يحتج الدواعش التيمية على باقي الطوائف الإسلامية ويكفرونها بوجه خاص على ما موجود في الموروث الإسلامي الذي خطته أيادي المنهج التيمي بحيث جعلوا كل ما صدر من أئمتهم من فكر ورأي وإعتقاد هو غاية المراد وهو الطريق الوحيد المنجي !! وكل من يخالف منهجهم فهو أما مرتد أو كافر مباح الدم والمال والعرض, أما ما موجود في باقي الكتب الإسلامية التي تنقل السيرة والأحداث والوقائع فلا يأخذون منها إلا ما يتناسب مع فكرهم ومنهجهم وسلوكهم الإجرامي التكفيري, ولهذا تجدهم قد ضعفوا وكذبوا وحذفوا ودلسوا العديد من الأحاديث وغيرها.
ومع ذلك كله نجد أن التيمية الدواعش التكفيريون جعلوا واحدة من ضوابط التكفير لباقي الفرق الإسلامية هي ضابطة موالاة الصليبيين والركون لهم, فعندهم كل من تعاون مع الفرنج والصليب هو بمثابة الكافر مباح الدم, وراحت هذه الضابطة تطبق على المسلمين كقانون عام فصار التكفير والقتل على أبسط الأمور, وليت المسلمين فعلاً قد والوا الفرنج وإنما هي من موضوعات التيمية, حيث أخذوا يضعون الروايات والأكاذيب وينسبونها لباقي المسلمين, هذا من جانب ومن جانب آخر نجد أن من والى الفرنج وقاتل تحت رايتهم هم أئمة التيمية ورموزهم ومع ذلك يرمون خيانتهم وتعاملهم مع الغزاة المحتلين على المسلمين ويكفرونهم!!...
وهذا التأريخ ينقل لنا تلك الحقائق حيث يقول الذهبي – وهو من أئمة التيمة - في كتابه " سير أعلام النبلاء " الجزء 16/ ص379ـ 385 (( [المستعصم بالله]: وَفِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِيْنَ وستِّمائة (642هـ) كَانَ حِصَارُ الخُوَارِزْمِيَّةِ عَلَى دِمَشْقَ فِي خدمَةِ صَاحِب مِصْر، وَاشتدَّ القَحْط بِدِمَشْقَ ثُمَّ التَقَى الشَّامِيُّوْنَ وَمَعَهُم عَسْكَر مِنَ الفِرَنْج وَالمِصْرِيين وَمَعَهُمُ الخُوَارِزْمِيَّةُ بَيْنَ عَسْقَلاَنَ وَغَزَّةَ، وَاندكَّ صَاحِب حِمْص، وَنُهِبَتْ خَزَائِنُه وَبَكَى، وَقَالَ: قَدْ علمتُ بِأَنَّا لاَ نُفلح لَمَّا سِرْنَا تَحْتَ الصُّلبَانِ، وَاشتدَّ الحصَارُ عَلَى دِمَشْق))
وهنا نعلق بما علق به المرجع الصرخي الحسني على هذا المورد في المحاضرة الرابعة والأربعين من بحث ( وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ) حيث قال ((تعليق: سلاطين الدولة الصلاحيَّة القدسيَّة المسلمون يتحالفون مع الفرنج ضدّ المسلمين الخوارزميين المتحالفين مع المصريين!!! وتحالف الخوارزميّون مع سلاطين الدولة الصلاحيّة في مصر ضدَّ سلاطين الدولة الصلاحيّة في دمشق، فيقع القتال وتُزهق الأرواح وتُسلب وتُنهب العباد والبلاد!!! أين ابن العلقمي يا ابن تيمية؟!! وما رأيكم يا أئمة المارقة بهذه العمالة والخيانة الصلاحيّة للإسلام والمسلمين، هؤلاء يُقاتلون تحت راية الصليب الفرنجي، وأولئك يُقاتلون تحتَ راية الوثن المغولي؟!! فأيّ صليب تتحدَّثون عن كسرِه يا مارقة يا دواعش يا أبناء تيمية، بينما أئمتكم في الدولة القدسيّة يسيرون ويقاتلون تحت راية الصليب وآخرون منهم يقاتلون تحت راية الوثن التَّتاري المغولي؟)).
والمضحك بالأمر تجد أن الدواعش وأئمتهم دائماً ما يهددون ويتوعدون بتحطيم الصلبان وكسرها وتكفير من يسير خلفها من المسلمين ومع ذلك وكما يذكر رموزهم في كتبهم بأن أئمة الدواعش التيمية قد ساروا تحت رايات الصليب وتحالفوا مع الفرنج لقتل المسلمين كما ذكر الذهبي وابن الأثير في كتاب " الكامل في التأريخ " وغيرها من الكتب التي خطها شيوخ التيمية وليس غيرهم, وهذا ما يجعلنا نسأل : يا دواعش ... أي صلبان تكسرونها وأئمتكم يقاتلون تحت رايتها ؟!.
https://youtu.be/WVD94nWooLA بقلم نوار الربيعي