قبل عدة أسابيع أقدم علماء وشيوخ الأزهر الشريف وكخطوة لإحتواء الفكر الإرهابي الداعشي تفتيش جميع المكتبات الإسلامية وإخلائها من كتب ابن تيمية لأنها هي التي تغذي الفكر الإرهابي, وهذه خطوة مباركة ويثمنها كل من يرفض الفكر العقيدة التكفيرية القاتلة السافكة للدماء, لكن هذه المبادرة لا تعدل حلاً ولا تأتي بالثمار المرجوة لأن الفكر التيمي لم يقتصر على الكتب فقط, حيث يوجد هناك المنظرين وكذلك توجد مثل هذه الكتب في المكاتب الألكترونية بالإضافة إلى من يروج للفكر التيمي عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي علاوة على الوسائل الإعلامية كالفضائيات والمحطات الإذاعية.
فالقضاء على الفكر التيمي الذي يغذي الإرهاب والعقيدة التكفيرية الإرهابية لا يتم بهذه الطريقة فهذه الطريقة هي لإحتواه في مكان معين ولمدة معينة في حال نجاحها, وهي كالخطوة العسكرية لمكافحة الإرهاب التي لا تأتي بثمار مرتجاة من قبل الجميع لأنها لا تقضي على الفكر بل تقضي على مجموعة أفراد بينما يبقى الأصل والمنبع الفكري موجود.
فالطريقة المثلى والعلاج الحقيقي للقضاء على الإرهاب والفكر التيمي الإرهابي يكون من خلال مناقشة المنظرين لهذا الفكر والمنهج نقاشاً علمياً موضوعياً بحيث يبطل كل الآراء والمباني والأسس العقائدية التي إستند عليها هذا المنهج وهذا الخط التكفيري كما يقول المرجع الديني الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة والثلاثون من بحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " كلّ العلاجات باطلة إذا لم يعالج الإرهاب من الأساس فكرًا وتنظيرًا، وهذا ما ندعو إليه ومنذ عشرات السنين، فابن تيميّة والمنهج التيميّ هو الأصل في سفك الدماء والتقتيل والإرهاب "...
فالحرب العسكرية والإستخباراتية على الإرهاب وحتى تجفيف مصادر التمويل المالي وحجب الكتب لا يقضي على الإرهاب بل الحل الأمثل هو معالجته من الأساس فكراً وتنظيراً ومناقشة الفكر, فإذا ثبت بطلان هذا الفكر لدى الناس من خلال مناقشته وتهديم كل مبانيه فما هي قيمة الكتب ؟ وهل سيلتحق الناس به ؟ بالطبع لا, والذي يلتحق بهكذا تنظيمات إرهابية بعد إثبات بطلانها ما هو إلا متعطش للدماء أو هارباً من العدالة أو باحثاً عن أموال وهذه الأمور لا يجدي أي حل معها, فرسالتنا إلى الأزهر الشريف وإلى كل من يحمل أعباء مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف هي حربكم على الإرهاب غير مكتملة المقومات والمقوم الأساسي فيها هو محاربة المنبع الفكري والتنظيري له من خلال النقاش العلمي الموضوعي التحليلي كما يقوم بذلك الأمر المرجع الديني السيد الصرخي الحسني من خلال سلسلة بحوث ( الدولة المارقة في عصر الظهور منذ عهد الرسول " صلى الله عليه وآله وسلم " ) وسلسلة بحوث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) التي أثبت من خلال المرجع الصرخي بطلان وسخافة المنهج والفكري التيمي الداعشي.
وهو بذلك أختصر عليكم المسافة وسهل عليكم مهمتكم المستحلية أو الصعبة ما عليكم إلا دعم تلك المحاضرات والبحوث إعلامياً أو طرح محاضرات وبحوث مشابهة لها على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وعلى شبكات التواصل الإجتماعي من أجل القضاء على أساس ومنبع الإرهاب.
بقلم نوار الربيعي