خراب بلدان المسلمين بفأس اسلامي فاسد من الحسنات التي تقدمها القيادات السياسية في مختلف العصور أنها تبني الاوطان و تعمر البلدان وذلك بفضل الخطط الاستيراتيجية التي تمتلكها و تعمل وفقاً لقواعدها المحكمة وهذا ما يعطي الانطباع الايجابي و الحسن عن هكذا قيادات ناجحة من جهة ، و مما يقوي اواصر الثقة المطلقة مع ابناء المجتمع الذي تقوده تلك القيادات بل و يجعلها محط احترام شعوبها و بالتالي فقد يمنحها القدرة الكامنة على تحقيق النجاحات الباهرة وهذا ما تفتقره اغلب شعوب المعمورة بسبب شبح الفساد الذي استشرى في جميع مفاصل الدولة و لعل العراق الانموذج الاول لهكذا عملة فاسدة ، إذاً هذه القضية لم تكن وليدة العصر بل لها من الجذور و الأسس السابقة لأوانها فمثلاً الملك العادل الايوبي وهو سلطان المسلمين كان من الاولى أن يكون القدوة الحسنة في بناء و عمارة مدن و قلاع المسلمين ، و يقع على عاتقه حماية حصون و ثغور المسلمين فهل كان اهلاً لتلك المسؤوليات الكبرى ؟ و لنرى ما قدمه هذا الملك العادل من انجازات وما جرى على المسلمين من احداث ؟ فابن الاثير الاقرب و مَنْ واكب الاحداث و تفاعل معها و دونها في مؤلفه أول بأول فينقل في الكامل (ج10ص305) ما نصه : ( ثم دخلت سنة 614هـ فتوجه الملك المعظم صاحب دمشق ابن العادل الايوبي إلى قلعة الطور فخربها إلى أن الحقها بالأرض ) فخربها و سواها بالأرض عجباً و الله إذاً لماذا بناها و جهزها بالجند و شحنها بالسلاح و المؤن الكثيرة ثم خربها ؟ فكم من الاموال التي هدرت على بناء هذا الحصن العظيم ؟ وكم من الجهود و الاشغال الشاقة التي تحملها و تجرع مرارتها المسلمون ؟ فهل اموالهم تهدر حسب الاهواء السياسية ؟ وهل قلاعهم غير جديرة بإهتمام هؤلاء الملوك و ليتهم كانوا ملوكاً بمعنى الكلمة ؟ ملوك مهزوزي الارادة و مسلوبي الحكمة و الحنكة الناجعة لا يقدرون على حماية ثغور بلدانهم فيلجأون إلى خرابها و قتل مَنْ فيها فهل هؤلاء ملوك عدالة ؟ و أية عدالة يا لها من عدالة وهل يتشرف بهم الاسلام و المسلمون ؟ فلا أمان معهم و الخيبة و الخسران بضاعتهم ، و الفشل عملتهم مقدمات سلبية و خطط سيئة أبيدت على إثرها ارواح الابرياء و نهبت حقوقهم و انتهكت اعراضهم كلها ضحية قرارات سياسية فاشلة تخضع لأهواء و ميول أئمة داعشية بإمتياز ، أئمة ماتت بصائرهم قبل قلوبهم فكانوا حقاً وبالاً على شعوبهم وهذا ما كشف عنه رجل الدين الشيعي الصرخي الحسني في محاضرته ( 32 ) من بحثه الموسوم وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 7/4/2017 فقال الصرخي : (( لاحظ هذه المهزوزية و هذا الجبن و الذلة و الارادة السيئة و القيادة الفاشلة ، هل يا تُرى يحاول ابن الأثير في أسلوب كلامه التقليل مِن صدمة الهزيمة النكراء والخزي والعار الذي لحِق بالسلاطين بسبب خيانتهم وانهزاميّتهم وصراعهم على المال والنفوذ؟!! فإنّه فجأة ومِن دون سابق إنذار يذكر أنّ الفرنج ملكوا البرج )) .