بقلم :قيس المعاضيدي
ابن العلقمي :هو مؤيد الدين محمد بن العلقمي الوزير الاول عند الخليفة المستعصم بالله العباسي اخر خلفاء بني العباس بالعراق عندما دخل التتار لبغداد واسقاط الدولة العباسية .وهو الشيعي الرافضي . المطيع للخليفة العباسي اطوع من باقي الوزراء ومعاديا للشيعة ومرتكب بحقهم ابشع الجرائم فماهو السبب باتهامة بالخيانه للتتار ؟
ذكر ابن كثير في البداية والنهاية ج13(ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة (656هـ): فِيهَا أَخَذَتِ التَّتَارُ بَغْدَادَ وَقَتَلُوا أَكْثَرَ أَهْلِهَا حَتَّى الْخَلِيفَةَ) يُكمل ابن كثير كلامه: وكان قدوم هولاكو خان بِجُنُودِهِ كُلِّهَا- وَكَانُوا نَحْوَ مِائَتَيْ أَلْفِ مُقَاتِلٍ- إِلَى بَغْدَادَ فِي ثَانِي عَشَرَ الْمُحَرَّمِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ، وَهُوَ شَدِيدُ الْحَنَقِ عَلَى الْخَلِيفَةِ بِسَبَبِ مَا كَانَ تَقَدَّمَ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي قَدَّرَهُ اللَّهُ وَقَضَاهُ وَأَنْفَذَهُ وَأَمْضَاهُ، إن هولاكو لما كان أول بروزه من همدان مُتَوَجِّهًا إِلَى الْعِرَاقِ أَشَارَ الْوَزِيرُ مُؤَيِّدُ الدِّينِ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلْقَمِيِّ عَلَى الْخَلِيفَةِ بِأَنْ يَبْعَثَ إِلَيْهِ بِهَدَايَا سَنِيَّةٍ لِيَكُونَ ذَلِكَ مُدَارَاةً لَهُ عَمَّا يُرِيدُهُ مِنْ قَصْدِ بِلَادِهِمْ فَخَذَّلَ الْخَلِيفَةَ عَنْ ذَلِكَ دُوَيْدَارُهُ الصَّغِيرُ أَيْبَكُ وَغَيْرُهُ، وَقَالُوا إِنَّ الْوَزِيرَ إِنَّمَا يُرِيدُ بِهَذَا مُصَانَعَةَ مَلِكِ التَّتَارِ بِمَا يَبْعَثُهُ إِلَيْهِ مِنَ الْأَمْوَالِ، وَأَشَارُوا بأن يبعث بشئ يسير، فأرسل شيئاً من الهدايا فاحتقرها هولاكو خان، وَأَرْسَلَ إِلَى الْخَلِيفَةِ يَطْلُبُ مِنْهُ دُوَيْدَارَهُ الْمَذْكُورَ، وسليمان شاه، فلم يبعثهما إليه ولا بالَى بِهِ،(
وحسب فهمنا لكلام ابن العلقمي انه يريد انقاذ الخليفة حسب متابعتة لطبيعة التتار واحتلالهم للبلدان . ولكن كلام ابن العلقمي استغله التيمية المارقة لضرب عصفورين بحجر التتار وفي ظل زوبهة هولاكو كما حاصل الان في زوبعة داعش وتصيفة الحسابات , والصراع على المناصب !!!
و في هذا المقام علق المرجع الصريخ الذي اصاب كبد الحقيقة التي حرفها ابن تيمية المارق التكفيري باخفاء الحقائق واستغلال عقول السذج منهم باعطائهم السم ليزرع في التاريخ بذرة خلاف لسنوات طوال لم يتنبه لها من تناول التاريخ مع الاسف !!وترك التاريخ دون فحص وتحقيق لينال مايريدة فقط بنيل شهادة اكاديمية او تناولها ويخشى البوح بما يراه واخفى الحقيقة خوفا على وظيفتة مثلا .هذا ان وجد من يتفحص الحقائق ؟!!ولكن أطل علينا المرجع الصرخي بتفحص وتحقيق ونظره موضوعية شامة دون طائفية وبعلمية قائقة وهو بذلك اوجد منهجا لكل من يبحث عن التاريخ الناصع ليرسم مستقبلا بعيدا عن اصحاب الفكر التكفيري المجرم القاتل والذي تسبب في تشريد ونزوح الناس .
فكانت تعليقات الصرخي فنار دلالة ومشعل لكل منصف حر شريف .جاء هذا في محاضرات في العقائد والتاريخ الاسلامي ضمن بحث (وقفات مع توحيد التميمية الجسمي الاسطوري) حيث قال: معلقا ومحققا في كلام ابن كثير اعلاة:
((العدد مائتا ألف، هذه من أساليب التيميّة في التدليس، فعندما يريد أن يهوّن المعركة، يقوم بزيادة العدد من هنا ويقلل العدد من هناك، يعطي المظلوميّة والمسكنة هنا، وينسب ما يحصل إلى الخونة؛ إلى ابن العلقمي، إلى الروافض، إلى الاسماعيلية، ويقوّي من هذا الجانب فتكون المعركة غير متوازنة، فيحاول تبرير الخسائر كلام واضح بل إقرار جلي من ابن كثير في تبرئة ابن العلقمي من كل التهم والافتراءات التي سُجِّلت عليه، ومنها التي سجّلها ابنُ كثير نفسُه، فلماذا هذا الاضطراب والعشوائية في التفكير؟! فهل أن الطائفية والحقد العنصري يُفقد الإنسان توازنه ويقلب عنده مقياس العدالة والإنصاف والتقييم؟!] (( وأقصد هنا عبارته " وَهُوَ شَدِيدُ الْحَنَقِ عَلَى الْخَلِيفَةِ بِسَبَبِ مَا كَانَ تَقَدَّمَ مِنَ الْأَمْرِ الَّذِي قَدَّرَهُ اللَّهُ وَقَضَاهُ وَأَنْفَذَهُ وَأَمْضَاهُ"، فاذا كان هذا الأمر قد تقدم من الله وقدره الله وقضاه وأنفذه، فلماذا تعتب على ابن العلقمي؟!! فهذا الاضطراب والمهزوزية لأنّه يعلم أنّه يدلّس هنا ويكذب وينافق، ولا يعرف ماذا يقول، تعرفه من لحن القول، فهل لابن العلقمي وجود هنا؟ (( وهذا ليس ذكاء تخصص به ابن العلقمي بل كلّ من سبقه من البلدان التي وصلها هولاكو أعطوه هدايا وكسبوا رضاه وصاروا أمراء تحت سلطته وعمالًا له وانتهى الأمر، ومن وقف بوجهه دمّره، إذن هي قضية معروفة، لكن مع بداهة وضرورة هذه القضيّة لكن الخليفة لم يأخذ بنصيحة ابن العلقمي، التفت: من يريد أن يتسلّط ويسقط الخليفة ويتآمر عليه ويريد أن يأتي بخليفة فاطمي رافضي فهل ينصح الخليفة بهذه النصيحة؛ يطلب من الخليفة أن يرسل هدايا عظيمة وقيّمة لهولاكو حتّى لا يقصد البلاد، هل الخائن يفعل هذه الأمور؟!! لكن أين العقول والانصاف؟ لا توجد، وكما قلنا سابقًا: هذا الكلام ليس دفاعًا عن ابن العلقمي، عليه ما يستحق فقد كان من أعوان السلاطين، لقد فتك بأتباع أهل البيت (عليهم السلام) بسبب عمله مع السلطان، فلو لم يعمل مع السلطان وكان له من المعارضة؛ من الحاقدين والحاسدين من الطرف الآخر، فما علاقة الشيعة في بغداد– الكرخ- حتى يتعرّض لهم جيش الخليفة فيفتكون بهم وينتهكون حرماتهم ومحلاتهم، السبب لأنّه دخل في السياسة، كما يحصل الآن، عندما تحصل المنافسات بين السياسيين فتنعكس على الناس الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة، وليس لهم تأييد لا لهذا ولا لذاك، ولكن يعتقدون أنّ هؤلاء حاضنة لهذا أو لهم أصوات لصالح هذا أو ذاك، فيبتلي الناس ويقعون في الدمار والهلاك والتهجير والقتل والتضييع، فنفس الوقائع والأحداث والقصص تتكرر القذة بالقذة. هو وزير في الخلافة والشيعة تعرّضوا للقتل والهتك والتضييع، وعندما أتى هولاكو لم يفرّق بين شيعي وسني وكلّ من في بغداد قد سُحق، إلّا مَن عنده الأموال من التجّار سواء من السنّة أو الشيعة أعطى الأموال وحصل على الأمان، إذن لا فرق في الانتقام ولا فرق في الرشا، فالشيعة لم يجنون من ابن العلقمي سوى المصائب والدمار )).انتهى كلام الصرخي.
وفي الختام نقول هذا مصير كل من نصب العداء للحق واصحاب الحق .حيث يذكر في الاثر (ان امورا ثلاثة لايتجرىءعليها الااهوج ولايسلم منهن الا قليل :وهي مصاحبة السلطان, وائتمان النساء على الاسرار, وشرب السم للتجربة ) . فتنبهوا يا احرار لبلدكم من التكفيريين الاشرار التيمية والدواعش وكفانا قتال وطائفية وتمزيق لبلداننا .
المحاضرة (36) من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) للمحقق الاسلامي المرجع الصرخي
قناة حبيب الرووح :: المحاضرة السادسة والثلاثون من بحث ( وقفات مع ... توحيد التيمية الجسمي الاسطوري ) ضمن سلسلة محاضرات…