في كل حقبة من التأريخ تبرز احداث تاريخية تكون شاغلة لعصرها لما لها وقع في نفوس الناس . فنسلط الضوء هنا على حقبة سيطرة التتار على الدولة العباسية وظهور شخصيات لها دور تسهيل مهمة التتار للسيطرة على بغداد وسقوط الدولة العباسية وخير مثال (بدر الدين لؤلؤ ) يقول ابن كثيرفي بعض ما قاله ففي البداية والنهاية ج13 في ذلك : {{[الْبَدْرُ لُؤْلُؤٌ صَاحِبُ الْمَوْصِلِ]:
1ـ الْمُلَقَّبُ بِالْمَلِكِ الرَّحِيمِ، توفي في شعبان عَنْ مِائَةِ سَنَةٍ وَقَدْ مَلَكَ الْمَوْصِلَ نَحْوًا مِنْ خَمْسِينَ سَنَةً،
2ـ وَكَانَ ذَا عَقْلٍ وَدَهَاءٍ وَمَكْرٍ، لَمْ يَزَلْ يَعْمَلُ عَلَى أَوْلَادِ أُسْتَاذِهِ حتى أبادهم، وأزال الدولة الأتابكية عن الموصل،
3ـ ولما انفصل هولاكو خان عَنْ بَغْدَادَ سَارَ إلى خدمته طاعة لَهُ، وَمَعَهُ الْهَدَايَا وَالتُّحَفُ، فَأَكْرَمَهُ وَاحْتَرَمَهُ، وَرَجَعَ مِنْ عِنْدِهِ فَمَكَثَ بِالْمَوْصِلِ أَيَّامًا يَسِيرَةً، ثُمَّ مَاتَ وَدُفِنَ بِمَدْرَسَتِهِ الْبَدْرِيَّةِ،
4ـ وَتَأَسَّفَ النَّاسُ عَلَيْهِ لِحُسْنِ سِيرَتِهِ وَجَوْدَةِ مَعْدِلَتِهِ،
.
وفي هذا المقام وجدنا خير من تناول الاحداث التارخية بالتحليل والتحقيق وابراز الحقائق التاريخية الناصعة ,بعدما لوثتها التيمية والدواعش التكفيريين .فكان المحقق الصرخي مثال للتحقيق والحيادية والمرشد لكل باحث منصف .حيث جاء ذلك في بعض تعليقاتة ضمن بحثة الموسوم :(وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري) حيث قال:
((المورد15: في كلّ مئة عام أو كلّ عشرة أعوام أو في كلّ عام لا بُدّ من مدلّس، يتلاعب بالفاظ الأحاديث والروايات والكتب والمخطوطات، ويغيّر في معانيها ويأتي بمعاني وتفسيرات جديدة ما أنزل الله بها من سلطان، من أجل دفع ما ثبت عليهم مِن وهْن وكذب وبطلان، فيكون هذا المدلّس الجديد مرجعًا جديدًا ومصدرًا لأكاذيبهم وافتراءاتهم المتجدِّدة على طول الزمان، فمثلًا بعد أن كَثُرَ الكلام عن لؤلؤ واحتجّ الكثير بلؤلؤ وبعد أن انكشفت وأُشيعت مواقف لؤلؤ اضطرّ منهج التيمية للتدليس، فَوَجَدَ أنْ لا خلاص من خزي وعار لؤلؤ إلّا بأن يَدّعي أنّ لؤلؤا شيعِيّ رافضي!!! ففعلها ابن كثير ففتح فتحا تدليسيا مبينا، لم يذكر أهمّ حدث وأخطرَه وأفظَعَه قام به لؤلؤ، فتحدّث عن عمره وعن شكله وجماله وتحدث عن غير ذلك، لكنّه لم يذكر خيانة لؤلؤ ودورَهُ في سقوط بغداد والخلافة من خلال الدعم العسكري وتأمين مؤونة عساكر التتار من مأكل ومشرب ومسكن وتأمين الطريق وإمدادهم بالعساكر، فهل نسي هذا؟!
ـ ـ بالتأكيد لا يمكن أن ينساه فهو قد أشار إليه في مورد آخر في كتابه، لكنه المكر والخبث ومهارة التدليس وبراعة التدليس، فيريد أن يجعل المتلقي يفهم أن قضية تشيّع لؤلؤ طبيعية واقعية يُرجَع إليها عند الحاجة إليها،
ـ إنّه يعلم ويتيقّن أن طرحه فرية تشيّع لؤلؤ لكي يدفع ما سُجِّل على منهجهم التكفيري الفاسد وتدلسيهم في اتهام ابن العلقمي بالخيانة وتحميله السبب الرئيس في سقوط بغداد وإنهاء الخلافة وما رافَقَها وتبعَها من أهوال، فيأتي الإشكال والاحتجاج عليه بخيانة لؤلؤ التيمي المارق غير الشيعي!! فأتى باكذوبة تشيع لؤلؤ لدفع ذلك!!
ـ وإذا ثبتت خيانة لؤلؤ على كلّ حال، فإنّه جعل طريقًا باطلًا للتخلص من التناقض والاضطراب الفكري عنده وأئمته فيسلك طريق الكذب والافتراء الجديد بتشيّع لؤلؤ، فتبقى الخيانة شيعية تدور حول ابن العلقمي فيظنّ واهما أنّه قد سدّ كلّ أبواب النقد والاعتراض والتسفيه التي تُسجّل على أكاذيبه؟!!))
www.youtube.com
youtube.com