الكفر عند المسلمين أنواع, حيث هناك الكافر بالكلية وهو الملحد الذي ينكر وجود الله سبحانه وتعالى وكل الرسالات السماوية والخط الإلهي, وهناك الكافر بالجزئية وهو الذي يؤمن بوجود الله سبحانه وتعالى ولكن ينكر أو يجحد بنبوة أحد الأنبياء كأصحاب الديانات التي سبقت الدين الإسلامي كاليهود والمسيح, حيث ينكر أغلبهم نبوة ورسالة النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " , ولهذا تجد مصطلح الكافر يطلق على الملحد بالكلية وعلى الجاحد بالجزئية. فكان هذا الجحود الكلي والجزئي سبباً لتكفير الناس غير المسلمين وليت الأمر يقتصر على التكفير فقط بل تعداه إلى التكفير القاتل السافك للدماء المنتهك للأعراض والمقدسات وهذا ما نجده واضحاً عند الدواعش التيمية أتباع ابن تيمية ومن سار على هذا الخط التكفيري القاتل بل إنحصر بهم فقط وفقط, أما باقي المسلمون فهم قد يرون غير المسلمين بمنزلة الكافر لكن لا يستبيحون دمه أو ماله أو عرضه أو ينتهكون مقدساته, ويتعايشون معه بكل ود ورحمة وتآلف, لكن شذ أتباع ابن تيمية من الدواعش عن هذا الأمر فجعلوا كل من هو خانة الإسلام كافراً مباح الدم والمال والعرض. وهذا الأمر لم يروِ عطش التيمية الدواعش للقتل وسفك الدماء, فلم يقتصر تكفيرهم لغير المسلمين بل شمل حتى المسلمين, فأخذوا يبتدعون كل الطرق والوسائل ويغيرون بالسنن ويتأولون القرآن بما تشتهي أنفسهم من أجل أن يضعوا حد سيوفهم على رقاب المسلمين, فعندهم كل من يخالف المنهج والخط التيمي فهو كافر حاله حال اليهود والمسيح, بل عندهم بعض الطوائف الإسلامية هي أشد كفراً من اليهود والنصارى كالشيعة والصوفية والمعتزلة والأشاعرة وغيرهم, ويكفرونهم بحجة الغلو والسحر والإشراك, لكن المسلمون الشيعة أخذوا النصيب الأكبر من التكفير التيمي الداعش حيث كان – ولا زال – أئمة التكفير الداعشي يبتعدون الحجج الواهية ويضعون الأسباب المزيفة لغرض تكفير الشيعة, فجعلوا المشروع الطائفي كمقدمة لتكفيرهم حتى ينال هذا الأمر إستحسان وقبول باقي الطوائف ومن أمثلة ذلك هو رمي تهمة وفرية وكذبة خيانة إبن العلقمي للخليفة العباسي وتسليم بغداد للتتار . حيث روجوا لهذا الأمر بكل الطرق والوسائل وجعلوا إبن العلقمي سبباً لتكفير كل الشيعة – مع الفرض بأن ابن العلقمي خان الخليفة – فعندهم كل الشيعة خونة وكافرون لأن ابن العلقمي خائن !! ورجوا لهذا الأمر من خلال كتبهم ومورثهم العقائدي, فصار تكفير الشيعة أمراً مباحاً ومقبولاً عن باقي الطوائف الإسلامية التي لم تسلم من تكفير التيمية الدواعش أيضاً كما بين ذلك رجل الدين الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة والثلاثين من بحث ( وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري) حيث قال : {{... بغداد تسقط!!! والخلافة في بغداد قُلعتْ مِن جذورها!!! والخليفة وعياله ووزراؤه وقادة جيوشه وعيالاتُهم وجميع المسلمين وعوائلهم أسرى وسبايا بيد المغول!!! ولا نحتاج التذكير بواقع الحال والوصف الذي وصفه به ابن الأثير وابن كثير، وقد مرّ علينا، ومع كلّ تلك المآسي والمهالك والخراب والدمار والإبادات التي وقعتْ على الإسلام والمسلمين، فإنّنا نجد دواعش الفكر أئمّة المنهج التيميّ يظهرون نفاقًا اهتمامهم بالأمر مِن أجل تهيئة الأجواء والظروف والأفكار والنفوس لمشروع تكفيريّ قاتل سافك للدماء تحت عنوان الطائفيّة الشيطاني، فيختزلون القضيّة كلّها بابن العلقمي كذبًا وزورًا، وثمّ تعميم الحكم والمسؤوليّة على الشيعة، كي يكون للدواعش المبرِّر والقبول الاجتماعيّ السنيّ لقيادة الإجرام والإرهاب والقتل ضدّ الشيعة، واشغال المجتمع السنيّ والتغرير به تحت عنوان الطائفيّة والمذهبيّة، وتمرير مشروع التكفير القاتل الإرهابيّ في المجتمع السنيّ مِن دون أن يشعر به حتّى الوصول إلى استحكام المشروع، ثمّ الانقلاب على أهل السنّة أنفسهم، وتصفيتِهم بالمبررات نفسها في تصفيّة الشيعة!!! وهذا ما حصل فعلًا، والأيام التي نعيشها تشهد لهذا!!! ولو كان لهؤلاء الأئمّة المارقة ضمير وإنصاف وإنسانيّة ولو بحدّها الأدنى، ولو كان عندهم اهتمام لِمَا وقع على المسلمين، لتأثَّروا بالمواقف المخزية لأبناء العلاقُم المتصارعين على السلطة والجاه والأموال الذين شغلوا المسلمين بحروب داخليّة ضاعتْ فيها الأرواح والأموال والأخلاق!!!...}}. وفعلاً فإن كل المسلمين وكل المذاهب الإسلامية لم تسلم من تكفير التيمية الدواعش, فإن لم يكن هناك مبرراً لتكفيرهم فبدعة مسطحية الأرض وثبوتها ودوران الشمس حول الأرض هي خير ذريعة لتكفير المسلمين جميعاً من قبل التيمية الدواعش الذين تقمصوا دور الشخصية الإسلامية ولبسوا الزي الإسلامي وتظاهروا بالإسلام والإسلام منهم براء لأنهم بالأساس أصحاب عقيدة فاسدة منحرفة حيث يجسمون الذات الإلهية ويجعلون لها الصور والأشكال المتعددة من شاب أمرد جعد قطط إلى القمر والشمس والكواكب والحيوانات والجمادات بحسب حال عقيدة الرائي بربه !!.