المحقق الصرخي ..أئمة التكفيريين انشغلوا بجمع المال و تركوا حماية المسلمين و بلدانهم
الأربعاء , 24 مايو , 2017
المحقق الصرخي ..أئمة التكفيريين انشغلوا بجمع المال و تركوا حماية المسلمين و بلدانهم المال وسيلة لكسب لقمة العيش وليس للإحتكار فالسماء قد توعدت مَنْ يكنزه ولا ينفقه في سبيلها فإنه سيلقى عذاباً أليماً فقالت ( و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم ) فالخطاب الالهي يحثُّ الناس على إشاعة مبدأ التكافل الاجتماعي بين العباد فالغني يعطي من امواله للفقراء و المحتاجين ، و الحكام و القادة السياسيين اولى بهم بأن يكونوا الانموذج الاول في نشر قيم هذا المبدأ المهم فهي تتربع على خزائن البلاد ذات المردودات المالية الوفيرة ، و طبقاً للحديث النبوي الشريف القائل ( كلكم راعٍ و كلكم مسؤولٍ عن رعيته ) فأين الخليفة العباسي الذي ملك العراق و تلاعب بمقدراته المالية و غير المالية و التي اهدرها على بناء القصور الفارهة و عمارتها أيما عمارة فانفق عليها الاموال الطائلة فيما تعيش معظم المسلمين في مستويات متدنية دون مستوى خط الفقر و حاكم المسلمين العباسي يكنز الاموال في قصوره ظناً منه أنها ستخلده مدى الدهر ، أليس من واجب الخليفة أن ينفق اموال الشعب على الشعب ؟ فالمال ليس حكراً على الخليفة و اهله و حاشيته ، و ليس مخصصاً لإقامة مجالس الرقص و الغناء و ليالي الأُنس الحمراء ، أما الشعب فليذهب إلى الجحيم المهم الخليفة يعيش حياة مترفة و ينعم بأجواء رومانسية مثالية بينما الشعب يأكل من الحاويات المتخمة بالفضلات ، شعب جائع و حاكم شبعان فأي عدالة و أي انصاف هذه يدعيها أئمة التكفير فيبررون فساد خليفتهم فهاهو هولاكو يحتل بغداد بين ليلة و ضحاها لماذا ؟ لان المستعصم الخليفة العباسي سرح اعداداً هائلة من الجند كي لا يدفع لهم الرواتب حتى يكنزها في خزائنه مما دفع بالطاغية هولاكو بإحضار المستعصم بين يديه و التحاور معه ليطلعه على خزائن قصر خلافته ومن ثم الاستيلاء على ما فيها من اموال و نفائس وكما اورده الذهبي في سير اعلام النبلاء ج16ص379-385 فيقول الذهبي : ( و بعث هولاكو رسولاً إلى الناصر و كتابه خدمة ملك ناصر طال عمره إنا فتحنا بغداد و استأصلنا مَلِكها و مُلكها وكان ظن إذ ظن بالأموال ولم يُنافس في الرجال أن ملكه يبقى على ذلك الحال ) العجب كل العجب من خليفة يكنز الاموال و يملأ بها خزائن قصوره ولا ينفقها على فقراء و أيتام و ارامل و محتاجين شعبه فهل هذا مما دعا إليه رسولنا الكريم ؟ وهل كان الخلفاء الراشدين ينعمون بحياة مترفة و مثالية مثلما كان عليه الخليفة العباسي في بغداد ؟ لنقرأ التاريخ بكل مهنية و مصداقية و نحكم بالحق فنرفض منهج الدواعش التكفيري و ننصف الشرائح المضطهدة و المظلومة التي اصبحت وقود حروب لا طائل منها حدثت طمعاً بالمال ليس إلا وكما كشف المرجع الصرخي حينما علق قالاً : ( أقول هولاكو هنا اعطانا سبب سقوط الخلافة العباسية يقول : الخليفة جمع الاموال و اعتز بها و كدسها ولم يهتم بالرجال فتوقع بامواله و اكتنازه للاموال سيبقى على ما هو عليه )) مقتبس من المحاضرة (44) لبحث وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الاسطوري في 19/5/2017 فيا أئمة التكفير و اذنابهم الدواعش هل فاتكم قراءة التاريخ و استخلاص العضة و العبر منه فهذا نبينا الكريم يقول ( ليس مني مَنْ بات شبعان و جاره جائع ) فكيف بخليفة المسلمين يكنز الاموال و شعبه فقير يتحسر على الدينار او الدرهم !.