انتصرت لدين الله فصارت سيدةً للنساء بقلم احمد السيد تلك هي أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد بن أسدٍ بن عبد العزَّى بن قصي القرشية الأسدية، وأمها فاطمة بنت زائدة بنت جندب. ولدت بمكة سنة 68 ق.هـ، وكانت من أعرق بيوت قريشٍ نسبًا وحسبًا وشرفًا، وقد نشأت على التخلُّق بالأخلاق الحميدة، وكان من صفاتها الحزم والعقل والعفة والحكمة. يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه واله وسلم في الجد الخامس، فهي أقرب أمهات المؤمنين إلى النبي ص، وهي أول امرأة تزوَّجها، وأول النساء ايمانا بالرسول الاكرم . كانت قبل البعثة ذات مال وتجارة فقوافلها مستمرة فوثقت بمحمد ص وعرضت عليه ان يعمل معها وتستأمنه على اموالها لانه كان صادقا امينا في قومه فكان قبوله العمل معها قد جلب لها الخير والمال الوفير وربح لا محدود فعرضت عليه الزواج فتزوجها وهو ابن خمس وعشرين عاما اي قبل البعثة بخمسة عشر سنة وعندما نزل الوحي عقدت العزم وامنت بنبي الرحمة ونذرت نفسها ومالها وجاهها للرسالة الاسلامية فكان مالها من الاركان الرئيسية التي بيني عليها الاسلام المحمدي الاصيل كيف لا وهي تلك السيدة الطاهرة العفيفة الشريفة كان هذا لقبها في الجاهلية في زمن انتشرت فيه الفواحش وساءت الاخلاق , فكانت سلام الله عليها راجحة العقل مؤمنة بصدق زوجها وامانته و ها هي تستقبل أمر الوحي الأول بعقلانية قلَّ أن نجدها في مثل هذه الأحوال بالذات؛ فقد رفضت أن تفسِّر الأمر بخزعبلات أو أوهام، بل استنتجت بعقليتها الفذة وحكمتها التي ناطحت السحاب وصدقت بما اخبر به النبي ص , فانتقلت مع النبي ص من حياة الراحة والاستقرار الى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار فلم يزدها ذلك الا ايمانا بالله تعالى وبرسوله الكريم ص وتحديًا وإصرارًا على الوقوف بجانبه، والتفاني في تحقيق أهدافه. فلما خرج رسول الله ص مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة، لم تتردد سلام الله عليها في الخروج مع رسول الله ص لتشاركه -على كبر سنها- أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نَأَتْ بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إلى صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى. وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندًا وعونًا للرسول ص في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتَمة، فكما اجتبى الله تعالى رسوله محمد ص واصطفاه من بين الخلق كافة، كذلك قدَّر له في مشوار حياته الأول لتأدية الرسالة العالمية لتكون عونا له في حمل هذه الدعوة في مهدها الأول، فآنسته وآزرته وواسته بنفسها ومالها في وقت كان الرسول ص في أشد الاحتياج لتلك المواساة والمؤازرة والنصرة ولا شك أن امرأة بمثل هذه الأوصاف لا بد أن يكون لها منزلة رفيعة، فها هو الرسول ص يعلن في أكثر من مناسبة بأنها خير نساء الجنة فكان حقًّا أن يكون لهذه الطاهرة مكانة عند رسول الله ص، تسمو على كل العلاقات، وتظل غُرَّة في جبين التاريخ عامَّة وتاريخ العلاقات الأسرية خاصَّة؛ إذ لم يتنكَّر ص لهذه المرأة التي عاشت معه حلو الحياة ومرها، بل ويعلنها على الملأ وبعد وفاتها؛ وفاءً لها وردًّا لاعتبارها: "إني قد رزقت حبها". ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه ص لم يكد ينساها طيلة حياته وبعد وفاتها، إذ كان يكثر ذكرها ويتصدق عليها , وتاقت روحها سلام الله عليها إلى بارئها، وكان ذلك قبل هجرته ص إلى المدينة المنورة بثلاث سنوات، ولها من العمر خمس وستون سنة، وأنزلها رسول الله ص بنفسه في حفرتها، وأدخلها القبر بيده. وتشاء الأقدار أن يتزامن وقت وفاتها والعام الذي تُوفِّي فيه أبو طالب عم رسول الله ص، الذي كان أيضًا يدفع عنه ويحميه بجانب السيدة خديجة رضي الله عنها؛ ومن ثَمَّ فقد حزن الرسول ص ذلك العام حزنًا شديدًا حتى سُمي "عام الحزن"، وحتى خُشي عليه ص، ومكث فترة بعدها بلا زواج , وهكذا رجعت نفسها الى ربها راضية مرضية قضت مظلومة محاصرة مضطهدة على اي اجداد ائمة التيمية وسلفهم على ايدي كفار قريش وعلى رأسهم بني امية يتك كنت حاضرة الان ياامنا خديجة ورأيت ماذا فعل قاتلوك بالاسلام فقد استحوذوا على قيادة المسلمين واقتادوا الناس الى الظلمات فلم يُرى منهم الا القتل والسلب والنهب فهم على دين اجداداهم سمتهم واخلاقهم الغدر والخيانة فابوا الا ان يخلدوا ويجددوا افعال اسلافهم فحاصروا الاطفال والشيوخ والنساء وجعلوا في كل مدينة شعب ابي طالب وانتهكوا الاعراض وسفكوا الدماء وصار الدين لعق على السنتهم يدعون الاسلام وهم المارقون الخوارج يدعون الاقتداء بالرسول ولو خرج عليهم الان ص لصلبوه وقطعوه بالمناشير فاستحدثوا ربا غير رب محمد ونبي قتل وارهاب غير نبي الرحمة فصار الاستهزاء بالله تعالى سمة لهم وانتشر الالحاد بفضل انحرافهم وسلموا زمام الامور وخلافة الرسول الى المماليك الفجرة شاربي الخمور الذين سلموا بلاد الاسلام الى المحتلين , كل هذا يحدث والناس في سبات ومن يتكلم ويرفض فانه يغرد خارج السرب ويضع حلولا ترقيعية لربما تزيد الطين بلة وتكثر من مظاهر الارهاب تاركين وراءهم صاحب الحل الناجح والفكر المعتدل الذي به يكون الفتح ونصر الاسلام والقضاء على التطرف والى الابد الا وهو فكر الاستاذ المهندس الذي دعى الى مجابهة الارهاب الداعشي بالفكر الاسلامي الحقيقي وتفنيد مبانيه فقال مرارا وتكرارا ان الفكر لا يقضي عليه الا الفكر ولاخلاص الا باعتماد النهج الوسطي المعتدل بعيدا عن لغة الطائفية والمذهبية والحزبية . فهل من ناصر لله ولرسوله ياامة الاسلام؟ تجاوز الدواعش التيمة على ربكم الذي خلقكم وعلى نبيكم وعلى امامكم وعلى دينكم وانتهك اعراضكم واستباح دمائكم وسلب ونهب مدنكم وانتم في سبات غافلين . الى متى يااخوة الايمان نبقى متقوقعين فهل حياتنا اغلى من ديننا ؟ ماذا نقول لامنا خديجة يوم الحشر وما هو العذر وهي افنت عمرها ومالها من اجل الحفاظ على ديننا فلابد من رد الجميل لمن تسببت في انسانيتنا وايصال الرسالة لنا . فلك منا ياامنا الف التحية والسلام فلنحزن ونستذكر بفخر مع حزن ابنتها فاطمة الطاهرة ، وأبيها وبعلها وبنيها ، لنجعلها قدوة لنا في الإيثار والتضحية للإسلام ، ونجعل اليوم أسى ولوعة من الحزن لمصابها الأليم، معزّين بذلك السيد الأستاذ الصرخي ( دام ظله ) والأمة الإسلامية. في ذكرى وفاتها عليها السلام المصادفة10 رمضان خديجة يا أمّ المؤمنين ................................... لكِ منا تحية وسلاما لكِ مواقف مع النبي خلّدها التاريخ ............ فنلتِ بذلك الرفعة والإكراما قد رُفد الإسلام بعدلين : فجُدتِ أنتِ بأموالك .... وعليٌّ قد حدّ معها الحساما بفقدكِ عمَّ الحزن...................... فكان حقًّا للحبيب أن جعلَ للحزن عاما نفتخر بك أمًّنا يا ( أمّ المؤمنين )................. وها نحن اليوم بفقدكِ أيتاما