بمبدأ الحوار يتم تجفيف منابع الارهاب بعد القفزة النوعية الكبيرة التي حققتها المحاضرات العلمية العقائدية التي يلقيها رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني و ما حققته من نتائج باهرة في الوسط الاسلامي كونها فتحت الباب على مصراعيها أمام العقول الباحثة عن السلم و السلام القائم على أسس و مقدمات الحوار الحضاري المتمدن في حرية التعبير و احترام الرأي المقابل رغم ما فيه سواء أكان سلباً او ايجاباً بغية تجفيف منابع الارهاب الفكري الذي تمارسه تيارات و التنظيمات المسلحة معتمدةً بذلك على الاعلام المروج لبدعها و نظرياتها السقيمة فضلاً عن التقدم الهائل في شبكة الانترنت فبدأت تتغلغل بين صفوف المسلمين لتروج عن بضاعتها الفاسدة و تنشر افكارها ، وفي عودة لتلك المحاضرات القيمة فقد كشفت عن حقيقة تلك التنظيمات المتطرفة خاصة و أن الصرخي قد اعتمد في محاضراته تلك طرح الادلة المستوحاة من كتب و أدلة معتمد عند هذه التنظيمات في حين أنه كان من المفترض وكما جرت العادة عليه أن اطراف المناظرة كل يستدل بما لديه من ادلة من كتب مذهبه و أئمته وقد كان الصرخي قد خرق تلك القاعدة ووضع كتب مؤرخي السلف الصالح على طاولة النقاش و الحوار امثال الكامل في التاريخ لابن الاثير و امهات الكتب المعتمدة عند اخوتنا من ابناء العامة رغم ان الصرخي يُعد من كبار مراجع الطائفة الشيعية ، فبعد اتضاح الصورة التي تعكس حقيقة و مستوى الضحالة العلمية و الفكرية في ادلة و حجج ما يسمى بتنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) فقد اخذت الكثير من مراكز الابحاث و الدراسات للحوار ومن قبلها القيادات السياسية و خاصة في العراق تأخذ القشر و تترك اللب للدعوة التي اطلقها المحقق الصرخي بضرورة علاج الداء من الاصول و ليس من الفروع ، فسياسيو العراق أخذوا يطلقون الدعوات من هنا و هناك بضرورة فتح الحوار مع جميع الاطراف المسلحة و يدعون إلى عقد الندوات و اقامة المؤتمرات وعلى مختلف الاصعدة لوضع الحلول المناسبة للقضاء على محاور التطرف العقائدي و الفكر المنحرف واهم تلك الفعاليات الحوارية فتح باب الحوار و نشر مبدأ السلام بدلاً من مبدأ العنف و الاقتتال من خلال معالجة اسباب انتشارها و تجفيف منابع الارهاب الفكري وعلى هذا النهج الوسطي و المعتدل فقد سارت وكما اشرنا آنفاً العديد من مراكز الحوار اهمها مركز الامام الشافعي العلمي في الاردن الشقيق الذي بدأ بعقد الندوات الحوارية التي تناولت الحوار مع التنظيمات المسلحة تماشياً مع دعوات الصرخي الحسني التي كانت ابرزها دعوته لمواجهة الفكر المتطرف بالفكر الاسلامي المعتدل واعتماد اساليب المجادلة بالحسنى بغض النظر عن المذهب الذي ينتمي إليه المسلح فقد جاءت تلك الدعوة في المحاضرة (29) من بحثه الموسوم وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 28/3/2017 فقال الصرخي : (( لاحظوا تكفير مطلق ، فلا توجد نهاية لهذا التكفير وللمآسي التي يمر بها المجتمع المسلم وغيره إلّا بالقضاء على هذا الفكر التكفيريّ ، وما يوجد من حلول – إن سُمّيت حلولًا- فهي عبارة عن ذر الرماد في العيون ، وعبارة عن ترقيعات فارغة ، ولا جدوى منها إذا لم يُعالج أصل وفكر ومنبع وأساس التكفير ، فهذه لا تأتي بثمرة إذا لم يُعالج الفكر التكفيريّ ومنبعه.((