أقلام مأجورة تزيف تأريخ خلفاء الدواعش التيمية
بقلم : ضياء الحداد
يقولُ ابن خلدون في وصف قيمة الكتابة: "الكتابة صناعة شريفة؛ إذ الكتابة من خواص الإنسان التي تميَّز بها عن الحيوان" فالكتابة شرفٌ ثمنه غالٍ لأنها أداة التعبير والتغيير .
وهي فعل صادر عن إنسان واعٍ يمتلكُ من المهارات والقدرات ما لا يمتلكه غيره لأنّها عُصارة فكر وقراءات وتجارب وخبرات.
وقد كُنت أظنُّ لوقتٍ قريب جدًّا أنَّ من يمتلك قلماً فهو يمتلك فكراً عظيماً حرًّا؛ ذلك لأنَّ الكتابة قبل كل شيء هي إيمان بما نكتب وأداة نبحث من خلالها عن قيم الجمال والحق والخير والعدالة والحرية فهي وسيلة التفكير والتواصل الإنساني ، وهي الفن الذي تنصهر فيه كل علوم اللغة لتصنع لنا التأريخ والتراث والثقافة والفكر معاً وليست رصًّا للكلمات المزخرفة والمعاني بقدر ما هي غوص واندماج وذوبان في عالم الكاتب ومكنوناته لدرجة قد نشعر فيها أحياناً أننا أمام نص قد كتب عنا ولنا...
وخلال بحث ( وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) لسماحة المحقق الكبير السيد الحسني الصرخي كشف لنا حقيقة مهمة ، فكما عرفنا بأن هناك خلفاء وقادة وقضاة يحملون الفكر التيمي الداعشي ويقودون الناس بهذه الأفكار التكفيرية المنحرفة ، فهناك أيضا أقلام مأجورة تؤمن بهذا الفكر وتلمع صورة الدواعش الأوغاد ، وتحرف الحقائق وحسب المصلحة التي تقتضيها أفعال أسيادهم من مجرمي الفكر والمعتقد ، ومن تلك الأمثلة على هؤلاء هو بن كثير وخصوصاً في كتابه بداية ونهاية ، حيث لمع صورة الخليفة العباسي الماجن ( المستعصم ) الزاني وشارب الخمر والذي سلم بغداد لقمة سائغة للتتار ، مع ذلك فابن كثير يلمع صورة هذا الخليفة ويحمل الوزير ابن العلقمي كل المسؤولية ؟؟!!وكل ذلك بدوافع طائفية وأحقاد مذهبية وبحجج واهنة وتدليس واضح للعيان .
ينقل سماحة المحقق الكبير السيد الحسني الصرخي واحدة من الحكايات التي نقلها بن كثير ليدلس ويطمس الحقيقة ويجر الأنظار عن المستعصم ويجعل التركيز كله على ابن العلقمي...
يقول سماحة السيد الحسني الصرخي :
التلازم الحتمي بين التدليس وسوء الخلق موجود وأكيد، وكلّ ذلك ملازم لمنهج التكفير وأئمته المارقة، ولا أعرف كيف لعاقل منصف التصديق بأكاذيب وافتراءات على شخص صدرتْ مِن خصمه وعدوّه اللدود الحاسد له الحاقد عليه المكفِّر له المبيح لدَمِه وعِرضِه ومالِه، والفاقد للمصداقيّة والأخلاق الإسلاميّة المحمديّة (صلى الله على محمد وآل محمد)؟!! ونكتفي بمورد واحد: ففي البداية والنهاية13: ابن كثير: قال : (([وممِّن توفي في هذه السنة (656هـ) مِن الأعيان]: أوّلًا: [الْوَزِيرُ ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ الرَّافِضِيُّ قَبَّحَهُ اللَّهُ]: 1..2. 10ـ وقد رأته امرأة وهو في الذل والهوان وهو راكب في أيام التتار بِرذَوْنًا وهو مُرَسّم عليه، وسائق يسوق به ويضرب فرسه، فوقفت إلى جانبه وقالت له: يا بن الْعَلْقَمِيِّ هَكَذَا كَانَ بَنُو الْعَبَّاسِ يُعَامِلُونَكَ؟!..12ـ وَقَدْ سَمِعَ بِأُذُنَيْهِ، وَرَأَى بِعَيْنَيْهِ مِنَ الْإِهَانَةِ مِنَ التَّتَارِ وَالْمُسْلِمِينَ مَا لَا يُحَدُّ وَلَا يُوصَف، [أقول: واضح هنا خِفّة العقل والاضطراب النفسي!!! أ..ب..جـ- فضلًا عن ذلك فإنّه لم يذكر لنا إلّا سالفة (حكاية) العجائز عن المرأة، وعلى فرض ثبوتها، فإنّه ليس فيها إهانة لا تُحَد ولا تُوصَف!!!..ز..13..))..المورد18...
مقتبس من المحاضرة {38} من
#بحث : " وقفات مع....
#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري" #بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التأريخ_الإسلامي للسيد
#الصرخي الحسني 1شعبان 1438 هـ -28-4-2017 م
المحاضرةُ الثامنة والثلاثون (وَقَفات مع.... تَوْحيد التَيْمِيّة الجِسْمي الأسطوري)
للاستماع إلى البث الصوتي على الرابط
http://mixlr.com/alhasany لمشاهدة البث الفيديوي على اليوتيوب
https://youtu.be/eHeQL2Cp3Cg