بقلم :قيس المعاضيدي
اذا احتل بلد من قبل دولة اخرى فان مقاومة الاحتلال تقع على مسؤولية الحاكم للدفاع عن البلد باعداد الجيش المدرب والمؤهل لمواجهة الظروف الصعبة واعلان التعبئة العامة واسناد الجيش من قبل الشعب ومن وراء ذلك كلة ادباء الامة وأصحاب الكلمة الحرة الشريفة الشجاعة بشحذ همم الناس .ولكن نلاحظ ان الحال عكس هذا تماما عندما احتل التتار بغداد وسقوط الدولة العباسية .وفي هذا المقام ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية ج13 )
]ثم دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): فِيهَا أَخَذَت التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ، وَانْقَضَتْ دَوْلَةُ بَنِي العبَّاس مِنْهَا: وأحاطتْ التتار بدار الخلافة يرشقونها بالنِّبال مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى أُصِيبَتْ جَارِيَةٌ تَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ وَتُضْحِكُهُ، وَكَانَتْ مُوَلَّدَةُ تُسَمَّى عَرَفَةَ، جَاءَهَا سَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الشَّبَابِيكِ فَقَتَلَهَا وَهِيَ تَرْقُصُ بَيْنَ يَدَيِ الْخَلِيفَةِ، فَانْزَعَجَ الْخَلِيفَةُ مِنْ ذَلِكَ وَفَزِعَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَأَحْضَرَ السَّهْمَ الَّذِي أَصَابَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَإِذَا عَلَيْهِ مَكْتُوبٌ إِذَا أَرَادَ اللَّهُ إِنْفَاذَ قضائِه وقدَرِه أذهَبَ من ذَوِي الْعُقُولِ عُقُولَهُمْ[ .
هذا حال حاكم الدولة في وقت والبلد يحتل . فماهو حال الجيش والشعب ؟
قال ابن كثير في نفس المصدر يصف حالة جيش الخليفة العباسي ] وَوَصَلَ بَغْدَادَ بِجُنُودِهِ الْكَثِيرَةِ الْكَافِرَةِ الْفَاجِرَةِ الظَّالِمَةِ الْغَاشِمَةِ، مِمَّنْ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَأَحَاطُوا بِبَغْدَادَ من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بَغْدَادَ فِي غَايَةِ الْقِلَّةِ وَنِهَايَةِ الذِّلَّةِ، لَا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وَبَقِيَّةُ الْجَيْشِ، كُلُّهُمْ قَدْ صُرِفُوا عَنْ إِقْطَاعَاتِهِمْ حَتَّى اسْتَعْطَى كَثِيرٌ مِنْهُمْ فِي الْأَسْوَاقِ وَأَبْوَابِ المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثُون لهم وَيَحْزَنُونَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ[
بقيه حال كتاب الامة وعلمائها فهو يصب الزيت على النار ومنشغل بالطائفية المقيتة ويسمم افكار النار بالخلافات والتكفيرتاركا المحتل وذب اللوم على حاشية الرئيس وليس الرئبيس والقائد العام للجيش !! فيثني وترحم ابن كثير على حال هكذا رئيس دولة .حيث يقول ] قَتَلَتْهُ التَّتَارُ مَظْلُومًا مُضْطَهَدًا فَرَحِمَهُ اللَّهُ وَأَكْرَمَ مثواه، وبلَّ بالرأفة ثَرَاهُ، فَكَانَ آخَرَ الْخُلَفَاءِ مِنْ بَنِي الْعَبَّاسِ الْحَاكِمِينَ بِالْعَدْلِ بَيْنَ النَّاسِ، وَمَنْ يرتجي منهم النوال ويخشى البأس. إن هولاكو لما كان أول بروزه من همدان مُتَوَجِّهًا إِلَى الْعِرَاقِ أَشَارَ الْوَزِيرُ مُؤَيِّدُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلْقَمِيِّ عَلَى الْخَلِيفَةِ بِأَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِهَدَايَا سَنِيَّةٍ لِيَكُونَ ذَلِكَ مُدَارَاةً لَهُ عَمَّا يُرِيدُهُ مِنْ قَصْدِ بِلَادِهِمْ (( وهذا ليس ذكاء تخصص به ابن العلقمي بل كلّ من سبقه من البلدان التي وصلها هولاكو أعطوه هدايا وكسبوا رضاه وصاروا أمراء تحت سلطته وعمالًا له وانتهى الأمر، ومن وقف بوجهه دمّره، إذن هي قضية معروفة، لكن مع بداهة وضرورة هذه القضيّة لكن الخليفة لم يأخذ بنصيحة ابن العلقمي[
فاستغل موقف الوزير من قبل الطائفيين التكفيريين لخلط الاوراق وتحميل الوزير سقوط الدولة لان الوزير لم يرضى عنة الكتاب لانة من حاشية الرئيس وخادمة المطيع ولكن من غير كتلة مفتوا الدولة وعلى الرغم ان انه مخلص للحاكم والمفتي .ولكن لتسقيط جهة بظل الوزير الخام المطيع للملك ولكل ظالم تكفيري .
وفي هذا المقام لايسعنا الا ان ان نورد كلام المرجع الصرخي وردودة في هذا المقام بقولة:]
قال سبحانه وتعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} الأنفال:53
إذا كان وعد الله قد جاء ولا يؤخَّر. - وكان ما حصل، بسبب فساد وإفساد الناس وفساد نفوسهم، فاستحقّوا سوء العذاب. وإذا كان خليفتكم العباسي وإمامكم وولي أمركم منشغلًا بالخمور والنساء والرقص والغناء حتى في وقت الحصار التتري ووقت نزول رشقات النِّبال مِن كلّ جانب على قصر الخلافة!!! وإذا كان جيش خلافتكم المقدَّسة قد قُلِّص عدده إلى (10) آلاف، بسبب العجز المالي الكبير والفساد والإفساد، فلم تكن السلطة قادرة على تسديد رواتب العساكر، فكانوا يستجدون ويَتَسَوَّلون في شوارع بغداد وأسواقها وأبواب مساجدها!!! وإذا كان خليفتكم المقدَّس ألعُوبة ومَسخرة بيد المماليك وأئمة تكفير مارقة فاقدي العقول الذين غرَّروا به، فخالف نصيحة العقلاء وحُكْمَ العقل، فاستهان بهولاكو، فأرسل إليه هديّة حقيرة لا تَلِيق بتكبّرِه وعُنجهيّته وسطوتِه وقُوَّتِه التي سَحَق بها شعوبًا بأكملها وانقادتْ له شعوب إسلاميّة مع حكّامها، حتى جعل هولاكو في حقد وحنق وغضب شديد لا يرى غير الانتقام والدمار سبيلًا!!! فإذا كان كلّ ذلك!!! فما علاقة ابن العلقمي الشيعي الرافضي بسقوط بغداد ومقتل خليفة بغداد؟!! واضح، إنّها حوّالة على مفلّس!!! إنّه نهج تيمي تدليسي فاشل يرمي فشَلَه وخَيْبَتَه وبؤسَه وغباءَه واجرامَه وفسادَه وقبحَه على الآخرين بكلّ قباحة وكذب وإفك وافتراء!!!]
المحاضرة (36) من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) للمحقق الاسلامي المرجع الصرخي
قناة حبيب الرووح :: المحاضرة السادسة والثلاثون من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) ضمن سلسلة محاضرات…
youtube.com