كيف يثبت العقل والنص ثبوت الامام ؟
بقلم //قيس المعاضيدي
اخذ هذا الموضوع حيزا كبيرا من النقاشات بين المذاهب الاسلامية. وعلى ضوء ذلك , قال القرطبي :
{{وقالت الرافضة: يجب نصبه عقلًا، وإنّ السمع إنّما ورد على جهة التأكيد لقضية العقل فأمّا معرفة الإمام فإنّ ذلك مدرك من جهة السمع دون العقل، وهذا فاسد، لأنّ العقل لا يوجب ولا يَحْظُر ولا يُقبّح ولا يُحسّن، وإذا كان كذلك ثبت أنّها واجبة من جهة الشرع لا من جهة العقل، وهذا واضح}}
وعملا بالرد العلمي الاخلاقي تطرق المرجع الصرخي بالرد على ذلك وتوضيح المسائل التي تعترض توضيح النص والعقل وكيفية الاستدلال بهما على ثبوت الامام حيث قال :
((نعم نحن نقول بهذا، يعني لا تأخذوا بكلام المارقة الدواعش الخوارج والجهال من التيمية حيث يقولون: يرفضون الشرع ويرفضون القرآن، هذه التهم التي تسجّل على المعتزلة والشيعة وعلى الأشاعرة وعلى باقي المسلمين، لا تنخدعوا بهذا التدليس- هذه المعلومات والأفكار يجب أن تصل إلى الناس وإلى البسطاء والجهال حتّى لا ينغرّوا بمن يغرر بهم- إذن من يقول بالوجوب العقلي يقول: لا ضرورة للنص الشرعي؛ أي هو واجب عقلًا وإذا أتى نصّ شرعي نقول: هذا النص الشرعي يؤكّد الوجوب العقلي وانتهى الأمر، بمعنى لو أوجب عليك الشارع المقدّس الصلاة في المسجد فهل يحتاج أن يأتي الشارع ويصدر دليلًا ونصًّا على وجوب المشي من البيت إلى المسجد؟ لا يحتاج، العقل يحكم بوجوب المسير من البيت إلى المسجد حتّى تمتثل لوجوب الصلاة في المسجد، وإذا قال الشارع يستحبّ المسير من البيت إلى المسجد ولك في كل خطوة كذا وكذا من الحسنات والثواب، فنقول هذا تأكيد للوجوب العقلي))
ويوضح عبارة: فأمّا معرفة الإمام فإنّ ذلك مدرك من جهة السمع دون العقل، وهذا فاسد.
حيث رد الصرخي على ذلك :
(( انتبه: الرافضة يقولون: هل يجب على الله تعالى ارسال الأنبياء والرسل؛ أي جعل الأنبياء والرسل؟ نقول: نعم يجب. هل يجب على الله أن يجعل الأئمة؟ نقول: نعم يجب، بنفس الدليل والمدركات والمقدّمات التي توجب إرسال الرسل فهي توجب جعل الإمام، إذن الكلام في أصل الوجوب، هل يجب إرسال الرسل؟ نعم يجب. هل يجب إرسال وجعل الإمام؟ نعم يجب، إذن هذا الوجوب هو وجوب عقلي، بعد هذا نقول: هذه كلّية ( كبرى) ونريد أن نطبّق هذه الكلّية على الواقع، انتقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الرفيق الأعلى إذن من هو الإمام ونحن قلنا يجب أن يُجعل إمام بعد رحيل النبي فمن هو الإمام؟ إذن يجب علينا أن نشخّص الإمام، فالإمامية الروافض الشيعة وغيرهم البعض يقول: يجب هذا بالنص، أي يصدر نص شرعي يشخّص، فكما حصل مع النبي – فليس كلّ من ادّعى إنّه نبي فهو نبي وليس من اجمعت عليه الأمة على أنّه نبي فهو نبي؟ طبعا لا، وأيضًا حتّى لو خالف جميع الناس النبي الحقيقي فيبقى هو على نبوّته وعلى رسالته وعلى أحقيّته، ونفس الكلام ما يُقال في النبي يُقال في خليفة النبي (الإمام)، كيف يثبت النبي أنّه نبي؟ وأنّه مرسل من السماء؟ وأنّه صاحب حق؟ كيف تثبت النبوّة والرسالة؟ كيف يثبت كلام النبي وادّعاء النبي؟ نفس الكلام يُقال عن الإمام، فمع النبي يحتاج إلى معجزة كي يثبت صحّة ادّعائه وصحّة رسالته وكلامه وكتابه وقرآنه، ومع عدم المعجزة لا يستطيع الاثبات، الآن نقول كيف يثبت الإمام؟ فنقول: يثبت الإمام بالنص، أمّا بعد النص تبقى علامات ودلالات ومناظرات ومكاشفات وحوارات ونقاشات، هذا شيء آخر. إذن النص يكشف لي من هو الإمام، في مقابل هذا القول يقول صاحب الجانب الآخر: الاجماع يكشف من هو الإمام، القوة والسيف والبطش يكشف من هو الإمام، اجماع أهل المدينة يكشف من هو الإمام، اجماع أهل السقيفة يكشف من هو الإمام، اجماع أهل العقد والحل يكشف من هو الإمام، مبايعة معاوية ليزيد يكشف لي من هو الإمام، مبايعة مروان لابنه يكشف من هو الإمام، مبايعة الخليفة الفلاني لابنه يكشف من هو الإمام، مبايعة الملك الفلاني والزعيم الفلاني والرئيس الفلاني لابنه وولاية العهد لابنه ومبايعة الناس لابنه تثبت لي الإمام!!! هل هذه إمامة؟!! هل هذا خط إلهي؟!! هل هذه رسالة؟!! هل هذا لطف وحكمة ورحمة وعلم؟!! إذن أريد أن أصل إلى هذه النتيجة: وجوب الإمام والإمامة هذا ثابت وانتهينا منه وقلنا ثابت عقلًا أو شرعًا، الآن بعد رحيل النبي يجب أن يُشخص ويُحدد الإمام، فنحن نقول: نلتجئ إلى النص ويوجد نص بالإمامة، الغير يقول لا يوجد نص بالإمامة، لم يصدر أيّ نص بالإمامة، إذن ما هو السبيل؟ يقول: نلتجئ إلى القياس إلى الراي إلى الاجتهاد))
ويضيف المرجع الصرخي:
أكتفي بالقول: مَن قالَ ومن حَكَمَ بــ (إذا كان كذلك ثبت أنّها واجبة من جهة الشرع، أي: واجبة شرعًا)؟!!، وعلى فرض أنّه كان كذلك فمن قال ومن يحكم بــ (ثبت أنّها واجبة من جهة الشرع)، فما هو المحذور في أن يكون ذاك كذلك (( أي من قال إذا ثبت الأول فيثبت الثاني؟ نقول ممكن يثبت الأوّل والثاني لا يثبت)) ولكن (لا يثبت أنّها واجبة من جهة الشرع)؟؟!! لا جواب أبدًا إلّا بالقول: بأنّ العقل يُدرِك ويحكم بــ (ثبت أنّها واجبة من جهة الشرع)، أي أنّ العقل يحكم بـ (ثبوت وجوبها من جهة الشرع)، أي لو لم يحكم العقل فإنّه (لا يثبت وجوبها من جهة الشرع)، بمعنى أنّه إذا انتفى حكم العقل فلا يثبت وجوبها الشرعي، وإذا ثبت حكم العقل ثَبت الوجوب الشرعي، أي أنّ العقل حكم بثبوت الوجوب الشرعي، أي أنّ العقل حكم بالوجوب الشرعي!!! فهل حَكَمَ العقل أو لم يحكم؟؟!! لقد حكم العقل بالوجوب ولولا حُكْم العقل لما ثبت الوجوب أصلًا فكيف تقول(لأنّ العقل لا يوجِب ولا يَحْظُر ولا يُقبّح ولا يُحسّن)؟!!
جاء ذلك في محاضرات المرجع الصرخي في العقائد والتأريخ الاسلامي تحت عنوان (الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم) .
البث المباشر : المحاضرة السابعة عشرة " الدولة.. المارقة ... في عصر الظهور ... منذ عهد الرسول"
للاستماع الى البث الصوتي على الرابط
http://mixlr.com/alhasany لمشاهدة البث الفيديوي على الفيس بوك
https://w… youtube.com
alhasany on Mixlr