بعث الله تعالى نبيه الخاتم صلى الله عليه واله بشيراً ونذيراً وسراجاً منيراً لإنقاذ الانسانية من عادات وتقاليد جاهلية اتسمت بالوحشية والانتقام والصراع الدنيوي التسلطي والفساد الروحي والمجتمعي وعبودية الذات والأصنام وثقل الأغلال , ولكي يحول الإنسان الى كتلة من العطاء بتجاوز الذات والتحول الى المحيط العامل والتكافل الاجتماعي وحب الخير للآخرين , والنص القرآني واضح وجلي من ملاك بعثة النبي (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) وبين الله تعالى في كتابه الكريم كما بين رسوله الكريم صلى الله عليه واله الأسس والضوابط والقوانين التي يجب على الإنسان أن يسلكها في مسيرة حياته لضمان الرفاه والسعادة الدنيوية والثواب الأخروي قوله تعالى( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ ...) وأعطى الصفات للفائزين ومنهم أصحاب اليمين وعملهم في الدنيا الذي استحقوا عليه الرضا والتكريم الالهي (وكانوا من الذين تواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة ) وقول الرسول الكريم صلى الله عليه واله (إنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمْ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ قَالُوا: وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: وَلَا أَنَا إلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَةِ مِنْهُ وَفَضْلٍ ..فقال رجل أريد أن يرحمني ربي؟ فقال رسول الله أرحم نفسك وأرحم خلق الله يرحمك الله ) وعبارة خلق الله عامة شاملة للمسلم وغير المسلم الكافر أو المسيحي او الصابئي وغيرهم , وقول الوصي امير المؤمنين عليه السلام في وصيته بالرعية (الناس صنفان...إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق..) فالاسلام نظرية وتشريع وسلوك وتطبيق هو رحمة وسلام وعفو وتسامح وعرض دعوة له بالين والحسنى والموعظة وليس فرض ولا اكراه ولا جبر ولا إرهاب وقتل ووحشية ودماء , ومايسلكه التيمي الداعش من سلوك وما يحملنه من فكر فهو هجين ونشاز وغريب وبعيد عن قيم وثوابت وأخلاق وشرع الاسلام , فقد اساءوا للاسلام ولنبي الاسلام صلى الله عليه واله وقتلوا الابرياء من الناس من كل معتقد ودين , فكان الواجب الشرعي والاخلاقي والعقلي ملزم لكل باحث ومفكر وعالم بالدفاع عن الاسلام وقادته ورموزه والذود عن دين الله بالحجج البالغة ونور العلم والسلوك الأخلاقي الشرعي المحمدي الأصيل , وهذا ما برز به وسبق الجميع فيه المحقق المرجع الصرخي الحسني في محاضراته العقائدية التاريخية التي كشفت بالادلة القاطعة بطلان وسفاهة الفكر التيمي الداعشي وبراءة الاسلام منهم وأثبت عبوديتهم لغير الله الحق تعالى وسيرهم بسيرة المردة والشياطين وعادات الجاهلية الاولى , وقد علق المحقق الصرخي في محاضرته وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري على ماجاء في كتاب البداية والنهاية13: ابن كثير: (ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سِتٍّ وَخَمْسِينَ وستَّمائة(656هـ): يُكمل ابن كثير كلامه:[ما وقع على الإسلام وبلاد الإسلام وسقوط بغداد، كُلُّهُ عَنْ آرَاءِ الْوَزِيرِ ابْنِ الْعَلْقَمِيِّ الرَّافِضِيِّ]، وَذَلِكَ: 1ـ أنَّه لَمَّا كَانَ فِي السَّنة الْمَاضِيَةِ ((655)) كَانَ بَيْنَ أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرَّافِضَةِ حَتَّى نُهِبَتْ دُورُ قَرَابَاتِ الْوَزِيرِ.) أقول: أئمّة الدواعش وعصابات السرقة والسلب والنهب والقتل والإرهاب عندهم قضيّة النهب طبيعيّة جدًا، بل يفتخر بها ابن كثير ويذكرها بدون أي تردد ولا أي حَياء!! ويوجد غيره من ذكر، فهو لم يذكر كل شيء هنا، وإنما يوجد غيره، بل كل من ذكر هذه الحادثة يتحدث عن الاعتداء على الأعراض وانتهاكها وارتكاب المحرمات بالكرخ وفيها وعلى محلة الرافضة وبالرافضة، إذن ما يحصل عندهم الآن من الدواعش هذا له أصل وأساس وتشريع، هذا أحد أئمة وأقطاب المنهج التيمي التكفيري ابن كثير يمنهج لهذا الأصل ولهذه القضية الإرهابية القاتلة ...)
فشتان بين الإسلام الحقيقي وخلقه الذي دخلت فيه الناس أفواجاً , وبين إسلام التيمية الكاذب الذي نفّر الناس منه وجرأهم عليه !!
سعد السلمان