بقلم احمد السيد كيان الإنسان وتصرفاته وسلوكه مبنية على الخطأ والصواب ماعدا الأنبياء والأئمة فقد عصمهم الله من الخطأ والذنب كي يكونوا بحق اسوة حسنة للاقتداء بهم واتباعهم ولا يعقل ان يكون القائد المرشد كثير الخطأ أو الذنوب فكيف يرشد الناس إلى طريق هو لم يسير فيه ؟ فاقتضت المصلحة الإلهية أن يكون تنصيب الخليفة القائد في الأرض من قبل الله تعالى وهذا الاختلاف السائد بين المذاهب الإسلامية حول تنصيب الخليفة فهناك من يؤمن بأن الخلافة منصب أمره من الله وهناك من يؤمن بالشورى وهناك من يؤمن أن الانتخابات واجماع الناس هو الخيار الأمثل والمراد الحقيقي لتنصيب الخليفة وفي كل الآراء هناك فريقان للاختيار الفريق الأول المتمثل بالله تعالى وحده الخالق , والفريق الثاني المتمثل بالإنسان الخطاء المذنب المخلوق وعندما يجرد العقل والقلب من العاطفة ويعرض عليه الفريقان فلا شك أنه يختار فريق الخالق لأنه لايخطأ وهو من يحدد المصلحة وهو الهادي وهو المهدي لكن وللأسف كانت الأغلبية الساحقة وليس الاجماع فعلى مر الزمان كان هناك ممتثلين لأمر الله مجردين عواطفهم لكن السواد استحسن الرأي القابل للفشل والنجاح والاختيار المبني على الأمل وفضله على اليقين والإرادة الإلهية التي تنص وتثبت أن الاتباع لايصح إلا بالتنصيب الإلهي وكانت النتيجة مزيداً من الانشقاقات والاضطهاد وتوسع الأمر إلى أن صارت الخلافة مراد كل من هب ودب وانتقل وبفضل اختيارات الفريق المخلوق إلى أطوار متنوعة من الانتخاب إلى الوصية إلى الشورى إلى الوراثة إلى الانقلابات إلى تقسيم الدولة الإسلامية إلى دويلات لضمان الحصص لجميع الوارثين فابتعدت تماماً عن الخط الإلهي المرسوم لها إلى أن صار من يشغل منصب أمير المؤمنين خماراً فاجراً لوطياً زانياً قاتلاً قاطع طرق مملوكاً أعجمياً وهذا ماأسس له الأمويون وخلفهم في ذلك العباسيون والمماليك ولأجل الإنصاف فإن صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لربما عندما اختاروا الشورى وغيرها ليست بدوافع الحقد والتخريب فاجتهدوا فأخطأوا لم يكونوا شاربي خمر ولا سراق ولا فاجرين كانوا يستمعون لرأي علي بن أبي طالب ويطلبون مشورته دائماً ويلتجئون إليه في صعاب المواقف لكن بني أمية والعباسيين دفعهم الحقد والحسد فأسسوا امبراطورية التخلف والجهل والفساد خارج الضوابط الإسلامية والإنسانية فلا توجد مقارنة بينهم وبين الصحابة رضي الله عنهم حتى الخلاف لم يكن يصل إلى القتل والتهجير وكما ذكر المرجع الصرخي في محاضرته السابعة عشرة من بحث (الدولة.. المارقة... في عصر الظهور... منذ عهد الرسول) فقال مستشهداً برواية عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تتحدث فيها عن الأحداث التي دارت بين الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفاطمة الزهراء وبعلها علي بن أبي طالب عليهم السلام تثبت فيه عدم وجود حقد وكراهية بين جميع الأطراف , فقال الصرخي مقارناً بين الصحابة والخط الأموي التكفيري ((لست أنا ولا الشيعة من تقول، بل عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها هي من تقول، لاحظ هذا خط الصحابة المرتبط بالرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، وبكل تأكيد فإنّ الصحابة غير معصومين فتوجد شبه وإشكالات وأخطاء واجتهادات، لكنها ليست كالخط الأموي، فالخط الأموي ينفي كل شيء ويقلب الموازين والحقائق، أما خط الصحابة فهو خط إسلامي يقول بالذي عنده والذي له والذي عليه، مع ملاحظة أنّ هذا مما وصلنا بعد تجاوز مراحل الغربال الأموي والسلطة والحكام الأمويين، فجزى الله الصحابة والخلفاء وأم المؤمنين خير الجزاء، فلولاهم لانقلبت الحقائق رأسًا على عقب)) وها هم اليوم احفاد بني أمية وأئمة التيمية يحاولون قلب الحقائق والتدليس والكذب والافتراء على النبي والصحابة من خلال شيوخهم المنحرفين أتباع الرب الأمرد الذين رضوا بالمماليك سلاطيناً وبالفجار والخمارين خلفاء فكانوا أساس الإرهاب والتكفير والسبب الرئيسي لضعف شوكة المسلمين فلا بد من وقفة جادة بوجه كل من يريد الإساءة إلى الإسلام ونبي الإسلام يجب القضاء على الفكر الداعشي التيمي التكفيري وسلخ قناعه المزيف واظهار وجهه المارق الخبيث من خلال التسلح الفكري والعقائدي وذلك باعتماد الأفكار المعتدلة المسالمة كفكر المرجع العراقي الصرخي الذي هدم مخططات وبدد أحلام الأئمة التيمية بتصديه الفكري وإلقائه محاضرات اسبوعية قيمة لم يتطرق لمحتوياتها أحد قبله . http://www5.0zz0.com/2017/05/07/23/140848796.jpg لمتابعة المزيد من الأحداث التأريخية المهمة حول الدولة المارقة من خلال رابط المحاضرة 17 :