على مذبح الحرية ..سيرة عطرة من مجد الخلود
===============
الشهادة في سبيل المبدأ والوطن حياة لاتعرف الموت ؛خلود في جوهرها ؛ الحديث عن الشهادة والشهيد حديث عن الوطن ؛فلا شيء أغلى من الوطن ؛ ولاحياة تحلو للنسان اذا لم يكن تحت سقف الوطن ؛ نموت لكي يحيا الوطن ؛ هكذا تدلَّت أعناق الشهداء الأبرار فكانوا قبساً من نور أضاء دروب الأجيال فأعطوها درساً في حب الوطن، والأصرار على المنهج والمبدأ ؛ إنهم فتية آمنوا بربهم وزادهم هدى وصلاح ؛فآلت يد الغدر والخبث ان تحول دون ذلك لترسم صورة البشاعة والقسوة في حياة الانسانية لتقتطف رحيق الشباب والطفولة منهم ولتجّسد قيم النذالة والخيانة ..هكذا كان الثالث من رمضان من عام 2014 حيث ارتكبت أيدي الغدر أبشع جريمة بحق ثلة مؤمنة من مرجعية الصرخي الحسني جريمة ضد خيرة أبناء العراق الذين رفعوا لواء المجد والحرية متحدين الظلم والقهر وإرهاب المحتلين.. فالشهادة كانت ولا تزال السلاح الأكثر فاعلية في مواجهة كل أشكال العدوان والتآمر، فالشهداء بدمائهم يحبطون كل ما يخطط له أعداؤنا من مكائد ومؤامرات، وبقي التاريخ يذكر لشهداء الثالث من رمضان مآثرهم العظمى في افتداء حياة الأمة ومستقبلها بأرواحهم وبذلك يكونون قد اختاروا حياة الخلود السرمدي.
وبالرغم من مرور السنين ما زال الثالث من رمضان منارة وطنية وعشق مبدأي لأن أسمى مراتب البذل والعطاء في حياة الإنسان هي التضحية بالنفس من أجل المبدأ والوطن، ولهذا كان شهداؤنا على مرِّ الأزمان شعلة مضيئة لأنهم كتبوا بدمائهم الطاهرة أروع قصص البطولة والمجد دفاعاً عن ثرى وطنهم.. فالوطن لا يعلو عليه شيء، فكانت دماؤهم الزكية أسطراً من نور لأروع الملاحم التي نعتز بها جميعاً. إن تاريخ العراق عبارة عن سلسلة طويلة ومتلاحقة من قوافل الشهداء الذين افتدوا أرضها وقدموا أنفسهم وأرواحهم رخيصة على مذبح المبدأ و الحرية والاستقلال
ذكرى موائد رمضان لازالت تذرف الدموع على حضان أبنائها الذين فقدتهم وهم مازالوا بعمر الزهور مجتبى الصغير الذي بدمه مثّل بطولة الطفولة المفقودة ليكشف للعالم مدى بشاعة الأجرام والحقد ولتشكو للناس جرح الوطن وابنائه ؛عيد الشهداء هذا العام يمرُّ أيضاً على العراق وهو ما زال يتعرض لأكبر مؤامرة كونية من قبل الدول الاستعمارية للنيل من أمنها واستقرارها فكانت قوافل الشهداء التي روت تراب وطننا في مواجهة عصابات الغدر والحقد والخيانة عصابات الإجرام، هذه الدماء الطاهرة أعطت للوطن قوة ومنعة وأزهرت مزيداً من الإرادة والعزيمة والإصرار.. لقد استعذب أبناء مرجعية الصرخي الحسني الموت لتحيا أمتهم وقدموا التضحيات الكبيرة من أجل الانعتاق من العبودية والذل والاحتلال الداخلي والخارجي لتنعم الأجيال اللاحقة بحياة عزيزة كريمة،
استعذبوا الموت طلباً للشهادة مفخرة المفاخر 00لهذا أخذت الشهادة مكانها المتميز في خطب وكلمات وأقوال المرجع الرسالي الصرخي الحسني حين نعى تلك الثلة الطاهرة قائلاً (السيد الصرخي الحسني (دام ظله) يـوضـح لنا أن شهداء المبدأ والعقيدة والاصالة قد صدقوا الوعد وكانوا زيناً لآل النبي المصطفى محمد "صلى الله عليه وآله"
قال سماحته :-
(( فطوبى لكم وطوبى يا أبنائي وأعزائي وأحبابي وأصدقائي ورفاقي وأهلي وعشيرتي ووجودي وكياني، يا من صدّقتم الوعد فكنتم زينا لآل النبي المصطفى، يا من يقول الشرفاء والأحرار فيكم رحمكم الله ورحم الله جعفر الصادق (عليه السلام) فقد أدب شيعته فأحسن تربيتهم، وسلامي وسلام الأخيار وكل العراقيين الأصلاء الشرفاء من النساء والرجال من كل الاعراق والقوميات والملل والنحل والطوائف والأديان سلام متواصل معطر منا جميعا لكم ولأرواحكم الطاهرة ))
ومهما تعددت أشكال الاستعمار وألوانه وأساليبه سيبقى صون المبدأ والحرية مدوياً، وستبقى أرواح شهدائنا أنشودة نتغنى بها على الدوام.. وسنبقى مدينين للشهداء الذين استشهدوا من أجلنا، من أجل أن نعيش بكرامة، وسننحني إجلالاً وإكباراً لأرواحهم الطاهرة على الدوام.. والنصر لعراق الأحرار
ــــــ
هيام الكناني