بقلم :قيس المعاضيدي
قال ابن الأثير/الكامل (10/333): {{[ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَة(617هـ)]: [ذِكْرُ خُرُوجِ التَّتَرِ إِلَى بِلَادِ الْإِسْلَامِ]:
]أـ لَقَدْ بَقِيتُ عِدَّةَ سِنِينَ مُعْرِضًا عَنْ ذِكْرِ هَذِهِ الْحَادِثَةِ اسْتِعْظَامًا لَهَا، كَارِهًا لِذِكْرِهَا، فَأَنَا أُقَدِّمُ إِلَيْهِ رِجْلًا وَأُؤَخِّرُ أُخْرَى، فَمَنِ الَّذِي يَسْهُلُ عَلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ نَعْيَ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ؟ وَمَنِ الَّذِي يَهُونُ عَلَيْهِ ذِكْرُ ذَلِكَ؟ فَيَا لَيْتَ أُمِّي لَمْ تَلِدْنِي، وَيَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ حُدُوثِهَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا، إِلَّا أَنَّنِي حَثَّنِي جَمَاعَةٌ مِنَ الْأَصْدِقَاءِ عَلَى تَسْطِيرِهَا وَأَنَا مُتَوَقِّفٌ، ثُمَّ رَأَيْتُ أَنَّ تَرْكَ ذَلِكَ لَا يُجْدِي نَفْعًا، فَنَقُولُ: هَذَا الْفِعْلُ يَتَضَمَّنُ ذِكْرَ الْحَادِثَةِ الْعُظْمَى، وَالْمُصِيبَةِ الْكُبْرَى الَّتِي عَقَّتِ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي عَنْ مِثْلِهَا، عَمَّتِ الْخَلَائِقَ، وَخَصَّتِ الْمُسْلِمِينَ، فَلَوْ قَالَ قَائِلٌ: إِنَّ الْعَالَمَ مُذْ خَلَقَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى آدَمَ، إِلَى الْآنِ، لَمْ يُبْتَلَوْا بِمِثْلِهَا، لَكَانَ صَادِقًا، فَإِنَّ التَّوَارِيخَ لَمْ تَتَضَمَّنْ مَا يُقَارِبُهَا وَلَا مَا يُدَانِيهَا. [
وقد علق الاستاذ الصرخي على ذلك ::
(( الحمد لله وفقنا إلى أن نوصل إليكم ما هو واقعي وحقيقي، الآن سؤال: ما هو السبب الرئيس في تحرّك المغول وتوحشهم واصرارهم على غزو بلاد المسلمين، والجواب صار واضحًا ويقينيًا، وهو: تلك الغدرة التي قتل بها خوارزم أولئك التجار الأبرياء الذين أتوا إلى بلاد الإسلام والمسلمين، فهذه هي الهمجية، عامل اقتصادي وقوّة اقتصادية تأتي إلى بلاد الإسلام يستفيد منها المسلمون وهؤلاء الهمج والذئاب القاتلة الإرهابية الدواعش المارقة يقتلون التجار وكما يفعلون الآن يقتلون الاقتصاد والسياحة الدينية والتاريخية، يقتلون العلم والعلماء يرهبون الناس ويدمرون البلاد!! فخوارزم ومن مثله ليس عندهم أي شيء سوى السرقة والخيانة والسلب والنهب، وتسلّطوا على رقاب المسلمين بإمضاء وشرعنة ابن تيميّة ومنهجه، هذه هي حقيقة الأمر فلا خلاص للإسلام والمسلمين ولا للإنسان والإنسانية في الشرق والغرب إلّا باستئصال هذا الفكر التكفيري الداعشي لابن تيمية المارق القاتل الإرهابي ولأمثاله في باقي الديانات؛ المنتسبة إلى المسيحية أو اليهودية أو البوذية أو غيرها، إذن يوجد ابن تيمية عندنا ويوجد ابن تيمية عندهم، يوجد دواعش عندنا ويوجد دواعش عندهم، يوجد أعراب عندنا ويوجد أعراب عندهم، يوجد فرنج عندهم ويوجد فرنج عندنا، يوجد مغول عندهم ويوجد مغول عندنا، يوجد هولاكو عندهم ويوجد هولاكو عندنا، يوجد لص وخوارزم عندنا يوجد لص وخوارزم عندهم، لنكن منصفين في التفكير وعقلاء في تحديد وتشخيص الداء وتعيين الدواء- إذن علينا في كلّ عصر وزمان أن نبحث عن الأصل ونحدد المشكلة ونشخّص الداء ونبحث عن حقيقة وواقعية ما جرى، حتى نأخذ الدروس والعبر ونتعلّم كي لا تتكرر المأساة))
ثم ذكر ابن الاثير في نفس المصدر قائلا :::
((وَمِنْ أَعْظَمِ مَا يَذْكُرُونَ مِنَ الْحَوَادِثِ مَا فَعَلَهُ بُخْتُ نَصَّرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْقَتْلِ، وَتَخْرِيبِ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ، وَمَا الْبَيْتُ الْمُقَدَّسُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا خَرَّبَ هَؤُلَاءِ الْمَلَاعِنُ مِنَ الْبِلَادِ، الَّتِي كُلُّ مَدِينَةٍ مِنْهَا أَضْعَافُ الْبَيْتِ الْمُقَدَّسِ))
وايضا علق الاستاذ المحقق الصرخي حول هذا : ((هنا ابن الأثير ينظر إلى قدسية الإنسان المؤمن المسلم، فهو أشرف وأفضل عند الله من البيت الحرام فكيف بالبيت المقدس. إذن حافظوا على أرواح الناس والمسلمين قبل الحفاظ على المساجد وبيو ت العبادةخرجوا من الصين وغَزَوا البلدانَ الإسلاميّة وغيرَها وقد وصلوا إلى حَدِّ العراق في سنة(617هـ)، أي قبل أربعين عامًا من سقوط بغداد وصل التتار إلى حدّ العراق ومازال غزوهم وفتكهم بالمسلمين وبلاد الإسلام، ومع كلّ ذلك يقول منهج ابن تيميّة: إنّ التتار لا طمع لهم ببغداد ولم يكن في مخطّطهم وقصدهم غزو بغداد ولا اسقاط خلافتها، وإنّ الخليفة لم يكن يعلم بخطر التتار ولا بتحرّكهم فلم يتهيّأ لهم بل سرّح جيشه لعدم حاجته له، فبقي الخليفة على غفلته وسُباتِهِ إلى أن وصلوا إلى أسوار بغداد فحينها استيقظ !!جاء ذلك في المحاضرة (45) من بحث وقفات مع توحيد ابن التيمية الجسمي الأسطوري.
المحاضرة (45) من بحث ( وقفات مع ... توحيد ابن التيمية الجسمي الاسطوري ) للمحقق الاسلامي الصرخي
قناة حبيب الرووح :: المحاضرة الخامسة والأربعون من بحث ( وقفات مع ... توحيد ابن التيمية الجسمي الاسطوري ) ضمن سلسلة محاضرات…
youtube.com