هل لقادة و ملوك داعش دينٌ كسائر المسلمين ؟ بعد ظهور داعش كفكر يحمل في اجندته عقيدة و توحيد فهذا يدل على أن هذا التنظيم هو ذو صبغة دينية أكثر مما هو قوة عسكرية ، فحينما برز للساحة ظهر بلباس القديس وتحت عنوان الرجل المصلح الذي يتبنى الدعوة إلى دين جديد ليصحح المسار الخاطئ للمسلمين سعياً منه لخداع الرأي العام بأنه الفاتح المنتظر ومنذ سنين طوال ومما مهد له الطريق أمامه احالة التشرذم و التفكك و الطائفية المقيتة التي تعيشها شعوبنا الاسلامية فكانت بمثابة الارض الخصبة لنشر افكاره و عقائده الفاسدة ، فبدأ التنظيم يرسم خططه المحكمة و يعمل على ايجاد السبل الكفيلة التي تسهل عليه المهمة القائمة على إحداث تغيير ديموغرافي شامل في العقلية الانسانية و خلط الاوراق على المسلمين من خلال وضع منهجية جديدة تبيح له و لمرتزقته كل ما يخالف الشرع و السنة النبوية و العقل و الاجماع ، فالإسلام وعلى لسان رسوله الكريم قد اعطى رأيه الصريح حول الرشا وقد جعل كل مَنْ يتعامل بها سواء الراشي و المرتشي و الوسيط بينهما في خانة اللعنة و السخط الالهي بدار الدنيا و دار الآخرة فقال الرسول محمد ( صلى الله عليه و آله و سلم ): ( لعن الله الراشي و المرتشي و الرائش ) فعجباً أين داعش و أئمتهم و ملوكهم من قول النبي هذا ؟ فهم يدَّعون أنهم اهل توحيد و دين فأي شرع و أي دين يبيح التعاطي بالرشا ، فضلاً عن التعامل بأسلوب الاتاوة و فرض الضرائب الباهضة على الناس ؟ فأي دين هذا ؟ فابن الاثير في الكامل ( 10/296) ينقل لنا حقيقة ملوك داعش الارهاب و الاجرام فيقول : ( في هذه السنة – 613 للهجرة – في جمادى الآخرة توفي الملك الظاهر غازي بن صلاح الدين يوسف بن ايوب و كان كثير الجمع للأموال من غير جهاتها المعتادة وله مقصد يقصده كثير من أهل البيوتات من اطراف البلاد و الشعراء و اهل الدين و غيرهم فيكرمهم ) هنا نسأل و نقول هل كان هذا اسلوب النبي و خلفائه الراشدين و صحابته السابقين ؟ هل فرضوا الاتاوات القسرية و الضرائب القهرية على الناس ؟ ؟ فهل دين داعش كدين سائر المسلمين ؟ قبائح و اعمال مخزية يعتمدها داعش و سلاطين دولتهم البربرية سواء في الماضي و الحاضر مما يكشف لنا حقيقة اصول و جذور الممارسات اللاأخلاقية لداعش التي تحدث اليوم و يذهب ضحيتها آلاف العزل و الابرياء وقد علق المرجع الصرخي الحسني على هذه السياسة الهمجية لهولاء الملوك ومستغرباً لها فقال المحقق الصرخي : (( اقول الملك السلطان ولي الامر يجمع الاموال من الناس بغير وجه شرعي ولا اخلاقي ، ثم يرشي الرموز الدينية و الاجتماعية و المرتزقة ، فيخدرون المجتمع فيصبح كالانعام ترضى بما يُفعل بها من دون اعتراض ، وهذا هو الحال و تميّز اكثر في عصرنا بفعل الدولار )) مقتبس من المحاضرة ( 32) من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 7/4/2017 . فداعش يقيناً غدة سرطانية سامة لا علاج لها إلا بالفكر النير و المجادلة بالحسنى و الادلة الدامغة و إلا فلنستعد يا مسلمين لطوابير من الارواح التي ستزهق و دماء ستسفك و مقدسات و حرامات ستنتهك .