منهج تشويه الحقائق منهج تيمي داعشي تأريخي
بقلم : ضياء الحداد
إن المؤرخين الذين اتهموا الوزير ابن العلقمي وعلى رأسهم ابن كثير كانوا مؤرخين متطرفين فقد وجهوا إليه تلك التهم بدافع التعصب المذهبي تمليه حوافز عدوانية وعواطف تحاملية يكنونها تجاه هذا الوزير المسلم الشيعي المذهب لهذا ليقف المرء عند روايات من هذا القبيل موقف الشك هذا إذا لم يرفضها رفضاً قاطعاً وأن ما أورده أولئك المؤرخون في تقاريرهم حول هذا الشأن لا يقوم على أساس علمي دقيق ومحقق ..
فمن غير المحتمل إذ لم يكن من المستحيل أن يذهب الوزير إلى ذلك الحد من التطرف لأن المغول سيقضون على الخليفة وعلى كل المنافسين بما فيهم الوزير على حد سواء .
علما أن حملة المغول العسكرية كانت مقررة على بغداد كما هي على كل العالم سواء افترضنا التنسيق المسبق للوزير أم لم نفترض .
وبالتأكيد لم يفرق المغول في التنكيل بين السنة والشيعة أثناء الهجوم على بغداد فقد قتلوا الجميع ونكلوا بهم .
وحين طلب هولاكو بعد وصوله لمنطقة همدان مقابلة الخليفة المستعصم أو أي من وزرائه ولم يكن هولاكو يفرق بين الوزير الشيعي أو السني وذات المستعصم توسل لابن العلقمي أن يخرج لهولاكو ليعرف مطالبه فقبل ابن العلقمي ولم يقبل الدواة دار وسليمان شاه بل عاندا ولم يستجيبا لرأي الخليفة لعله يخفف من تطرف هولاكو ويرحم سكان بغداد..
علما أن الوزير ابن العلقمي خدم الدولة العباسية ثلث قرن وأخلص في خدمتها 626-642هـ وخلال هذه الفترة لم يتعرض ابن العلقمي لأي أتهام البتة
أضف إلى ذلك أن تهديد المغول لم يكن بالشيء الجديد فقد تعرضت بغداد لتهديد سابق أيام الاطاحة بالسلطان محمد خوارزم شاه ثم مجيء جلال الدين خوارزم الذي حال دون تقدم المغول سنوة 629 هـ ثم فترة حكم المستنصر وهنا ما معنى اتهام الوزير في هذه الفترة بالذات لماذا لم يقم الوزير خلال كل تلك الحقب بالتعاون مع المغول...
يقول سماحة المحقق الكبير السيد الحسني في بحثه ( وقفات مع ....توحيد التيمية الجسمي الأسطوري )
{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور} الحج46، حبل الكَذِب قصير وأقصر ممّا يخطر ببال أئمّة التكفير الأسطوري، فها هو ابن كثير ذَكَرَ أن الوزيرَ ابنَ العلقمي والخواجة الطوسي قد عادا مع الخليفة إلى بغداد، ثم تحدث عن وسوسة حصلت من ابن العلقمي والطوسي فغرروا بهولاكو واقنعوه بالانقلاب على الاتفاق الذي حصل وبِقَتْل الخليفة، فاقتنع هولاكو فقرّر قَتْلَ الخليفة لو عاد من بغداد، فلمّا عاد الخليفة إلى هولاكو قَتَلَهُ هولاكو!!!
فهل ابن العلقمي والطوسي قد مثّل كلّ واحد منهما دَوْرَيْن لنفس الشخصيّة في المسلسل الكارتوني التيمي، بحيث إنّ ابن العلقمي كان مع الخليفة في بغداد وفي نفس الوقت هو مع هولاكو خارج بغداد يُوَسوِس له!! وكذلك كان الطوسي؟!!
ولا أدري كيف أتْقَنَ مُخرِج الفلم هذه الأدوار ونجح في إخراجها، ويحتمل أن يكون هو نفس مخرج المسلسل الكارتوني السندباد البحري أو قصص ألف ليلة وليلة!!
وهل يوجد عاقل يصدّق هذه الخرافة؟!
وهل لمنهج التيمية أن يبين لنا هل الخليفة كان فاقدَ العقل فِعلًا، ولهذا صدّق بالمصالحة مع هولاكو، فعاد إليه بالشَيْء الكَثِير مِنَ الذَّهَبِ وَالْحُلِيِّ وَالْمَصَاغِ وَالْجَوَاهِرِ وَالْأَشْيَاءِ النَّفِيسَةِ، بالرغم من أنه قُبَيل المصالحة كان هولاكو قد عَمِلَ مجزرةً كبرى بالقضاة والفقهاء والصوفية ورؤس الْأُمَرَاءِ وَالدَّوْلَةِ وَالْأَعْيَانِ؟!
مقتبس من المحاضرة {38} من
#بحث : " وقفات مع....
#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري" #بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التأريخ_الإسلامي للسيد
#الصرخي الحسني 1شعبان 1438 هـ -28-4-2017 م
المحاضرةُ الثامنة والثلاثون من بحث (وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري)
للاستماع إلى البث الصوتي على الرابط
http://mixlr.com/alhasany لمشاهدة البث الفيديوي على اليوتيوب
https://youtu.be/eHeQL2Cp3Cg