ساعة الذروة الجزء الثالث ( Rush Hour 3 ) و هو فيلم حركة هوليودي تم إنتاجه في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية سنة 2007 من بطولة الممثل جاكي تشان والممثل كريس تاكر, تدور أحداث هذا الفيلم عن قيام مافيا شرقية بكتابة أسماء أبرز قادتها على رأس فتاة من خلال الوشم عليه وهي صلعاء, فما أن يموت القائد أو الزعيم لتلك المافيا, يتم تسليم الفتاة لمجلس المافيا الأعلى لقراءة الأسماء ومعرفة من هو الشخص الحاكم التالي وبعد ذلك يقطعون رأسها تلك الفتاة, ثم تتم كتابة أسماء أخرى على رأس فتاة أخرى وهكذا, ولمن يريد أن يعرف المزيد يشاهد هذا الفيلم. حقيقة ما جعلني اذكر هذا الفيلم – طبعاً هو ليس من باب الدعاية له – لكن هذه الأمور الأسطورية الخرافية الهوليودية دائماً ما نستهجنها ونكون على يقين بأنها قصة لا تحدث إلا في هوليود وعالم الأساطير والخرافات وبعض الأحيان نكون منبهرين بكاتب مثل هكذا قصص وأحداث ونقول كيف استطاع أن يأتي بهكذا فكرة غريبة لم تخطر على بال أحد من قبل, لكن شيئاً فشيئاً تتضح القضية من خلال معرفة عن كاتب هذه القصة كان قد إطلع على قضية أو حدث أو واقعة مذكورة في التاريخ وعلى ضوئها قد كتب قصة هذا الفيلم أو ذاك مع إحداث بعض التغييرات لكي تتلائم وأحداث الفيلم مع الوقت الحاضر. ويبدو إن كاتب قصة وسيناريو فيلم " ساعة الذروة الجزء الثالث " قد أطلع على كتب أئمة التيمية وخصوصاً تلك التي تتحدث عن سقوط بغداد بيد التتر, بالتحديد يبدو إنه إطلع على ما كتبه ابن تغري بردي في كتاب ( النجوم الزاهرة 7 / 47 ) حيث يقول فيه ((وحكيَ أنّه – أي ابن العلقمي وزير الخليفة - لمّا كان يكاتب التتار تحيل مرة إلى أن أخذ رجلًا وحلق رأسه حلقًا بليغًا وكتب ما أراد عليه بوخز الأِبَر كما يفعل بالوشم ونفض عليه الكُحْل وتركه عنده إلى أن طلع شعره وغطّى ما كتب، فجهَّزه وقال إذا وصلتَ مُرهم بحلق رأسك ودعهم يقرؤون ما فيه، وكان في آخر الكلام {قطّعوا الورقة}، فضربتْ رقبته، وهذا غاية في المكر والخزي والله أعلم )) !!!. فما ذكره ابن تغري بردي من أحداث تشابه إلى حد ما أحداث الفيلم الهوليودي " ساعة الذروة /3 " بل لا نستغرب بأن كاتب القصة والسيناريو من أن يكن قد إطلع على هذا الكتاب, وهنا من المناسب جداً أن نذكر ما علق به المرجع الصرخي على هذا المورد من كتاب ابن تغري بردي في المحاضرة الحادية والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري " حيث قال ... {{... خزعبلات تيمية روزخونيّة، واسألوا الصفدي وابن تيمية عن حجم رأس ذاك الرجل، وهل هو بقدر حجم رأس الرب الشاب الأمرد أو الرب القرد أو الرب الثَوْر أو غيره مِن رؤوس أرباب التيمية؟!! وهل استوعبتِ الرسالة وكلماتها كلّ الخطط العسكريّة ونقاط الضعف والقوة في جيش الخلافة وحكومة بغداد؟!! وهل كانت الرسالة متضمِّنة لخرائط ومخطَّطات؟!! وهل فيها صور عن القطعات العسكريّة والدوائر الأمنيّة والإحداثيّات الدقيقة كي يتم قصفها مِن قبل طيران هولاكو؟!! وهل تضمَّنتِ الرسالة صور الأرباب التيمية المليونيّة والملياريّة كي يتمكَّن هولاكو مِن استهدافها وقصفها جميعًا كي لا يبقى لأربابهم باقية فتكون فرحة ابن العلقمي فوق الوصف والتصور؟!! التفتْ جيّدًا واحذر جدًّا مِن منهجهم المعتاد حيث يكذب أشرّهم الكذبة ثم يأتي غيره أو مَن بعده فيأخذها مِن المسلّمات ويضيف عليها خرافة جديدة، فيأتي مَن بعده فيأخذ ذلك مِن المسلّمات ويضيف إليه أكذوبة خرافيّة جديدة، وهكذا إلى يوم ظهور الدجال، فتكون نهايته ونهايتهم على يدي المنتظر المهدي الخليفة الإمام الثاني عشر وكما وعدنا بهذا الرسول الصادق الأمين (صلى الله عليه وآله وسلّم) ...}}. وهذا ليس بجديد على هذا الخط وهذا المنهج التيمية التكفيري الأسطوري, حيث تجد كل ما هو أسطوري وخرافي في فكرهم وعقيدتهم الخرافية, فمن يكون عنده الرب يكون على هيئة وشكل شاب أمرد جعد قطط وله ملايين الصور والأشكال ومن تكن عنده الأرض مسطحة وثابتة والشمس تدور كيف لا يمكن أن يجعل من رأس البشر خارطة ولوحة تعليمات لإجتياح دولة كبيرة ؟؟!! فمن يصدق بقضية الشاب الأمرد ومسطحية الأرض هل يُنكر أ يستهجن كتابة تعليمات على رأس إنسان ؟؟!! هذه هي العقول التيمية وهذه أساطيرهم التي من أجلها يكفرون الناس ويستبيحون دمائهم وأموالهم وأعراضهم ومقدساتهم.