نايم ياخليفة و ياشليف الصوف
بقلم احمد السيد
استيقظت الزوجة في الصباح لتجد اللصوص سرقوا كل شيء في حين ينام الزوج نوم العافية فراحت تردح عند رأسه ( نايم يا شليف الصوف ـ نايم والحرامي يحوف؟) والمسكين صاغر لا يحرك ساكناً وهو يسمع ذلك التوبيخ ولا يصك ولا يفك فصارت هذه الأهزوجة مثلاً يضرب للشخص الغافل اللاهي عن أمور بيته وأهله وبلده في حين أن المياه تجري من تحته والانتهازيين مستغلين غفوته وغفلته مبادرين إلى السرقة وتحقيق الرغبات هذا يضرب لكل الفئات وبتنوع المسؤوليات من أدنى مسؤولية في المجتمع بدءً من رب الأسرة مروراً برب العمل والفلاح والتاجر والحارس والمسؤول العادي والوزير إلى أعلاها وهو الحاكم السلطان الخليفة ولي الأمر فتارة يكون هذا المسؤول غافلاً جاهلاً وأخرى متغافل ومتجاهل كل مايحدث لرعيته وبلده ولسوء الحظ ابتليت الأمة الإسلامية وعلى مر الأزمان بحكام وقادة وخلفاء أما سراق وأما نائمين لا يعرفون مايدور حولهم وعندما نأخذ أي خليفة وليكن عباسي أي واحد منهم مع اختلاف الزمن تجده يمر بطورين من السكوت والغفلة والنوم العميق مسهلاً أمر السراق والانتهازيين فمرة تجده متجاهلاً لمظالم شعبه وفقرهم واضطهاد الحكام والقادة والسلاطين لهم متظاهراً بعدم العلم وبهذا يفتح المجال لزبانيته لسرقة البلاد وتخريبها . ومرة أخرى تجد هذا الخليفة هذا السلطان الولي الإمام المفترض الطاعة رغم فسقه وفجوره لاهياً غارقاً في بحار الخمر مع الراقصات والغواني مجالساً للوعاظ المارقين الفاسدين وقد سلم زمام الحكم وأمور البلاد للمماليك والسماسرة مجرداً نفسه من كل المسؤوليات ليهنأ بنومته ولكي يسرق من يريد السرق وليقتل من يريد القتل وليخرب من يريد الخراب للبلد في ظل نوم عميق لخليفة المسلمين والأدهى من ذلك كله أن هذا الخليفة لا يعلم بمجريات الأمور الخارجية وتهديدات الدول المجاورة له فيباغته المحتلون الغزاة وهو مستلقياً على فراشه في حين أن مؤرخاً مثل بن الأثير يتنبأ بخطورة التتار على البلاد الإسلامية والخلافة العباسية في بغداد قبل أكثر من أربعين عام , مع هذا تجد تبريراً لغفلة الخليفة ونومه واهماله لبلاطه ورعيته من قبل أئمة التيمية , كما برروا للسلاطين المماليك من الزنكيين والأيوبيين وتغنوا ببطولاتهم وانتصاراتهم المزعومة بالرغم من قباحة حكمهم وإدارتهم وخيانتهم للإسلام وأهل الإسلام دافعوا عن السلاطين المماليك بالرغم من تسليمهم البلاد للفرنج بل صنعوا أعذاراً لهروب المماليك السلاطين وجيوشهم من مواجهة العدو الحقيقي للإسلام تاركين الناس بلا ناصر ولا معين مؤجلين فريضة الجهاد إلى اشعار آخر وهذا ماحصل مع أهل دمياط المغلوب على أمرهم عندما غدر بهم الملك العادل وأولاده وقادته وتركهم بالواجهة والمواجهة بالرغم من عدم امتلاكهم ابسط الأسلحة للدفاع عن أنفسهم ومدينتهم ومع ذلك صمد أهل دمياط لشهور عدة مع استمرار الخيانة والخذلان من سلاطين القدر والسوء والصدفة هؤلاء العبيد العجم المماليك الذين تسلطوا على رقاب الناس بترويج وفتوى وتشريع أئمة التيمية كانت صولاتهم فقط على المسلمين أما مع الفرنج فهم بالهزيمة كالغزال فيلجأون إلى طرق ملتوية لتقليل الخطر على سلطانهم وابعاد الغزو الفرنجي أما عن طريق جعل الناس العزل كدروع بشرية يحتمون بها أو تركهم وخيانتهم والفرار بالأموال والجواري تاركين ورائهم الخراب والسبي والقتل , والأسخف والأقذر من ذلك مساومة هؤلاء السلاطين مع الفرنج وتسليمهم بلاد إسلامية مقابل بلاد إسلامية أخرى فطلبوا من الفرنج تسليم الدمياط وبالمقابل يسلمون القدس إلى الفرنج يسلمون أولى القبلتين وثالث الحرمين أقدس المقدسات عندهم القدس التي حررها جدهم صلاح الدين يساوموا بها من أجل دمياط والأغرب من ذلك أن الفرنج لم يقبلوا بتلك الصفقة الخبيثة الجبانة واشترطوا على الأيوبيين أن استلامهم للقدس مشروطاً بالتعويض المالي لما لحق بالقدس من خراب على أيدي الأيوبيين فالغيت الصفقة واضطر المسلمون إلى قتال الفرنج هذا كله يحصل و(شليف الصوف ) خليفة المسلمين القرشي نائم غافل ساهي لاهي غير مهتم ولا مبالي بما يحصل لبلاد الإسلام وأهل الإسلام من خيانات وبيع وخذلان ومساومات مع الفرنج على أيدي العبيد المماليك السلاطين في مصر والشام فلم يحرك ساكناً إلا أن يجزل بالعطاء لهؤلاء الخونة ويقربهم من بلاطه مع استبعاد العرب الاقحاح العلماء الفضلاء وإعطاء الحل والعقد بيد المماليك والجواري والراقصات , كل هذه الأفعال والانتهاكات وغفلة الخلفاء كأنها الثلج على صدر ائمة التيمية والدواعش وإلى الآن يفتخرون بتلك الأفعال ويقتدون بها وكأن شبيه الشيء منجذب إليه فابن تيمية ليس عربياً بل حرانياً صابئياً أجبر على الاستسلام وهو بذلك يكون أقرب جنساً وعرقاً وديناً من المماليك الأيوبيين والزنكيين . فتقرأ في تبريراته لهذه الأفعال نظرة حقد وكراهية وعداء أزلي للإسلام وانتقام لدين الحرانية وفق مبدأ عدو عدوي صديقي .وكما ذكر المرجع الصرخي في محاضرته الثالثة والثلاثين من بحثه (وقفات مع.... التوحيد التيمي الجسمي الأسطوري) التي ألقاها يوم الثلاثاء المصادف 11/4/2017 في 13رجب 1438هــ . إن الأمر والنهي والسطوة هو للمماليك مستفهماً عن سبب تلاقح أفكار وآراء ومعتقدات التيمية بأفكار وعقائد المماليك العجم . والغريب أن التأريخ يعيد نفسه فاليوم قادة الأمة وأولياء الأمور أيضاً غارقون في نوم عميق وسط مؤامرات وبيع وشراء للأوطان واقصاء للعلماء العاملين , فلا أدري متى يستيقط الحاكم الولي بل متى يستيقض الشعب المسلم ويسلم أمره لمن هو أحق وأولى من غيره في إدارة شؤون الأمة الإسلامية ؟
https://www.mrkzgulf.com/do.php?img=526009 لمشاهدة المحاضرة الــ33 كاملة من خلال الرابط أدناه:
https://www.facebook.com/alsrkhy.alhasany/videos/1472042649533881/