أصبحت قضية ما يعرف بجهاد النكاح في وقتنا الحاضر أشهر من نار على علم, فقد عرف به الدواعش, حيث أخذوا يستقطبون النساء من كافة أنحاء المعمورة لغرض تحفيز عناصره على القتال, وقد بدأ هذا النوع بالظهور إلى العلن مع بدء الأزمة السورية, ويقال إن الفتوى الشرعية لهذا الجهاد مجهولة المصدر وقد تبرأ منها من نسبت له تلك الفتوى, ومع ذلك بقي هذا الجهاد مستمر, وقد اعترف به العديد من عناصر داعش ممن وقع بقبضة القوات الأمنية, بالإضافة إلى إعتراف النساء اللائي تم سبيهن على يد عناصر داعش الإرهابية, حيث يجبرون المرأة على الزواج بأكثر من رجل في نفس الوقت. قد يتصور بعضهم أن هذا الأمر – أي جهاد النكاح – أمر مستحدث في الفقه الداعشي, لكن هذا التصور غير صحيح إذ توجد له جذور تاريخية قديمة منذ أيام الغزو المغولي للدولة الإسلامية, ومنها أخذ أئمة وشيوخ المنهج التيمي مشروعيته هذا الجهاد, حيث يقول ابن الأثير في كتاب " الكامل في التاريخ " (وَأَمَّا دِيَانَتُهُمْ – أي المغول - فَإِنَّهُمْ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ عِنْدَ طُلُوعِهَا، وَلَا يُحَرِّمُونَ شَيْئًا، فَإِنَّهُمْ يَأْكُلُونَ جَمِيعَ الدَّوَابِّ، حَتَّى الْكِلَابَ، وَالْخَنَازِيرَ، وَغَيْرَهَا، وَلَا يَعْرِفُونَ نِكَاحًا بَلِ الْمَرْأَةُ يَأْتِيهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الرِّجَالِ، فَإِذَا جَاءَ الْوَلَدُ لَا يَعْرِفُ أَبَاهُ )... وهنا نذكر تعليق المرجع الصرخي الحسني على هذا المورد وذلك في المحاضرة الخامسة والأربعون من بحث " وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري حيث قال : (( تعليق: قال {وَلَا يَعْرِفُونَ نِكَاحًا بَلِ الْمَرْأَةُ يَأْتِيهَا غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ الرِّجَالِ، فَإِذَا جَاءَ الْوَلَدُ لَا يَعْرِفُ أَبَاهُ}، وهذه روزخونية أخذها ابن الأثير من أبناء تيمية وهذا الفعل نفس ما يسمى بنكاح الجهاد الذي اشتهر بفعله الدواعش المارقة في هذا الزمان فهل يا تُرى قد أخذوه عن أجدادهم التّتار؟! وسؤال لأبناء تيمية وشيخِهم: إذا كان المغول كما وصفهم ابن الأثير وهذه هي حقيقتهم، فبربِّكم الأمرد اخبرونا عن القواسم المشتركة التي جمعتم فيه دين هؤلاء والإسلام والمسيحية وجعلتموها في محور مُوَحَّد ضد الإسماعيلية والفاطمية والشيعة والروافض؟!!فهل يوجد أوضح من هذا التدليس والنفاق والزندقة وكما وصفكم الذهبي بالزندقة )).... ومن هنا نعرف إن جهاد النكاح الذي يمارسه الدواعش الآن مصدره المغول ومنهم أخذ الدواعش شرعيته, ومن يعترض على هذا القول فهنا نسأله عن سبب ائتلاف أئمة التيمية وسلاطين الدولة الأيوبية مع المغول ضد الإسماعلية والفاطمية ؟ حيث اتفق المغول وسلاطين الدولة الصلاحية على قتل وإبادة الشيعة والفاطمية والإسماعلية وإسقاط دولهم, ومن يتفق ويأتلف مع المغول الزنادقة ضد المسلمين هل يختلف عن هؤلاء الزنادقة بشيء ؟ بل سيكون كل فعله مبرر ومشرعن فكما شرعنوا تحالفهم ضد الشيعة الفاطمية فكذلك يبررون ويشرعنون لهم جهاد النكاح بعدما أخذوه منهم.