شهداء المبدأ .... أبناء الحمزة الغربي أُنموذجاً
بقلم احمد السيد
في لحظات فرح وسرور وبهجة وأمل ودعوات في رحاب شهر الخير واطلالته المباركة شهر رمضان 1435 هــ في ليلته الثانية وتحديداً في كربلاء المقدسة – سيف سعد حيث مهوى قلوب المؤمنين وتوافدهم لزيارة مرجعهم الرسالي المعتدل السيد الأستاذ المحقق الصرخي والاستماع لمحاضراته العقائدية الاسبوعية والتي تزامنت مع شروعه وللاسبوع الثالث بمحاضرات حول المنهج التيمي وسط أجواء إيمانية ودعوات وتهليلات وتكبيرات وصلوات أحيا المحبين تلك الليلة بين قائم وقاعد وقاريء للقرآن وداعياً إلى الله وسط حصار بقوى عسكرية لاتعرف حرمة لله ولا لشهره المبارك وفي الصباح التالي يوم الأربعاء بدأت العمليات العسكرية والهجوم بشتى أنواع الأسلحة والمعدات مستهدفين مرجعاً وضيوفه العزل من السلاح لايملكون إلا القرآن وسلاح المنتظرين (كتاب أدعية ومناجيات) بهدف القضاء على الصوت المعتدل والرافض للطائفية والذي بينه من خلال محاضراته التي هدمت جميع أهداف التكفير والتطرف والطائفية مما أثار غضب جميع الأطراف المتنازعة التي اتخذت من التكفير والطائفية المسوغ الشرعي والقانوني لإسكات كل صوت رافض لأفكارهم وهذا ماحصل في كربلاء فما كان على الأتباع المحبين الصفوة الأخيار الأطهار إلا الوقوف كدروع بشرية أمام الدبابات والمدرعات والطائرات لحماية رمز الاعتدال والوسطية فأبوا إلا أن يدافعوا عن دينهم ومرجعهم ومبدأهم وأصالتهم فسقطوا أمام الدار مضرجين بدماء الشهادة هؤلاء ليسوا قادة عسكريين ولا تابعين لأجندات خارجية همهم الوطن والدين رفضوا التكفير التيمي ونادوا بالوسطية فسقطت كوكبة مباركة تصاعد نورها إلى السماء فكانت هناك حصة مباركة لمدينة العلم مدينة الحمزة الغربي التابعة لمحافظة بابل فكانت الحصة ثلاثة أقمار مباركة أغنياء عن التعريف عباد زاهدين كاخوانهم الشهداء الباقين طلقوا الدنيا وملذاتها تركوا العيال والمال والتحقوا بركب الشهداء إنهم الشهيد البطل باسم الزاملي من مواليد 1976 من عائلة معروفة بثقلها العشائري تربى في أكناف والديه وتعلم منهم أصول الدين ومحبة آل الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولديه أبناء يعكسون صورته بالأخلاق والتربية فقد علمهم منذ صغرهم على التضحية والالتزام بالتعاليم الإسلامية فعندما يأتي وقت الصلاة تجدهم قد توجهوا بقلوبهم وأجسادهم إلى محراب الصلاة وانقطعوا عن الدنيا إنهم أبا الحسن وأبا تراب الذي استلم نتيجته الآن ناجحاً وبتفوق في الدراسة الابتدائية وأبو ذر وكاظم والشهيد محمد خليل البو حية من مواليد 1991 من عائلة شريفة مكافحة لها مكانتها الاجتماعية ذاك البطل الصنديد المكافح الغيور الذي يأتي لزيارة مرجعه أثناء فترة استراحته حيث كان يعمل أعمالاً حرة في بغداد فتعلق قلبه بذلك المكان الرحماني وترك طفلتان وولد بعمر الورد فقد ورث التضحية من أهله أعمامه وأخواله منهم من قضى شهيداً على يد الأنظمة السابقة ومنهم من اعتقل فسار على طريقهم فكان محبوباً بين أهله وأقاربه وأصدقائه لم تفارقه الإبتسامة , نصل إلى شهيدنا الثالث ابن الحمزة عماد السلطاني من مواليد 1986 تربى يتيم الأب له أخوين وبنت اسمها زينب وابن لم يراه أبصر إلى الدنيا بعد استشهاده بأربعين يوماً اسمه منتظر عماد كان منتسباً للجيش العراقي قضى خدمته كلها في الخطوط الأمامية لم يترك واجبه للحظة كان دائماً يزور السيد الأستاذ المرجع الصرخي الحسني عند إجازته وأحياناً يقضي معضمها في كربلاء المقدسة فكان دائماً يردد عبارة قالها سيدنا المرجع الصرخي عندما شرع في بحث ابن تيمية كان يردد (إن متنا فنحن على خير وإن حيينا فنحن على خير, لايهمنا أتى داعشي أو سفياني أو مرواني نموت ونحن على هذا الاطمئنان ) فلم تشفع له خدمته العسكرية وأخذ غدراً وارتحل بقافلة الشهداء السعداء بجوار شهداء العراق والأمة الإسلامية , لكن القلوب والأذهان لا يمكنها نسيان هؤلاء الأبطال الأتقياء لما تركوه من مواقف وأقوال وأفعال تخلدت في ضمائر الأحرار فطبعت بذاكرتنا أشياء كثيرة تتحدث عن إيمانهم ومواقفهم وابتساماتهم وأفراحهم وأحزانهم لكن مايجبر القلوب ويصبرها هو الذكرى فعندما ننظر إلى منتظر تتلألأ صورة الشهيد عماد السلطاني واستذكر مواقفه وعندما أنظر إلى كريم الأخ الأصغر والشبيه للسيد الشهيد محمد البو حية أرى تلك الابتسامة واستذكر صدى الصوت ونبرة الكلام وعندما تلتقي بأحد أبناء الشهيد باسم تستذكر كيف كان يصحبهم معه عندما كانوا صغاراً ويعلمهم كيفية التعامل مع الضيوف ويشجعهم فتجد صور باسم الزاملي متجسدة في أبنائه واخوته لكن موقفاً أحزنني كثيراً عندما أخبرني أحد الاخوة أن أبا تراب قد نجح في الامتحان الوزاري وتزامناً مع الذكرى السنوية الأليمة لمجزرة كربلاء فلا أدري كيف أصنع أعزيه بفقد والده أو أهنيه بنجاحه وتفوقه أم أعزيه لأنه لم يستطع أن يُري شهادته لوالده ؟ لكن أقول لكل أبناء الشهداء جدوا واجتهدوا وسيروا على نهج آبائكم فهم يرونكم ويفرحون لفرحكم ولاتحزنوا فيحزنوا لأنهم أحياء عند ربهم يرزقون . وكيف لايحيون وقد كشفوا بدمائهم كل المجازر وفساد الفاسدين كما قال السيد الأستاذ المرجع والمحقق الصرخي الحسني أن مجزرة كربلاء كاشفة لكل الجرائم فالسلام عليكم أيها الشهداء السعداء وطوبى لكم وطوبى فهنيئاً لكم هذه المنزلة الرفيعة والمرتبة الجليلة فإنكم تستحقونها لأنكم المثال الأسمى لعنوان الإسلام الحقيقي نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمدكم برحمته الواسعة وأن يرزقنا شفاعتكم في الآخرة وأن ينتقم ممن أسس وشايع وبايع ورضي بذلك العمل الإجرامي بحقكم.
http://www3.0zz0.com/2017/05/29/00/227089749.jpg