تنتشر الأمثال العربية على ألسنة كل الناس تقريباً ومن كل الطبقات والشرائح الإجتماعية, حيث يُعتمد على تلك الأمثال كوسيلة مختصرة لإيصال فكرة معينة لذهن المتلقي ولهذا نجدها على لسان الجميع بحيث لا يكاد أن يخلوا من تداولها أي مجلس حتى وإن كان يخص الجانب السياسي أو الديني أو العلمي أو الإجتماعي أو أي جانب آخر, فنجدها على لسان المرجع الديني أو الحاكم أو المدرس والمعلم أو شيخ العشيرة أو أي شخص آخر. ومن بين الأمثال الأكثر تداولاً بين الناس المثل القائل " فرخ البط عوام " إذ يحكى إن هناك فلاحاً يملك " بطة " وضعت هذه البطة بيضتين وبعدها ماتت, فقام هذا الفلاح بوضع هاتين البيضتين مع بيض إحدى الدجاجات لترقد عليه مع بيضها وبالفعل رقدت الدجاجة على البيض إلى أن فقس جميع البيض وخرجت بطتين صغيرتين مع أفراخ الدجاج وكأنهم من نفس النوع, وفي أحدى الأيام إقتربت الدجاجة وأفراخها من ضمنهم البطتين الصغيرتين من بركة ماء فقفزت البطتان الصغيرتان إلى تلك البركة وبدأتا بالعوم وسط مياه البركة بدون تدريب مسبق على ذلك, فلاحظ الفلاح ذلك فقال " فرخ البط عوام " فصار مثلاً شائعاً, هذه هي قصة هذا المثل كما يقال. عادة ما يقال هذا المثل عند رؤية شخص يتميز بمميزات موجودة عند والده من قبله ومثال ذلك أن تجد جراحاً متميزاً كما كان والده من قبله, أو رامٍ متميز مثل والده من قبله أو حتى في القضية الأخلاقية والسلوكية بحيث يكون الإبن شبيهاً لأبيه بالفطرة في الكثير من تصرفاته وسلوكياته وأخلاقه دون الحاجة إلى تعلمها, فما بالك إذا كان الولد وهو يشبه أبيه ومع ذلك يتعلم ويدرس ويتخصص في أخلاق وسلوكيات ومعارف أبيه ؟ كيف سيكون ؟ قطعاً سوف يتفوق على أبيه بأضعاف مضاعفة. محل الشاهد من ذلك كله هو أبناء " ابن الجوزي " الذين علموا في دار الخلافة العباسية, هؤلاء يعتبرهم أتباع ابن تيمية من شيوخهم وعلمائهم وأئمتهم ومنهم يأخذون مسلمات في كل شيء ويقدسونهم أيما تقديس, بحيث جعلوا كره وعداء وبغض شيخ دار الخلافة محيي الدين يوسف بن أبي الفرج بن الجوزي لوزير الخليفة سبباً وذريعةً للتنكيل بهذا الوزير وإلقاء التهم والأباطيل عليه جزافاً حتى إتهموه بخيانة الخليفة العباسي وجعلوا منه شماعة يعلقون عليها أسباب سقوط بغداد بيد المغول حتى يبرؤون ساحة خليفتهم وشيخهم من تلك الأسباب, ومع علمهم بذلك العداء فإنهم يأخذون من ابن الجوزي المسلمات ويعتقدون ويؤمنون بكل ما يقول به وهو – أي شيخ دار الخلافة محيي الدين – سار على خطى أبيه في النفاق والوقيعة بين الناس ممن يختلف معه وحتى مع من كان على نفس المنهج, كما يقول المرجع الصرخي الحسني في المحاضرة الثامنة والثلاثون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " معلقاً على كلام لإبن كثر في كتاب البداية والنهاية ((وَقُتِلَ أُسْتَاذُ دَارِ الْخِلَافَةِ الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّين يُوسُفَ بْنِ الشَّيْخِ أَبِي الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِيِّ، وَكَانَ عدو الوزير)), حيث قال المرجع الصرخي : (( أقول: هنا قطب النفاق والتجسّس والمكر والغدر التيمي، الذي لا شغل له إلّا في الوقيعة بالآخرين وتغييبِهم في غياهب السجون أو قتلِهم وترحيلِهم عن الدنيا!!! وهذا نهج ثابت يُورَّث مِن الآباء إلى الأبناء، ومِن السلف إلى الخَلَف!!! فها هو ابن الجوزي يتسلَّم راية الحسد والحقد والمكر والغدر والنفاق مِن أبيه ابن الجوزي، ففي الكامل10/(181): {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعٍ وَتِسْعِينَ وَخَمْسِمِائَةٍ (597هـ)]: قال ابن الأثير: [الْوَفَيَاتُ]: وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ، فِي شَهْرِ رَمَضَانَ، تُوُفِّيَ أَبُو الْفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَلِيُّ بْنُ الْجَوْزِيِّ الْحَنْبَلِيُّ الْوَاعِظُ بِبَغْدَادَ، وَتَصَانِيفُهُ مَشْهُورَةٌ، وَكَانَ كَثِيرَ الْوَقِيعَةِ فِي النَّاسِ لَا سِيَّمَا فِي الْعُلَمَاءِ الْمُخَالِفِينَ لِمَذْهَبِهِ وَالْمُوَافِقِينَ لَهُ}}، فإذا كان دينهم ومنهجهم وأخلاقهم النفاق والوقيعة في الناس، فكيف نتوقَّع منهم الصدق خاصّة مع الأعداء؟!! فماذا نتوقَّع مِن ابن كثير؟!! هل يخالف أئمّته ومنهجهم التدليسيّ الحاقد الغادر، فيتحدَّث بشيء مِن الإنصاف عن ابن العلقميّ؟!! والعجب كلّ العجب ممَّن يأخذ مِن هؤلاء الإقصائيّين المارقة أئمّة النفاق والتكفير!!! )). فإذا كان الغدر والنفاق والحسد والبغض بالناس هي من صفات ابن الجوزي الأب, فكيف سيكون حال ابنه ؟ وكيف سيكون حال هذا الابن إذا كان الغدر والنفاق والحسد والبغض بالناس هو منهج وعقيدة يدرسها ويلقن بها بالإضافة إلى ما إكتسبه من أبيه ؟ وهذا ليس من عندنا بل هو ما صرح به ابن كثير في كتاب " البداية والنهاية" وابن الأثير في كتاب " الكامل في التاريخ " هم من قالوا هذا عدو وهذا كثير الوقيعة بين الناس والعلماء, فهل تردون منا ومن جميع المسلمين أن نصدق بمثل هؤلاء ؟ هل نصدق بمن هو على شكل وشاكلة وهج أبيه ؟ نعتقد بشخص كأبيه في النفاق والغدر والوقيعة بين الناس والبغض بهم ؟ فالعجب كل العجب ممن يصدق ويؤمن ويعقتد بهؤلاء المارقة التكفيريين ويأخذ منهم دينه وعقيدته !.