن وجهٍ، وزوجها عندما تسانده وتقف معه في السّراء والضّراء، وتخفّف عنه عبء وظيفته وتعب يومه، وأولادها الّذين تسعى جاهدةً على تربيتهم تربيةً صالحة. وعلى هذا الاساس ونتيجة للعناية الاسلامية بالمرأة فقد برزت المرأة في عصرنا هذا ولعبت أدواراً عديدة بحاجةٍ إلى قوّةٍ وشجاعةٍ وبأس، فظهرت المرأة القائدة لبلادها، والمرأة الطّبيبة، والمرأة المعلّمة، وأخذت دوراً حتى في مجالات الحِرف اليدوية الّتي عُرفتْ بأنّها من قوة الرّجال، ولكنّها برعت في كلِّ دورٍ لعبت فيه، وستُبدع أكثر وأكثر إذا آمن المجتمع بها، وأعطاها من الفرص ما أعطى للرّجل، فلها الحقّ في البحث عن ذاتها، وممارسة المهنة الّتي تُناسبها تماماً كحقّ الرّجل. لكن وعلى مر الازمان تجد من هو معارض لتنمية وتطور المرأة متمسكا باساليب واخلاق الجاهلية الاخلاق التي تمسك بها بني امية واتباعهم السلاطين وائمة التكفير التيمي الداعشي , يريدون ان يعاملوا المرأة كما كان يعاملها اسلافهم بني امية حيث كانوا ينظرون إلى المرأة على أنها متاع من الأمتعة التي يمتلكونها مثل الأموال والبهائم، ويتصرفون فيها كيف شاؤوا. ولا يورثونها حيث كانو يرون أن ليس لها حق في الإرث وكان عندهم أنواع من الزيجات الفاسدة منها: اشتراك مجموعة من الرجال بالدخول على امرأة واحدة ثم إعطاؤها حق الولد تلحقه بمن شاءت منهم فتقول إذا ولدت: هو ولدك يا فلان فيلحق به ويكون ولده وخير شاهد على ذلك حادثة الحاق زياد بن ابيه بابي سفيان وهذا مايسير عليه الان الدواعش التيمية . كما تميز ائمة التيمية ائمة الجاهلية الاولى بكرههم للبنات فكانوا يدفنونهن في التراب أحياء خشية العار كما يزعمون، وقد ذمهم الله بذلك وأنكر عليهم فقال الله تعالى: ((وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ* بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ)) وهذا مانلحظه الان واضحا وللاسف في هذه الايام في ظل اختراق الدين الاسلامي من الداخل والخارج على ايدي الدواعش التكفيريين التيميية حيث انهم ابتعدوا عن تعاليم الاسلام المحمدي الاصيل وخالفوا التوصيات والاوامر والنواهي الربانية وابوا الا ان يعيدوا امجاد جاهلية اسلافهم وائمتهم اعداء الرسالة المحمدية فاغتصبوا الحرائر وسبوا النساء وباعوهن في اسواق النخاسة في ظل دولتهم الخرافية المزعومة مستندين على فتاوى ائمتهم التيمية المحرفة التي تبرر لهم تلك الافعال الفاحشة بل تجعلها من ضروريات دينهم ودولتهم معززين فتاواهم باثار وسير الخلفاء الامويين والعباسيين والسلاطين المماليك العجم الايوبيين والزنكيين الذين اعتبروهم القدوة والاسوة الحسنة هؤلاء الائمة المنحرفين الذين في ظل حكمهم عاشت المرأة مشردة مغتصبة مسبية امتهنوا المرأة لاشباع رغباتهم الحيوانية فلم تلق المرأة أي اهتمام في ظل تلك الحكومات والامبراطوريات أي عناية سوى مزيد من القتل والتهجير والسبي فهي فعندما نبحث في تاريخ الحكام والسلاطين تجد ان اكثر المظلومين على ايديهم هي المرأة وهذا ماذكره المرجع الصرخي في محاضرات بحثه وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري فبين الانتهاكات التي تعرضت لها المرأة المسلمة على ايدي سلاطين وملوك وخلفاء المسلمين ودعا الى ضرورة تصدي جميع المثقفين ومكونات المجتمع لهذه المظالم وانقاذ الامة الاسلامية وحمايتها من خطورة هذا المد التيمي التكفيري الداعشي فصار لابد من دور للمرأة وعلى هذا الاساس وجه انصار المرجع الصرخي دعوة الى المرأة من خلال كلمات تنبض بروح الانسانية والاسلام الحنيف ومن باب الشعور بالمسؤولية فكانت هذه الكلمات : (للمرأة كامل الحقوق لكمال إنسانيتها ولكونها تمثل ركناً جليلاً يعتبر من أهم أركان المجتمع , لما لها من دور ايجابي ومؤثر في صلاح المجتمع , والأوطان لا تبنى إلا بسواعد الرجال الغيارى الذين تقدمهم الأمهات الصابرات وتدفعهم الزوجات الصالحات ليسيروا على نهج الآباء والأجداد العظام , والأديان السماوية أعزّت شأنها وحفظت مكانتها عبر التأريخ قديماً وحديثاً , ولأن النهج التيمي الضال يزدري المرأة بأبشع الصور كونه يوظفها لنشر أفكاره المنحرفة , بإخراجها من سترها لإفسادها وإفساد مجتمعها , وللحفاظ عليها وعلى حقوقها صار التصدي لهذا الفكر المنحرف ولعصابات الخوارج المارقة من خلال المراجعات الفكرية والحلول المهنية , أمراً. لابد منه وبقوة وحزم (.
وهنا لابد من الاشارة الى وجوب وقوف المرأة بوجه الانحراف العقائدي التكفيري التيمي و الفساد بانواعه و محاربة الظلم من خلال مركزها الاجتماعي كأم وبنت وزوجة واخت وزميلة عمل ودراسة ومديرة دائرة وكل من موقعها ، وكل لها دورها في الحفاظ على الشباب الاسلامي من عواصف الفكر التيمي التكفيري فهي لا تقل شأنا عن الرجل بل ربما شأنها اكبر فبالمرأة المسلمة الصالحة المثقفة المرشدة نحافظ على مجد الأمة الذي لا يحفظ ويصان الا بمجدها كونها هي من تحمي مجد زوجها و أبناءها ومجتمعها ليكون افضل وامثل
https://www.mrkzgulf.com/do.php?img=525068 رابط صورة الرسالة الاصلية:
http://up.1sw1r.com/upfiles2/zhe76884.jpg لمشاهدة المحاضرة الــ32 كاملة من خلال الرابط أدناه:
https://www.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/1467053736699439/