الدواعش يقدسون ساستهم و سلاطينهم رغم انحرافهم الاخلاقي
الخميس , 20 أبريل , 2017
الدواعش يقدسون ساستهم و سلاطينهم رغم انحرافهم الاخلاقي ( ولكم في رسول الله اسوة حسنة يا أولي الالباب ) تشير هذه الآية إلى عدة معاني انسانية و اخلاقية فهي ترسم الصورة الصحيحة للقائد و السياسي المسلم لما يقع على عاتقه من رعاية شؤون الامة و إدارة مؤسساتها بالشكل الايجابي وهذا ما يجعله أمام منعطف خطير ، فكما يُقال الامة بقائدها فإن صلح القائد عاشت الامة بنعيم الدنيا و الاخرة ، أما إذا كان القائد فاشلاً منحرفاً اخلاقياً و منغمساً بملذاته و شهواته فيقيناً ستكون الامة ضحيةً لتلك الانحرافات السياسية وما اكثر الضحايا في زماننا هذا و العراق من أكثر ضحايا الفساد السياسي الذي يُعد البذرة الاولى لتكوينية داعش فبسبب هذه الغدة السامة ظهرت داعش في العراق ، و لانها ولدت من رحم فاسد فاختطت لها منهاجاً و فكراً هو امتداداً طبيعي لخط فساد أئمة و فقهاء مارقة شرعنوا الفساد الاخلاقي للقادة الفاسدون الذين عاصروهم في العديد من الحقب الزمنية ومن هنا بدأت جذور الانحطاط الاخلاقي و الانحراف السياسي تتغلغل في مفاصل الدولة الايوبية و الزنكية بسبب الممارسات المشينة لقادتها في هتك سنن و تعاليم الاسلام و اباحة القبائح و المنكرات بدءاً من قمة الهرم السياسي و انتهاءً بقاعدته الهمج الرعاع فلذلك نرى تمسك الدواعش بسلاطين و ملوك تلك الدولة رغم انحرافهم و فسادهم الذي يندى له جبين الانسانية و التاريخ فأين هؤلاء القادة و السلاطين من خُلُق رسول الله ( صلى الله عليه و آله و سلم ) ؟ فهل كانوا حقاً المرآة التي عكست اخلاق و منهج رسولنا الكريم ؟ أسلة و استفهامات كثيرة تطرح نفسها لكنها لا تجد جواباً واحداً عند داعش الذين يبررون مفاسد قادتهم و ملوكهم بدعوى انهم ولاة الامر ولا يجب محاسبتهم فيا أيها الدواعش هل قادتكم غير مشمولون بقانون المسائلة الالهي الوارد في قوله تعالى ( قفوهم إنهم مسؤولون ) و قول نبينا محمد ( كلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته ) ؟ فهل يمتلكون صك الغفران فلا حساب عليهم ؟ فإن كان حقاً ما تدعون فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين و خير شاهد على فساد هؤلاء الملوك و السلاطين ما ورد في الكامل في التاريخ لابن الاثير (10/101) حيث يقول ( وكان الملك العادل و ملك انكلتار يجتمعان بعد ذلك و يتجاريان حديث الصلح و طلب من العادل أن يسمعه غناء المسلمين فاحضر له مغنية تضرب بالجنك فغنت له فاستحسن ذلك ) فهل كان هذا فعل نبينا الكريم ؟ هل كان هذا فعل الخلفاء الراشدين ؟ مالكم يا دواعش الفكر التكفيري كيف تحكمون ؟ وهذا ما أثار موجة غضب و ردود فعل عند عامة المسلمين كان ابرزهم الداعية الاسلامية الصرخي الحسني جاء ذلك خلال محاضرته (34) من بحثه الموسوم ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 14من نيسان 2017 حيث قال الصرخي :(( هذه جلسات السمر و الطرب و الخمور و الفجور كانت في زمن الدولة الصلاحية الناصرية القدسية ، فهذه الجرائم ليست من القادة أنفسهم بل من أئمة الضلالة ممَن يوسوس لهم ونحن لا نريد أن نعفي هؤلاء القادة من المسؤولية و لكن نريد أن نتحدث عن أصل التكفير و التقتيل و السلب و النهب وعن المشرع لهذا الامر )) حقائق ينقلها التاريخ وعلى لسان ابن الاثير فهل يستطيع الخط الداعشي نفيها و انكارها ؟ .