يتصور العديد إن الإعلام هو وسيلة حديثة حيث يقرنون الإعلام بالفضائيات والتلفاز والمذياع والصحف والمجلات وبدأ يضاف له وسائل التواصل الإجتماعي, نعم كل تلك الوسائل هي وسائل إعلامية حديثة لكن هناك وسائل إعلامية قديمة كان يستخدمها الناس وبالتحديد الحكام والسلاطين وهي الكتب, بحيث يستعين الملوك والسلاطين بمجموعة من الكتاب والمحدثين والوعاظ والشعراء ليكتبوا عن أمجاد هؤلاء الحكام وكذلك يرفعون من شأنهم ويحطن من شان كل من يخالف أو يعارض هذا الحاكم أو السلطان, ولهذا تجد هناك العديد من التناقضات في المعلومات الموجودة في كتب السيّر والأحداث وحتى في كتب الرجال. وهذا النوع من الإعلام يعرف بالإعلام الموجه لصالح الحكام والسلطات الحاكمة وفي الوقت ذاته موجه ضد معارضيهم والمختلفين معهم بالعقيدة والدين والمذهب, لا شك أن وسائل الإعلام اليوم هي نعمة وهبة من الله وقد حققت لنا الكثير من الإنجازات فاختصرت المسافات، وجعلت العالم قرية صغيرة، وقربت البعيد، ونقلت الأحاسيس والمشاعر من وإلى الآخرين لقد فأصبح الإعلام شريكاً إذا لم يكن أساساً في التربية وصياغة العقول وتحديد المواقف السياسية وبناء التحالفات الاقتصادية والكتل العسكرية، بل وبناء الإنسان وتربيته. العجيب بالأمر تجد أن الأغلب يتحدث عن أثر الإعلام على جميع نواحي الحياة إلا أثره على دين الإنسان وإضعافه لالتزامه، فإن ذلك مفقود أو يكاد أن يكون قليلاً, فكما بينا إن الإعلام قديم لكن كانت وسيلته محصورة بالكتابة وبسبب سطوة وسلطة الحكام كان الإعلام موجه فأثر بشكل أو بآخر على عقائد ودين المجتمعات كما يقول المرجع الصرخي في المحاضرة الثانية والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري" (( أي شخص يأتي بفكره ويرتب كما الآن أهل السياسة أهل الإعلام كل من يدفع لهم يرتبون قصة ويرتبون أكذوبة وأسطورة و تطرح هنا وهناك ويتلقف الإعلام الموجه ما يريد منها ))... وفعلا تجد القصص العجيبة والغريبة والأسطورية في الموروث التاريخي وتحديداً الإسلامي لأن السلطات الحاكمة في ذلك الوقت كانت تسخر الإعلام لصالحها أو من عمل مع تلك السلطات من بطانات فعل ذلك الفعل وهذا ما نجده واضحاً في الفكر والمنهج التيمية الذي آثر بمعتقدات الناس وبدينهم, بحيث وصل بهم الأمر أن يؤمنوا بتجسيم الرب وتعدد صوره بحسب حال الرائي وكذلك الإيمان بأمور أسطورية خرافية كمسطحية الأرض وثبوتها ودوران الشمس حولها !! هذا من جانب أما من جانب آخر فقد عمد إعلام هؤلاء الموجه إلى إذكاء الفتن الطائفية والتي ما زال تأثيرها مستمر إلى يومنا. فبسبب ما كتبه الإعلام التيمي من معلومات مزيفة ومدلسة ومغلوطة وجدت الفتنة بين جميع طوائف ومذاهب الإسلام, حيث وجه الإعلام التيمي إلى تكفير كل الفرق الإسلامية وإستباحة المال والدم والعرض وكان ولا زال موجها بشكل خاص ضد الشيعة ومذهب التشيع ولعل نجد ذلك واضحاً في قضية سقوط بغداد بيد المغول حيث عمد الإعلام السلطوي التيمية إلى عصب كل أسباب السقوط برأس الشيعة لأن وزير الخليفة في ذلك الوقت كان من الشيعة !! فصار الشيعة في فوهة المدفع الطائفي التيمي الداعشي, فوجه الإعلام التيمي ضد الشيعة وكذلك وكذلك عمل لصالح المنهج التيمي وسلاطينهم وعمل على إخفاء أسباب سقوط بغداد الحقيقية التي منها انشغال الخليفة بملذات الدنيا وحل الجيش وعدم تقديمه الدعم للخطوط الصد الإسلامية الأمامية ضد المغول وكذلك خيانة المماليك والسلاطين الأيوبيين وعدم توجه دعمهم للخلافة العباسية, فما كتبه الإعلام التيمي آثر بالعقائد والدين وكذلك عمل على إشعال الفتن الطائفية بين المسلمين على مر الأزمان وإلى يومنا هذا.