المرجع الصرخي يكشف حقيقة سقوط بغداد بيد المغول
بقلم : ضياء الحداد
على الرغم من أن حادثة سقوط بغداد على يد المغول في العام 656هـ قد مضى عليها زمن طويل ، إلا أن بعض الأقلام المسمومة والحاقدة ما زالت تتعاطى معها بطريقة غير موضوعية تتجاوز المسببين الحقيقيين التي تكشف المتورطين الحقيقيين في عملية السقوط ومن دون حصر الاتهام ببعض الشخصيات لأسباب طائفية معروفة .
واستطاع المحقق السيد الصرخي في بحثه التأريخي العقائدي ( وقفات مع.... توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) أن يعيد كتابة التأريخ من خلال النقد والتحليل الموضوعي للحوادث التي نقلها بعض المؤرخين وخصوصاً ابن كثير ، الذي حاول أن يدلس ويضلل ويحمل الوزير ابن العلقمي كل المسؤولية في سقوط بغداد ، وكل ذلك بدافع طائفي تيمي تكفيري.
رغم أن هذه الشخصيات المتهمة قد بذلت جهداً كبيراً أكثر من الخليفة نفسه للحيلولة دون سقوط بغداد ، لكن تقاعس الخليفة وتخاذل قائد جيشه وعدم الأخذ بنصائح الوزير ابن العلقمي والعملية فتحت الطريق أمام هولاكو لدخول بغداد كما سيتضح فيما بعد لقد كانت هناك مقدمات سبقت هذه الحادثة بسنوات عديدة تمثلت بظهور المغول كأكبر قوة عسكرية في ذلك الزمان ، إذ استطاع جنكيز خان توحيد المغول في قبيلة واحدة بعد أن كانت عبارة عن قبائل متشرذمة ومتفرقة وضعيفة ، أصبح الجميع يخشاها ويحسب لها ألف حساب ، بل ويتجنب التصادم معها.
وللأمانة فمنذ العام 633هـ بدأت جيوش المغول بشن غارات على أطراف العراق في كل من الموصل وأربيل والحقيقة أن هذه الجيوش لم تكن ضخمة بل لم يتجاوز عددها بضعة آلاف لكن الخليفة العباسي المستعصم الذي تزامنت هذه الغارات مع عهده لم يتعامل معها بشكل جدي بل ترك جيوش المغول تهاجم وبطريقة مريحة أطراف العراق الشمالية والشرقية من دون أن يتصدى لها جيش كبير يردعها حتى جاء العام 643هـ عندما شن المغول غارة كبيرة اقتربوا فيها من العاصمة بغداد ، كثيراً وبالذات في منطقتي خانقين والداقوق ، كان القصد منها جس نبض الخليفة وتحسس مدى قوة جيش الخلافة العباسية الذي كان في ذلك الوقت جيداً من حيث التنظيم والتجهيز واستطاع أن يصد هذه الغارة ويجبر المغول على الإنسحاب وكان دور الوزير ابن العلقمي في هذه المعركة حاضراً والذي كان يمد العسكر الإسلامي بآرائه ونصائحه التي مكنت الجيش البغدادي من صد الهجوم ، لكن هذا الجيش لم يكن قوياً بما فيه الكفاية لمطاردة الجيش المغولي واستعادة السيطرة على المدن والبلدان التي سيطر عليها المغول في المشرق .
لقد كان الخليفة العباسي المستعصم أحد أسباب سقوط بغداد نتيجة لضعفه وتردده وبخله الشديد وعدم اتباعه لإستراتيجية واضحة في مواجهة المغول فقد كان طيلة الفترة التي سبقت سقوط بغداد متردداً بين مهادنة المغول أو الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معهم ، إذ تذكر المصادر التأريخية التي تناولت شخصية الخليفة المستعصم بأنه كان ذا شخصية ضعيفة وصاحب لهو وشغف بلعب الطيور التي كان يربي أعداداً كبيرة منها ويقيم لها الأبراج في داخل قصره ويخصص لها ميزانية كبيرة تشمل نفقة طعامها والعناية بها من قبل مربين مختصين بتربية الحمام ، كما أنه كان ضعيف الرأي قليل العزم كثير الغفلة وسمّاع للأغاني إذ لا يكاد مجلسه يخلو من ذلك ساعة واحدة وحتى في أشد أيام الحصار التي كانت تتعرض لها بغداد على يد المغول لم يترك ذلك ، وتنقل إحدى المصادر التأريخية رواية مفادها بأن الخليفة كان يلهو مع جارية له حتى جاءها سهم فقتلها من الشبابيك وهي ترقص بين يدي الخليفة فانزعج الخليفة من ذلك وفزع فزعاً شديداً فأمر بزيادة الاحتراز وكثرت الستائر على دار الخلافة .
وللمزيد من التفاصيل والحقائق تابعوا :
#بحث ( وقفات مع....
#توحيد_التيمية_الجسمي_الأسطوري) #بحوث : تحليل موضوعي في
#العقائد و
#التأريخ_الإسلامي للسيد
#الصرخي الحسني
12 شعبان 1438هـ 9 - 5 - 2017م
المحاضرةُ الحادية والأربعون من بحث (وَقَفاتٌ مع.... تَوْحيدِ التَيْمِيّةِ الجِسْمي الأسطوري)
للاستماع إلى البث الصوتي على الرابط
http://mixlr.com/alhasany لمشاهدة البث الفيديوي على اليوتيوب
https://youtu.be/QL7fsB3ETPo