المحقق الصرخي .. أئمة الدواعش تحت تأثير الحشيشة و المخدرات و بغداد تسقط بيد الغزاة
الأربعاء , 17 مايو , 2017
المحقق الصرخي .. أئمة الدواعش تحت تأثير الحشيشة و المخدرات و بغداد تسقط بيد الغزاة قال الذهبي في تاريخ الاسلام (ج48ص33-35) ما نصه : ( و تأهبوا لقصد بغداد – أي المغول – و كاتبوا صاحب الموصل لؤلؤ في تهيئة الإقامات و السلاح فأخذ يُكاتب الخليفة سراً و يهيئ لهم الآلات و الإقامات و كان الوزير – أي ابن العلقمي – هو الكل و كان لا يُوصل مكاتبات صاحب الموصل ولا غيره إلى الخليفة و إنْ وصلت سراً إلى الخليفة أطلع عليها ابن العلقمي و ردَّ الامر إليه ) في قراءة موضوعية بعيدة عن التعصب و التخندق المذهبي نجد في كلام المؤرخ الذهبي عدة نقاط نطرحها على طاولة النقاش للوقوف على حقيقتها ، فمن المعروف أن أي بلاد تتعرض لأي خطر يهدد أمنها و كيانها فإن كل القيادات العسكرية تدخل في حالة الانذار القصوى بدءاً من القائد العام للقوات المسلحة حتى الجند و العسكر فتطرح العديد من الخطط العسكرية الناجعة و تتخذ جميع التدابير اللازمة بغية مواجهة الخطر القادم من خلف الحدود وهذا ما يتطلب تكاتف جهود الجميع السياسية منها و السيادية وفي مقدمتها القيادات الامنية و العسكرية ذات الخبرة الواسعة و الاكثر الماماً بخفايا الحرب و فنونها و الكفيلة بإخراج البلاد مما يتهددها أما الوزير المدني الغير ملم بأمور الحرب و مستلزماتها فلا يُستمع لرأيه و لما يقول لو اعاده مراراً و تكراراً لان اهل مكة أدرى بشعابها وهذا ما يناقض ما ذهب إليه الذهبي بأن ابن العلقمي – و ليس دفاعاً عنه – هو مَنْ يقف وراء سقوط بغداد لخيانته العظمى مع الاعداء حينما كان – وكما يدعي المؤرخ – يحجب مكاتبات لؤلؤ للخليفة في حين أن الذهبي لم يذكر جريمة لؤلؤ وما قدمه من تسهيلات جمة لجيوش هولاكو وهذا أيضاً يكشف حقيقة ما يقوله الذهبي فحدث العاقل بما لا يُعقل فإن صدق فلا عقل له ، ثم أين كان الخليفة و عسكره عندما احتلت جيوش التتار بغداد ولمدة ( 40) عاماً إلى أن وقفت على ابواب قصر الخليفة وهو منشغل بمجالس الرقص و الغناء و الطرب و اللعب بالجواري و ليالي الانس الحمراء فهل ابن العلقمي مَنْ غرر بالخليفة بعدم المبالاة لما يجري على ابواب قصره و إدامة تلك المجالس الفاحشة ؟ مالكم كيف تحكمون يا أئمة الدواعش ؟ فلا يوجد تفسير واضح لما شهدته بغداد من احداث مأساوية و جرائم بشعة ذهب ضحيتها الابرياء و المساكين و الفقراء بين قتيل و منتهك العرض و المال وبين مشرد و مستجير بالغرباء فأين يا ترى كان الخليفة و ملوكه و أعيان دولته و أئمته المارقة ؟ فلا مبرر لذلك إلا بالقول أنهم كانوا تحت تأثير الحشيشة و المخدرات و همهم ينصب في ليالي الانس الحمراء وكما وصفهم المحقق الصرخي الحسني بقوله : (( خرافات ألف ليلة و ليلة فمنذ أكثر من اربعين سنة و خطر المغول و غزوهم للبلاد الاسلامية مستمر وقد نعى ابن الاثير الاسلام و المسلمين منذ ذاك التاريخ ، لا يوجد تفسير لذلك إلا إذا قلنا بأن الخليفة و الخلافة و الامراء و القادة و العسكر و الشعب كلهه كان في سكر شديد و تحت تأثير الحشيشة و المخدرات و لكلِّ الاوقات و لسنين طِوال لا يعلمون بما حصل و يدور حولهم وفيما بينهم )) مقتبس من المحاضرة ( 42) من بحث وقفات مع توحيد التيمي الجسمي الاسطوري في 12/5/2017 فحينما ينتهج الكُتاب و المؤرخون اسلوب التدليس و خلط الاوراق فهل غاب عن أولئك المدلسة أن التاريخ لا يُغادر صغيرة و لا كبيرة إلا احصاها ؟ فالتاريخ لا يجامل على الحق و لا يخضع للميول المذهبية أو أهواء الطائفية