استعراض القوة والشجاعة والبطولات التي يقدمها تنظيم داعش الإرهابي من خلال مقاطع الفيديو التي يبثها وكذلك البيانات التي تذاع لإمامهم " البغدادي " يراد بها تخويف المسلمين فقط وفقط وليس غيرهم, فشجاعتهم صبت فقط على المسلمين وبلاد الإسلام, حيث الذبح والتفخيخ التفجير والسبي والسعي لإقامة دولة, أما في بلاد الغرب والشرق من غير الإسلامية والتي على غير دين الإسلام نجد شجاعة الدواعش قد تبخرت, رب قائل يقول كيف ذلك وهم يقومون بعمليات إرهابية في داخل المجتمعات الغربية والأوربية ؟... هنا نرد على التساؤل بــ: ما هو الدليل على إن تلك العمليات تابعة لتنظيم داعش ؟ فالإعلام يذيع معلومات حصل عليها من الإستخبارات فكيف نظمن صحة تلك المعلومات فربما تلك العمليات تقوم بها جهات استخباراتية وتلصق بتنظيم داعش, هذا من جهة ومن جهة أخرى لو سلمنا بأن تنظيم داعش هو من يقوم بتلك العمليات فهل هذا دليل على شجاعتهم ؟ فهل الشجاعة تقوم على عمليات الغدر وعدم المواجهة ؟ لماذا لم نشاهد أو نسمع بنشاط وتحرك لداعش في الدول الغربية والشرقية مثل نشاطهم في بلاد الإسلام ؟ لماذا لا يسعون لإقامة دولة أو إمارة أو ولاية لهم على أقل تقدير في أوربا أو الهند أو في أميركا ؟ لماذا رفعوا شعار دولتهم في العراق والشام فقط ؟. فشجاعة الدواعش وقوتهم منصبة فقط على الإسلام والمسلمين وعلى بلاد الإسلام وهذا ليس بجديد عليهم فقد فعل أئمة الدواعش وشويخهم وأمرائهم الأمر ذاته, فهذا معاوية ويزيد والمروانيين كانوا يتصالحون مع الفرنج خوفاً منهم ويظهرون شجاعتهم على أبناء جلدتهم من المسلمين !! وكذا الحال بالنسبة للدولة الأيوبية التي يسميها الداعش بالمقدسة, حيث يذكر إبن الأثير في كتابه " الكامل في التاريخ " 10/ 302 (( ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة (614هـ) [ذِكْرُ مَدِينَةِ دِمْيَاطَ وَعَوْدِهَا إِلَى الْمُسْلِمِينَ]: كَانَ مِنْ أَوَّلِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ إِلَى آخِرِهَا أَرْبَعُ سِنِينَ غَيْرَ شَهْرٍ، وَإِنَّمَا ذَكَرْنَاهَا هَاهُنَا؛ لِأَنَّ ظُهُورَهُمْ كَانَ فِيهَا وَسُقْنَاهَا سِيَاقَةً مُتَتَابِعَةً لِيَتْلُوَ بَعْضُهَا بَعْضًا، فَنَقُولُ: فِي هَذِهِ السَّنَةِ وَصَلَتْ أَمْدَادُ الْفِرِنْجِ فِي الْبَحْرِ مِنْ رُومِيَّةَ الْكُبْرَى وَغَيْرِهَا مِنْ بِلَادِ الْفِرِنْجِ فِي الْغَرْبِ وَالشِّمَالِ. إِلَّا أَنَّ الْمُتَوَلِّيَ لَهَا (لمدد العساكر الفرنج) كَانَ صَاحِبَ رُومِيَّةَ، لِأَنَّهُ يَتَنَزَّلُ عِنْدَ الْفِرِنْجِ بِمَنْزِلَةٍ عَظِيمَةٍ، لَا يَرَوْنَ مُخَالَفَةَ أَمْرِهِ وَلَا الْعُدُولَ عَنْ حُكْمِهِ فِيمَا سَرَّهُمْ وَسَاءَهُمْ، فَجَهَّزَ (صَاحِبُ رُومِيَّة) الْعَسَاكِرَ مِنْ عِنْدِهِ مَعَ جَمَاعَةٍ مِنْ مُقَدَّمِي الْفِرِنْجِ، وَأَمَرَ غَيْرَهُ مِنْ مُلُوكِ الْفِرِنْجِ إِمَّا أَنْ يَسِيرَ بِنَفْسِهِ، أَوْ يُرْسِلَ جَيْشًا، فَفَعَلُوا مَا أَمَرَهُمْ فَاجْتَمَعُوا بِعَكَّا مِنْ سَاحِلِ الشَّامِ. وَكَانَ الْمَلِكُ الْعَادِلُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَيُّوبَ بِمِصْرَ، فَسَارَ مِنْهَا إِلَى الشَّامِ، فَوَصَلَ إِلَى الرَّمْلَةِ، وَمِنْهَا إِلَى لُدٍّ، وَبَرَزَ الْفِرِنْجُ مَنْ عَكَّا لِيَقْصِدُوهُ، فَسَارَ الْعَادِلُ نَحْوَهُمْ، فَوَصَلَ إِلَى نَابُلُسَ عَازِمًا عَلَى أَنْ يَسْبِقَهُمْ إِلَى أَطْرَافِ الْبِلَادِ مِمَّا يَلِي عَكَّا لِيَحْمِيَهَا مِنْهُمْ، فَسَارُوا هُمْ فَسَبَقُوهُ، فَنَزَلَ عَلَى بَيْسَانَ مِنَ الْأُرْدُنِّ. فَتَقَدَّمَ الْفِرِنْجُ إِلَيْهِ فِي شَعْبَانَ عَازِمِينَ عَلَى مُحَارَبَتِهِ لِعِلْمِهِمْ أَنَّهُ فِي قِلَّةٍ مِنَ الْعَسْكَرِ، لِأَنَّ الْعَسَاكِرَ كَانَتْ مُتَفَرِّقَةً فِي الْبِلَادِ. فَلَمَّا رَأَى الْعَادِلُ قُرْبَهُمْ مِنْهُ لَمْ يَرَ أَنْ يَلْقَاهُمْ فِي الطَّائِفَةِ الَّتِي مَعَهُ، خَوْفًا مِنْ هَزِيمَةٍ تَكُونُ عَلَيْهِ، وَكَانَ حَازِمًا، كَثِيرَ الْحَذَرِ, فَفَارَقَ بَيْسَانَ نَحْوَ دِمَشْقَ لِيُقِيمَ بِالْقُرْبِ مِنْهَا، وَيُرْسِلَ إِلَى الْبِلَادِ وَيَجْمَعَ الْعَسَاكِرَ، فَوَصَلَ إِلَى مَرْجِ الصُّفَّرِ فَنَزَلَ فِيهِ. وَكَانَ أَهْلُ بَيْسَانَ، وَتِلْكَ الْأَعْمَالِ، لَمَّا رَأَوُا الْمَلِكَ الْعَادِلَ عِنْدَهُمُ اطْمَأَنُّوا، فَلَمْ يُفَارِقُوا بِلَادَهُمْ ظَنًّا مِنْهُمْ أَنَّ الْفِرِنْجَ لَا يُقْدِمُونَ عَلَيْهِ (على بلدهم بيسان)، فَلَمَّا أَقْدَمُوا سَارَ الأمر (قدوم الفرنج) عَلَى غَفْلَةٍ مِنَ النَّاسِ، فَلَمْ يَقْدِرْ عَلَى النَّجَاةِ إِلَّا الْقَلِيلُ. 8ـ فَأَخَذَ الْفِرِنْجُ كُلَّ مَا فِي بَيْسَانَ مِنْ ذَخَائِرَ قَدْ جُمِعَتْ، وَكَانَتْ كَثِيرَةً، وَغَنِمُوا شَيْئًا كَثِيرًا، وَنَهَبُوا الْبِلَادَ مِنْ بَيْسَانَ إِلَى بَانِيَاسَ، ثُّوا السَّرَايَا فِي الْقُرَى فَوَصَلَتْ إِلَى خِسْفِينَ وَنَوَى وَأَطْرَافِ الْبِلَادِ. وَنَازَلُوا بَانِيَاسَ، وَأَقَامُوا عَلَيْهَا ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، ثُمَّ عَادُوا عَنْهَا إِلَى مَرْجِ عَكَّا وَمَعَهُمْ مِنَ الْغَنَائِمِ وَالسَّبْيِ وَالْأَسْرَى مَا لَا يُحْصَى كَثْرَةً، سِوَى مَا قَتَلُوا، وَأَحْرَقُوا، وَأَهْلَكُوا، فَأَقَامُوا أَيَّامًا اسْتَرَاحُوا خِلَالَهَا ))... وهنا نورد تعليق المرجع الصرخي على هذا المورد في المحاضرة الثانية والثلاثون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال : {{... أقول: إذا كان واقع الأمر كما يقول هنا، فلماذا حاول قبل سطرين تمجيد العادل وإلصاق مكرمة به لا أساس لها مِن الواقع عندما قال {فَسَارَ الْعَادِلُ نَحْوَهُمْ، فَوَصَلَ إِلَى نَابُلُسَ عَازِمًا عَلَى أَنْ يَسْبِقَهُمْ إِلَى أَطْرَافِ الْبِلَادِ مِمَّا يَلِي عَكَّا لِيَحْمِيَهَا مِنْهُمْ}؟!! فكيف يحميها مِن الفرنج وهو يَجْبُنُ عن ملاقاتهم خوفًا مِن الهزيمة، بل فرّ منهم نحو دمشق، فترك بَيْسان وما فيها مِن ذخائر، وترك المسلمين فيها لقمة سائغة للفرنج، فاحتلوا بيسان وغيرها، فقتلوا المسلمين وسبوا النساء والأطفال، وخرَّبوا البلاد ودمروها، فلم ينجُ إلّا القليل مِن الناس؟!! وهذا قبس آخر مِن أقباس شجاعة وعدالة الملك العادل بمقياس ابن تيمية ومنهجه !!!... أقول: هؤلاء الناس الذين اُبيدوا ليسوا مِن الشيعة ولا الروافض، بل هم مِن السنّة، فقد اُبيد أهل السنة في تلك البلاد، وهذا كلَّه ببركة حكمة وشجاعة وعدالة الملك العادل!!! ...}}. فهذه هي شجاعة وقوة أئمة الدواعش يتركون بلاد الإسلام للسلب والنهب والقتل على يد الإفرنج خوفاً منهم ومن الموت بينما يكونون اسوداً على المسلمين !! كما يحصل اليوم في الموصل وفي سوريا حيث يهربون من ملاقاة الأميركان والروس ويبررون ذلك الهروب بفتاوى إبن تيمية التي تجيز الإنسحاب من المعركة إذا كان عدد الكفار اكبر وأكثر !! أما مهما كثر عدد المسلمين فأن القتل والإبادة يجب أن تكون على أوسع أبوابها !! فالشجاعة والعدالة بمقياس التيمية هي الإ نهزامية أمام المحتلين كالغزلان ويصبحون أسوداً فقط على المسلمين !!.