عندما يسمع أي إنسان مسلم بعنوان الخليفة أو الخلافة مباشرة يتبادر ذهنه إلى الإسلام وتعاليم الإسلام وإلى نهج رسالي سماوي وأخلاق رسالية كون هذا العنوان " الخليفة " يعني خلافة الرسول محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " في أمته ويمثل الإرادة الإلهية في الأرض, وهذا هو المفروض, وإذا سمع أي إنسان مسلم بعنوان " دار الخلافة " فمن المفترض أن يصرف ذهنه إلى وجود كتب ومؤلفات دينية وإلى كل شيء يهم أمور المسلمين وكذلك كل ما يدل على الزهد والعفة والتقوى. لكن عندما تسمع بأن دار الخلافة هو عبارة عن " حانة " أو " مرقص " أشبه ببيت الدعارة فهل يستطيع أي إنسان مسلم أن يقول بأن هذا الخليفة يمثله ويمثل الإسلام والخط الرسالي ؟ والأعجب من ذلك كله يكون هذا الأمر بإمضاء رجال الدين الذين يشتغلون في دار الخلافة هذا إذا إفترضنا إن دور الخليفة مقتصر على الشؤون السياسية والإدارية !! والأكثر عجباً عندما تجد إن المؤرخين والكتاب الإسلاميين يتباكون على النساء التي في دار الخلافة من اللواتي تم أسرهن على يد الغزاة والمحتلين المغول والتتار, حيث جعلوا من أسرهن مظلومية للإسلام والمسلمين وخليفة المسلمين !!... إذ يقول ابن كثير في كتابه البداية والنهاية الجزء الثالث عشر (( ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ) ...وَكَانَ دُخُولُهُمْ إِلَى بَغْدَادَ فِي أَوَاخِرِ الْمُحَرَّمِ، وَمَا زَالَ السَّيْفُ يَقْتُلُ أَهْلَهَا أربعين يومًا وَكَانَ قَتْلُ الْخَلِيفَةِ الْمُسْتَعْصِمِ بِاللَّهِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ يوم الأربعاء رابع عشر صفر وعفي قَبْرُهُ، وَقُتِلَ مَعَهُ وَلَدُهُ الْأَكْبَرُ أَحْمَدُ، ثُمَّ قُتِلَ وَلَدُهُ الْأَوْسَطُ عَبْدُ الرَّحْمَن، وَأُسِرَ وَلَدُهُ الْأَصْغَرُ مُبَارَكٌ وَأَسِرَتْ أَخَوَاتُهُ الثَّلَاثُ فَاطِمَةُ وَخَدِيجَةُ وَمَرْيَمُ. وَأُسِرَ مِنْ دَارِ الْخِلَافَةِ مِنَ الْأَبْكَارِ مَا يُقَارِبُ أَلْفَ بِكْرٍ فِيمَا قِيلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ )) وهنا شهادة واضحة من ابن كثير بأن دار الخلافة كان ممتلئ جداً بالنساء حيث أشار إلى إن اللاتي وقعن في الأسر قرابة الألف من الأبكار فما هو عدد النساء من الأبكار وغير الأبكار في دار الخلافة ؟!, يقول المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة والثلاثون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " معلقاً على هذا المورد من كلام ابن كثير: (( تعليق : أـ سُلطة ومال ونساء وغِلمان !!! وفوقها أمير مؤمنين وولي أمر، وحسناته أكثر مِن سيِّئاتِه، وحسانتُه تمحو سيئاتِه، ثمّ الجنّة ورضا الله، دنيا وآخرة !!! فلماذا لا يتصارع مِن أجلها الطغاة، فتُقطع الرقاب، وتُسفك الدماء، وتُسبى العباد، وتسود شريعة الغاب على نهج عَبَدة الشاب الأمرد؟!!. ب- مِن دون خجل ومِن دون حياء يقول {ألف بِكر} !!! هذه فقط مِن الأبْكار، وفقط ممّن أسِر منهن !!! فماذا عن عدد الأبكار اللاتي لم يقعن في الأسر فقُتلن أو هربن؟!! وماذا عن عدد النساء غير الأبكار ممّن أسِرنَ أو قُتِلْنَ أو هَرَبْنَ؟!! وماذا عن أعداد الصبيان والغِلمان؟!!. ج- إنّها جاهليّة مقنّنة مشَرْعنة بفتوى أئمّة التكفير والسبي وسفك الدماء!!!)). وهذا الأمر إن دل على شيء فإنه يدل على أن أئمة وشيوخ الدواعش التيمية لا هم لهم سوى النساء فخليفتهم لديه آلاف النساء وأستاذ دار خلافته " ابن الجوزي " يرى ويشاهد تلك النساء من الأبكار وغير الأبكار أمامه وفي الدار التي هو أستاذها وهو رجل يدعي التدين والتفقه في الدين !! لكن أي دين ؟ إنه دين توحيد الشاب الأمر الجعد القطط الذي استوحي من ديانات الإغريق واليونان حيث النساء والخمور والليالي الحمراء بنفس الصورة والآلية والطريقة التي مورست في زمن الإغريق مورست في عهد خلفاء التيمية الدواعش وشيوخهم وأئمتهم, وبعد هذا يأتي ابن كثير ليشرعن تلك القضية ويبكي على أسر النساء ويذكرها دون خجل أو حياء, ولهذا تجد أن الدواعش الآن يمارسون الأفعال ذاتها لأن الفتوى والتشريع التيمي موجود لديهم, فكل ما وجده المغول في دار الخلافة هو النساء غير الأموال فقاموا بأسرهن ولم يجدوا شيء آخر.