لغة السلاح و منطق القوة بضاعة قادة الفكر التكفيري أثبتت الدراسات العلمية المتقدمة أن ناقل الاخبار و الروايات كلما كان قريباً من موقع مجريات الحدث كان أكثر دقة و سرعة في نقل الخبر و ايصال المعلومة إلى الاخرين وهذا ما يعرف اليوم في الوسط الاعلامي بالسبق الصحفي ولعل وسائل الاعلام بدأت في الاونة الاخيرة تحث الخطى و تقدم الدعم اللوجستي المذلل لكل المعوقات و الصعاب التي تعيق عمل المراسلين لتكون السباقة في نقل الاخبار أول بأول وهذا ما يجعلنا نعتمد على كتب المؤرخ الاسلامي الشهير ابن الاثير صاحب كتاب الكامل في التاريخ الذي ضم جل الاحداث التي شهدتها دول الايوبيين و الزنكيين وقد دون ابن الاثير كل صغيرة و كبيرة جرت أيام قادة و ملوك كلا الدولتين وما لحق بالمسلمين فيها من ويلات و نكبات راح ضحيتها آلاف الابرياء و العزل جراء الصراعات السلطوية القائمة بين هؤلاء القادة فاقدي الاخلاق و الذوق و قيم و مبادئ السماء سقط نتيجة تلك الصراعات الدموية العدد الذي لا يستهان به من الارواح و الانفس فضلاً عن حالات الانهزامية و اسلوب الغدر و الخيانة المتجذرة بنفوسهم الضعيفة فكانت ابرز ما عرفت به هذه القيادات المتطرفة فلا عجب ان يغدر الاخ بأخيه و الاخ بعمه و العم بابن اخيه ! وقد تتطور الامور إلى اعتماد اسلوب التهديد و الوعيد إذا لزم الامر طمعاً بالمدن و خيراتها ، فكل هذه الحقائق المؤلمة التي عاش تحت وطأتها المسلمون ينقلها ابن الاثير الذي كان قريباً من ساحة الصراعات الايوبيية و الزنكية فعاشها و كتب مجمل مجريات احداثها بحرفية عالية فينقل عن حجم المغالاة و الاعتماد كلياً على القوة العسكرية المفرطة التي استخدمها الملك العادل صاحب دمشق و ديار مصر مع ابن اخيه الملك الافضل بن صلاح الدين الايوبي من اجل السيطرة على المدن و القرى ذات الخيرات الوفيرة التابعة للافضل فما من مدينه يملكها الأخير إلا و اخذها منه عمه العادل تحت تهديد السلاح و سطوة القوة فلم يجد الافضل بدءاً من التنازل عن مدنه لعمه العادل وهذا ما نقله ابن الاثير في الكامل ( ج10ص326) فقال: ( ومن اعجب ما رأيتُ من منافاة الطوالع أنه لم يملك الافضل مملكة قط إلا و أخذها منه عمه العادل ، و اعجب من هذا أنني رأيتُ بالبيت المقدس سارية من الرخام ملقاة في بيعة صهيون ليس مثلها فقال القس الذي بالبيعة هذه كان قد أخذها الملك الافضل لينقلها إلى دمشق ثم إن العادل أخذها بعد ذلك من الافضل طلبها منه فأخذها وهو من أعجب ما يُحكى ) فأي صلة رحم تقوم على لغة السلاح و منطق القوة بين العم و ابن أخيه ؟ فالسماء أمرت بتقوية اواصر صلة الرحم و روابط القربة بين المسلمين فكيف إذا كانت بين العم و ابن أخيه ؟ ونذكر هنا ما اورده رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته (35) من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري بتاريخ 18/4/2017 قائلاً : (( حروب داخلية ومهازل ومكر وخداع وخيانة ، بالمكر والخداع ، ما نقله ابن الأثير عن شخصيَّة العادل ونزاعه الشديد الغريب على السلطة والجاه والمال حتى نازع أبناء أخيه على ذلك وأخذ منهم العديد مِن البلدان ومنها مصر ودمشق بالحيلة والخيانة والتآمر والغدر )) .