التصدي الفكري استراتيجية ناجعة لتجفيف منابع الإرهاب
السبت , 20 مايو , 2017
التصدي الفكري استراتيجية ناجعة لتجفيف منابع الإرهاب محمد الدراجي كثيرة هي الأطروحات والاستراتيجيات التي طرحت بغية القضاء على الإرهاب الذي أصبح يهدد الامن والسلم العالمي سواء كانت هذه الاستراتيجيات تقدم كمشاريع من الدول الكبرى وأجهزة مخابراتها أو تطرح في مواقع النت والإعلام كبرامج متلفزة أو دراسات مقدمة من متخصصين في مراكز البحوث المعنية بدراسة شؤون الجماعات المتطرفة ، وللأسف الشديد نلاحظ أغلبها ركزت على الحلول العسكرية في مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية من دون الالتفات لدراسة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى نشوء وظهور هذه الجماعات ، ومن ثم وضع العلاج المناسب للخلاص منها ، ولا شك أن هذه الطروحات أهملت قضية التصدي الفكري لمنابع الفكر المتشدد وأئمته المارقة أبتداءً من أحمد ابن تيمية الذي عاش قبل سبعة قرون ( 661- 728م) ومروراً بمحمد بن عبد الوهاب الذي أحيى هذا الفكر بعد ستة قرون حيث اتخذت القاعدة وداعش من هؤلاء مراجع لتبرير تشددهم المكفر لكل من يخالف عقائدهم المجسمة لله تعالى وأساطيرهم المنحرفة فهم من نشر الفكر المتطرف الإرهابي في كل مكان فقد كفروا المسلمين فضلاً عن غيرهم من المسيح والصابئة واليزيديين واستحلوا دمائهم وحرماتهم لأبسط الأسباب ولمجرد الاختلاف علي أبسط المسائل , لقد ابتليت الأمة الإسلامية بالفكر التيمي القاتل الذي جعل من النصوص الدينية عبوات ناسفة قاتلة تخرب المدن وتنتهك الاعراض وتشرّد الملايين من كل الطوائف والملل والنحل ، ولخطورة هذا الفكر المنحرف وامتداده التاريخي وعلاقته بالواقع المعاصر على المسلمين وتهجيرهم إلى بلدان الغرب بسبب التكفيريين الدواعش وأئمتهم ممن رسخوا منهج الإرهاب و إباحة الدماء والأموال تصدى المرجع العراقي الصرخي للرد العلمي على اساطير التيمية المجسمة حيث ناقش اهم مصادرهم ليكشف زيفهم من خلال ما كتبه أئمتهم ، فتناول سماحته ماكتبه ابن تيمية في كتاب بيان تلبيس الجهمية وما كتبه ابن الاثير في الكامل ، وما كتبه ابن كثير في البداية والنهاية ، وغيره من مصادر التيمية . المتابع لهذه التصدي والنقاش الفكري يدرك جيداً ان الصرخي استطاع بكل قوة وإقتدار اثبات زيف ونفاق المارقة التيمية وعدم ايمانهم بالله الواحد الاحد وانهم لايعرفون غير ربهم الشاب الامرد ، وانهم لا يعرفون غير لغة القهر والسيف والدماء والقتل ، فاستدل على قبح وفساد أئمتهم ابتداءً من يزيد شارب الخمور وخلفاء بني امية مرورا بالدولة الايوبية والزنكية ودولة المماليك وأنتهاءً بدخول المغول الى بغداد وسقوط الدولة العباسية ، حيث بين في المحاضرة الثامنة والثلاثين من بحث " وقفات مع .... توحيد التيمية الجسمي الإسطوري" أن فتاوى أئمة التكفير التيمية تُشَرْعِن الجاهليّة المُقَنَّنة ، وأن الخطاب التيمي والمنهج الاقصائيّ الداعشيّ التيميّ المكفِّر هو تشريع للجاهليّة المُقَنَّنة بفتوى أئمة التكفير وسفك الدماء ، وأن الحكم لدى التيمية بُنيّ على السلطة والمال والنساء والغلمان فقال (دام ظله ) في هذا المورد : ( سُلطة ومال ونساء وغِلمان!!! وفوقها أمير مؤمنين وولي أمر، وحسناته أكثر مِن سيِّئاتِه، وحسانتُه تمحو سيئاتِه، ثمّ الجنّة ورضا الله، دنيا وآخرة ! فلماذا لا يتصارع مِن أجلها الطغاة، فتُقطع الرقاب، وتُسفك الدماء، وتُسبى العباد، وتسود شريعة الغاب على نهج عَبَدة الشاب الأمرد) ؟!! . ولا شك أن هذه الاستراتيجية في التصدّي للفكر المتطرف والتي تبناها المرجع الصرخي استطاعت فضح عقيدة التيمية فكانت ولازالت بمثابة المطرقة الحديدية التي دكت ولازالت تدك جذور الإرهاب مما جعلت الكثير ممن التحق بالارهاب جهلاً او ممن يدافع عنه ويدعمه يراجع نفسه وهذه تعتبر المعركة الحقيقية للقضاء على جذور ومنابع الارهاب الداعشي المدمر وإنهائه الى الابد. للاطلاع على حقائق تاريخية أكثر نرفق لكم الرابط التالي : المحاضرة الثامنة والثلاثون من بحث (وَقَفاتٌ مع.... تَوْحيدِ التَيْمِيّةِ الجِسْمي الأسطوري )