الجريمة هي جميع الأفعال التي يقوم بها الشخص المستهتر والخارج عن حدود الاخلاق ومواطن القانون , وهذه الأفعال بالتأكيد صدرت لعدة أسباب منها عنصري ومتحيز لجهة ما أو اسري متصل بعائلة او عشيرة او لطلب منصب وجاه او حقد دفين في نفس الفرد المشوش , او غيره من الافعال التي تستوجب الفعل المشين ،و عندما نريد ان نقارن سبب صدور الفعل نرجع الى المسبب لذلك الفعل والمحرض عليه, والداعم له سواء كان فكريا او ماديا ،فمثلاً سقوط بغداد بيد المغول , نجد ان هُولاكو أرسل إلى الخليفة العبَّاسي أبو أحمد عبد الله المُستعصم بالله , يطلب إليه أن يهدم حُصون بغداد ويطمر الخنادق المحفورة حولها كونه لم يُرسل إليه عسكرًا ليُساعدوه في حصار الموت رُغم أنَّهُ أظهر الطاعة والخُضوع لِسُلطة المغول، وحاول الخليفة استرضاء هُولاكو وبعث إليه بِرسالةٍ يستلطفه وأرفقها بالهدايا، لكنَّ جواب هُولاكو كان عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العبَّاسيَّة وإفنائها عن بُكرة أبيها .
وكذلك فعل المغول عند غزوهم لبغداد الكوارث الجمة مثل تدمير ودك الرموز الحضارية والمعالم العمرانية ,وحرق بيت الحكمة والكتب القيمة والنفيسة الكثيرة من الفلسفة والاقتصاد والادب ورميها في نهري دجلة والفرات ،وقتل المسلمين من اهل العلم وعامة الناس وذبحهم ومن نجا من الأهالي من المذبحة أُصيب بالأمراض والأدواء التي انتشرت في الجو نتيجة كثرة القتلى ،ويوجد تكهنات ذكرت في الكتب عند اصحاب التفاسير والمؤرخين عن سقوط بغداد منها فقد قيل أنَّ دُخول المغول إلى بغداد كان بِخيانة الوزير ابن العُلقُمي شيعيّ المذهب، وأنَّ شيعة بغداد تعاونوا مع المغول انتقاماً من الخليفة الذي كان يُعاملهم بِعُنصريَّة، فيما ذكر مُؤرخون آخرون هذا الكلام مُؤكدين أنَّ ابن العُلقُمي كان ناصحًا للخليفة، لكنَّ الأخير لم يُصغي إليه، هذا ما جاء في الكتب والتاريخ ولكن الباحث والمحقق الذي يريد تفسير هذه الواقعة والحالة عليه أن يرجع الى سيرة المماليك وتعاملهم للمجتمع وكيف كانت قيادتهم ،وهل هذا الوالي او المالك او القائد كان حسن السيرة والسلوك؟ ام كان شارب للخمر والطرب والنساء وظالما لشعبه ؟فنجد ان المستعصم بالله الخليفة العباسي قد ارسل الهدايا لارضاء هولاكو وكان المستعصم حائرا بين النساء والخمور الى ان اتت المغول الى اطرف بغداد وهو لايبالي بذلك ،فكيف يصفه اصحاب الكتب والمدلسين من ان سقوط بغداد كان من ابن العلقمي وكان خائن للخليفة ،مع الاخذ بنظر الاعتبار باننا لاندافع ولا نقف مع ابن العلقمي لانه كان وزيرا في خلافة المستعصم وساعد في ظلم الشيعة في حكمه ولكننا نبين ان المماليك هم السبب الرئيس وهذا ما حققه وذكره رجل الدين الصرخي الحسني في محاضرة رقم (38) فقد تعرض المرجع الصرخي لذلك وفقا ًلما جاء في البداية والنهاية لابن كثير والذي اختزل كل فشل وانحراف خلافة الدولة العباسية وخيانة المماليك وغدرهم وصراعاتهم وانشغالهم باللهو عن حماية بلدانهم من غزو التتار المغول إلا أنّ ابن كثير ومن يسير بالمنهج التيمي الطائفي التكفيري يحملون ذلك على ابن العلقمي الشيعي الرافضي على حد وصفهم و بصفته وزيرا للخليفة العباسي انذاك ويتهمونه بالخيانة والتسبب بانهيار الخلافة العباسية !!
وقد أكد المرجع أن ابن العلقمي بالرغم من كونه تسبب بظلم الشيعة وبالرغم من أن جرائم المغول شملت الشيعة والسنة على حد سواء الإ التجار من كلا الطرفين إلا أنّ جرائم التيمية التكفيريين الدواعش تبقى هي الاكثر فتكا بالمسلمين
قائلاً :
(جرائم المغول لا تقارن بجرائم التيمية وجرائم الدواعش، ونفس الحال الآن، ليس فقط الشيعة وإنما الأبناء الأعزاء السنة هم من يهاجر إلى الغرب وإلى بلدان الكفر وإلى بلدان الصليب والمسيح وبلدان الأوثان والأصنام، يستجيرون بهم من ظلم وقبح وإرهاب الدواعش أئمة التكفير أتباع التيمية، وإنا لله وإنا إليه راجعون(.
رابط الخبر
https://www.al-hasany.com/vb/showthread.php?t=485791 فالان يتبين وتكون الصورة ناصعة للقاري اللبيب , بان جرائم التيمية وعصابات داعش أبشع من جرائم المغول, لان مماليكم ورواتهم قد نقلوا الحديث ودلسوا بالأخبار واخفوا حقائق مماليككم اصحاب ابن تيمية الكثير الكثير, او لا يذكرونها فجرائم التيمية المارقة داعش قتلوا واستباحوا وسرقوا واغتصبوا المسلمين وفي عهد ممالكيهم (المسلمين ) فأيهما اخطر واقبح وافسد واروع من هذه الجرائم ،فيا كتاب التاريخ ويا من تتبعون وتسيرون في ظل ابن تيمية نقول لكم راجعوا التاريخ وتعرفوا على سيرة المماليك اصحاب الفتوحات ولا تقيسوا الخليفة بالإسلام فكثير من المسلمين لا يمثلون الاسلام جراء فعلهم واباحتهم للدماء البريئة هذا ليس قياسا صحيحا وانما باطلا ضالا ،وهل يرضى أبا بكر وعمر وعثمان بالخليفة اذا كان شاربا للخمور ومحبا للنساء وزانيآ ؟! فالخليفة يكون قدوة للاخرين في تصرفاته وسلوكه من اخلاقه متبعا وناصرا للاسلام والمسلمين عالما عابدا زاهدا يقول الحق لو على نفسه ويدافع وينصر المظلوم ويكون حاميا ومدافعا عن بيضة المسلمين من الغزاة .
محمد حسين الطائي