الإرهاب الداعشي يكرر الأفعال القبيحة لأئمة وقادة التيمية باتخاذ الناس دروعاً بشرية محمد الدرجي لكي تتضح الصورة بشكل دقيق لدى الجميع وحتى لا يتم أستغلال الناس والتغرير بهم تحت شعارات إسلامية كاذبة مزيفة، كان لابد الخوض في غمار الاحداث والوقائع التاريخية السابقة وكشف كل تفاصيلها لأنها تساعدنا كثيراً في فهم الاحداث الحالية والمستقبلية فالتاريخ يُعلم الإنسان الدروس، ويجعله أكثر وعياً واقدر على اتخاذ الخطوات المناسبة وكما قيل من يتحكم في الماضي يتحكم في المستقبل . وقضية البحث والتحقيق في التاريخ بكل صفحاته قضية مهمة ولكنها لا تخلوا من الصعوبة وذلك لقلة وندرة المصادر الموثوقة التي دونت تلك الاحداث والمواقف بمهنية وعدالة وكثرة وسائل الإعلام والتدوين المضللة وقلبها للحقائق حيث صنعت من شخصيات منحرفة وعميلة وذليلة شيوخ وقادة مجاهدين ومقاومين وحامين للإسلام والمقدسات ؟؟؟ ومن أجل بيان هذا الخلل الذي ندفع ثمنه الان بسبب ظهور التنظيمات الإرهابية المتطرفة نتيجة لذلك التأريخ المزيف والوقائع المغلوطة كان لابد من الرجوع إلى الوراء قليلاً وبالتحديد قبل سبعة قرون ( 661- 728م) حيث قام أبن تيمية وأئمة التكفير الدواعش المارقة ببث الافكار والمناهج والعقائد المنحرفة الشاذة للفكر المتشدد الذي يُعتبر أساس ومنبع الجماعات الارهابية حيث اتخذت التنظيمات منه مرجع لتبرير تشددهم المكفر لكل من يخالف عقائدهم المجسمة وأساطيرهم المنحرفة . فكل ما نراه اليوم من افعال وعقائد قبيحة يقوم بها الدواعش في المدن التي وقعت تحت سيطرتهم سواء في العراق او سوريا ماهي الا أنعكاس لأفعال أئمتهم المارقة حيث القتل والتمثيل بالجثث وأتخاذ الناس من الشيوخ والنساء والأطفال كدروع بشرية وهذه الحقيقة كشفها رجل الدين العراقي الصرخي خلال محاضرته الـ 33 من بحثه (وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) حيث بين الترابط التاريخي العقائدي في المنهج التيمي التكفيري للتيمية الدواعش المارقة في اتخاذهم الناس كدروع بشرية في المدن ليحتمون بهم على اثر ما يتعرضون له من هزائم . وهذا ما ينقله ابن الاثير في الكامل من لجوء السلاطين والقادة في دولة الايوبيين والزنكيين ومنهم الملك الملقب بالعادل ابي بكر ايوب الايوبي اخي صلاح الدين الذي منع الناس من ان يهربوا لينجوا بأرواحهم اثر الحرب مع الفرنج انذاك ، ومع ان اغلب المدن صارت بيد الفرنج وتعرضت للنهب والسلب والقتل والخراب سواء من قبل نفس قادة التيمية الايوبيين والزنكيين بحجة منع استفادة الفرنج منها او من نفس الفرنج حين يدخلونها، وبالوقت الذي طالب الناس الملك العادل ان يزودهم بالأسلحة والغذاء ليواجهوا المحتلين الفرنج الا ان الملك العادل لم يقدم لهم ما يحتاجون اليه ليصبروا ويصمدوا في مقاومتهم ، ومع محاولة الناس الهرب والنجاة بأرواحهم فأن الملك العادل يمنعهم من ذلك ليتخذهم دروعا بشرية يحتمي بها لأجل نفسه وسلطته مستخفا بأرواح الناس كما استخف بها وبقية السلاطين والقادة في حروبهم لأجل السلطة فيما بينهم وكما خربوا المدن بعد ان تم تحريرها من الفرنج الصليبين . وهذا المنهج التيمي نراه يتكرر اليوم في مدننا الحبيبة في العراق بالتحديد في الموصل حيث يقوم الدواعش المارقة باتخاذ الناس كدروع بشرية ليحتموا بهم نتيجة لما يتعرضون له من هزائم على ايدي ابناء العراق الغيارى فما أشبه اليوم بالأمس حيث يكرر الارهاب الداعشي نفس أساليب وأفعال التيمية المخالفة لكل الاديان والاعراف والقوانين . المحاضرة الثالثة والثلاثون "وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري"